هل ما يزال فيون مرشح الناخب الكاثوليكي بفرنسا؟

ثائر العبد الله31 مارس 2017آخر تحديث :
cklaskdf

cklaskdf

بالرغم من أن الدين في فرنسا لم يعد له أي دور سياسي منذ أن تحولت “الجمهورية” إلى دولة علمانية بداية القرن العشرين، فإن عددا لا يستهان به من الفرنسيين ما يزالون متشبثين بعقيدتهم

المسيحية ما يفسر توجه عدد من المرشحين للانتخابات الرئاسية باستخدام ورقة الدين من أجل استمالة أصوات الناخبين المسيحيين على وجه الخصوص.
وكان استطلاع رأي أجراه معهد “إيفوب” في يناير/كانون الثاني الماضي -حول توجهات التصويت بانتخابات الرئاسة- أشار إلى أن الدين سيكون له دور مهم في الاقتراع في أبريل/نيسان المقبل.
الاستطلاع أوضح أن 49% من “الكاثوليك الملتزمين” عازمون على التصويت لصالح فرانسوا فيون بالدورة الأولى من الانتخابات، بينما سيصوت منهم 25% لصالح مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف.
وقد راهن فيون منذ حملته في الانتخابات التمهيدية لحزب اليمين والوسط على سيرته الشخصية المتدينة مقارنة بباقي منافسيه خصوصا نيكولا ساركوزي، وقدم نفسه كونه مسيحيا كاثوليكيا ملتزما.
كما أن مرشح اليمين المحافظ أبدى موقفا حازما من عدد من الملفات خصوصا ما يتعلق بدفاعه عن مفهوم الأسرة، ومعارضته لقانون زواج المثليين، ورفضه لتبنيهم للأطفال، وهو ما يؤيده المسيحيون الملتزمون الذين ما يزالون يدافعون عن مفهوم العائلة التقليدية.

وما تزال قيادة جمعية “التظاهر للجميع” التي خرجت بمئات الآلاف بمظاهرات حاشدة عام 2014 للرد على مظاهرات “الزواج للجميع” تساند المرشح فيون.
وحاول فيون لعب ورقة الدفاع عن الدين المسيحي بعدما أعرب مرارا عن دعمه لمسيحيي الشرق، الذين “يبادون” -وفق تعبيره- من طرف تنظيم الدولة الإسلامية.
تهديد العقيدة
وفي تصريحات إلى الجزيرة نت، قال روني بوجول الكاتب ورئيس التحرير السابق بمجلة “لو بيليران” الكاثوليكية إن عددا من الفرنسيين الكاثوليك باتوا يرون في عدد من المشاكل -التي تعاني منها فرنسا مثل الحضور الإسلامي وتدفق اللاجئين- “تهديدا لعقيدتهم وهويتهم المسيحية”.
كما أن تعرض فرنسا لعدد من الهجمات “الإرهابية” بالسنتين الأخيرتين، وذبح كاهن مسن بإحدى الكنائس الصيف الماضي، دفع نحو “صحوة الناخب الكاثوليكي” من أجل “المشاركة والتأثير في المستقبل السياسي للبلاد”.
وأضاف بوجول أن “الهوية الفرنسية والأوروبية كانت دائما في تحول مستمر عبر العصور، والحديث عن تهديد الإسلام والمهاجرين لهذه الهوية مجرد أراجيف”.
وبات فيون ينافس لوبان في كل ما يتعلق بالهجوم على الإسلام والمسلمين بفرنسا، وقد أعلن مرارا عزمه اجتثاث ما أسماه التوتاليتارية الإسلامية (الشمولية الإسلامية) وحل جميع المنظمات الإسلامية السلفية، وتلك التي تتبنى فكر جماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى فرض “رقابة إدارية” صارمة على المنظمات الإسلامية الرسمية والتمويل الخارجي للمساجد.
وكان مرشح اليمين المحافظ قد أصدر كتابا عام 2015، وأسماه “دحر الشمولية والأصولية الإسلامية”.
ضربة قوية
ويرى المحلل السياسي والخبير بالشأن الفرنسي مصطفى الطوسة أن “عنصر الدين” لعب دورا مهما بالحملة الانتخابية لفيون، وأنه عرف كيف يستغل “المخزون الانتخابي الكاثوليكي لصالحه” لكنه تلقى ضربة قوية بعد تفجر الفضائح المالية واتهامه بقضايا “الوظائف الوهمية” لزوجته وابنيه، الأمر الذي يتعارض مع “القيم المسيحية” التي لطالما دافع عنها في برنامجه.

ويعتبر الطوسة أن “عددا مهما” من المسيحيين الكاثوليك لن يصوتوا على فيون، بعدما ضرب بعرض الحائط “أخلاق وتعاليم المسيحية التي كان يتغنى بها”.
ويستبعد المحلل السياسي أن يصوت المسيحيون الكاثوليك بكثافة لصالح لوبان، باعتبارهم يؤمنون في أغلبيتهم الساحقة بمبدأ “التعايش المشترك والحوار بين الأديان” الذي يوصي به الدين المسيحي.
ويؤكد أن هناك “فئة متطرفة” من المسيحيين يساندون لوبان لاتخاذها مواقف راديكالية في ما يخص “الهوية المسيحية” لفرنسا ورفضها لما تصفه بـ “الغزو الإسلامي” لبلادها، لكنها تبقى أقلية لا تمثل كل المسيحيين بفرنسا.
يُذكر أن رئيس مجلس أساقفة فرنسا المطران جورج بونتييه أكد بافتتاح مؤتمر الربيع للمسيحيين الثلاثاء الماضي بمدينة لورد جنوب البلاد أن “الكنيسة لا تتدخل في السياسة وليس من عادتها إعطاء تعليمات للتصويت”. وأضاف “لكننا نؤمن بالأخوة التي تعتبر إحدى قيم الجمهورية الفرنسية، كما أنها أحد أكبر مبادئ المسيحية”.
وتابع “لا يمكننا الفوز عبر خطاب إقصائي أو يدعو للتفرقة” دون أن يذكر المرشحين الذين استهدفهم في خطابه.

الجزيرة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة