منى الكرد صوت حي الشيخ جراح وقلبه النابض

سلمى المهندس6 يونيو 2021آخر تحديث :
منى الكرد

أصبحت منى الكرد مضطرة يوميا أن تجد الصهاينة المغتصبين في كل مكان بالحي الذي ولدت ونشأت فيه، وإن كانت جذورها تضرب في أراضي الـ48 التي تم تهجير أجدادها منها أمام عصابات استيطانية نجحت في سرقة الأرض بقوة السلاح.

منى الكرد وجدت نفسها مضطرة مؤخرا لمواجهة قوة عسكرية صهيونية غاشمة، تريد استكمال مشاريعها الاستيطانية المغتصبة لأراضي الفلسطينية، داخل حيها حي الشيخ جراح، لتحمل على عاتقها مهمة النشاط في مواجهة تلك الآلة العسكرية وقواتها وفوق منها العصابات الاستيطانية المتطرفة التي تكيل للفلسطينيين الاستفزازت تلو الأخرى، لتختار طريقها في مواجهة تلك القوى وتقف مع جيرانها والمتطوعين الفلسطينيين في وجه قوة الاحتلال.

منى الكرد

منى الكرد صوت حي الشيخ جراح

يعرف الاحتلال صوتها جيدا ويعمل له ألف حساب قبل أي اقتحام لحي الشيخ جراح محاولا زيادة الضغط والاستفزازات للفلسطينيين، لطردهم من منالهم كرها وقهرا، هي الشابة منى الكرد صاحبة الـ23 عاما، وقد أصبحت صوتا مهما لأهالي الحي وجيرانها يصل للعالم، يفضح السرقة والانتهاكات والاعتداءات.

اعتقلت صباح اليوم الأحد من منزلها وأطلق سراحها قبل قليل وسط تجمعات من مؤيديها ومحبيها وداعميها وأهلها في الحي الذين عبرت عن أصواتهم، ليفرقهم الاحتلال باستخدام قنابل الصوت وإطلاق الأعيرة النارية المطاطية مما أدى لوقوع إصابات في محيط مركز الاعتقال.

منى الكرد

منى الكرد وعائلتها

انحدرت المناضلة الشهيرة، من عائلة مناضلة، شقيقها محمد الكرد المناضل والذي يخوضع معها حربا إعلامية ضد انتهاكات الصهاينة، وهو ما عانى من بطش مشابه عندما تم اعتقاله اليوم هو الآخر لاستجوابه وأطلق سراحه معها.

كما أن والدها المحامي المقدسي نبيل الكردي، والذي له نضالات في مدينته القدس المحتلة ضد الاحتلال، كما عمل على الدفاع عن المظلومين الفلسطينيين الذين قهروا جراء العنف والاحتلال.

عائلة الكرد كانت من بين عائلات انتلقوا من أراضيهم وهجروا قسرا منها إلى القدس، بعد أن احتلها الصهاينة بعد نكبة 1948 بثماني سنوات حيث العصابات الصهيونية تواصل اقتضام الأراضي وسرقتها، إلى ان جاءت النكسة وزحف الاحتلال ورائهم، فلم يتركهم لأرضهم الجديدة التي آوتهم مثلما آوت أجدادهم، لكنهم مستمرون في رغبتهم المحمومة في سرقة الأراضي الفلسطينية، وما كان على أسرة الكرد وجيرانهم إلا أن وقفوا وقفة صلبة ضد تلك المطامع والانتهاكات.

وهنا نذكر ان نبيل الكرد والد منى هو الشيخ صاحب الصورة الأيقونة في حي الشيخ جراح، الرجل المسن الذي يقف بجوار جدار بيته ومكتوب عليه “لن نرحل”.

منى الكرد

صوت منى الكرد يفضح الصهاينة

لدى الكرد العديد من الاسهامات في فضح الاحتلال، وكانت آلة إعلامية لإيصال أصوات المقدسيين في حي الشيخ جراح ووثقت انتهاكات الاحتلال بالصورة ونشرتها ليراها العالم أجمع، إلا أن أبرز ما قدمته للحي هو إثباتها للعالم كله أن الصهاينة مغتصبون ولصوص، وذلك عن طريق كاميرا موبايل وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

بصوت جرئ وواعي وثابت وقوي، تقول لمستوطن مغتصب يتقاسم منزل والدها معهم، أنت سارق، ليرد عليها أنه إذا لم يسرقه فسيأتي غيره من أجل سرقته في اعتراف ضمني رآه العالم كله بجريمته، وقد لف المقطع المصور العالم كله، وبات العالم كله يعرف أن هناك فتاة شجاعة تفضح الاحتلال، ومستوطن لص يدعى يعقوب، أو جاكوف بالعبرية، ليكون شهادة أمام ضمير العالم على ما يعانيه الفلسطينيون من قهر الاحتلال.

لم يقف صوت منى الكرد عند هذا الحد حتى وصلت إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة، حيث عقت اتصالا عبر الانترنت، وشرحت فيه معاناة الفلسطينيين في حي الشيخ جراح، لتجد أمامها مسؤولة من مكتب رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، تروج للأكاذيب بينما تروج هي للحقيقة، مما أثار غضب المسؤولة الصهيونية التي عاتبت الأمم المتحدة على تقاسمها الجلسة مع الفتاة الفلسطينية.

وفي منشور عبر صفحتها الشخصية أضافت في روايتها للحدث، أنها كانت تنوي مواجهتها لكنها اكتفت بكتابة رسالة لها على الهواء، ما أدى لإخراجها من الاجتماع، بعدما قالت بادئة الحوار “مرحبا أنا منى الكرد من حي الشيخ جراح في مدينة القدس عاصمة فلسطين الأبدية”، واختتمت قائلة: “نحن كفلسطينيين من حقنا أن نعيش بسلام وأمان في دولة فلسطين على أرضها من البحر إلى النهر”.

منى الكرد

موضوعات تهمك:

إطلاق سراح الناشطة الفلسطينية منى الكرد

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة