مجددا يرحل عن عالمنا احد أهم من شكلوا طفولة جيل الثمانينيات والتسعينيات، فبعد رحيل الدكتور أحمد خالد توفيق صاحب سلسلة ما وراء الطبيعة، يرحل مساء امس عن عالمنا الدكتور نبيل فاروق صاحب روايات الجيب الشهيرة رجل المستحيل.
صدمة تلقاها محبي نبيل فاروق ومحبي رواياته وقصصه، بعد إعلان نبأ وفاته من قبل نجلته، مشيرة إلى أنه توفي متأثرا بمرضه، لتنهال التعليقات المصدومة والحزينة على وفاة الراحل، داعين له بالمغفرة والرحمة ومتحدثين عن روعة طفولتهم التي شكلتها قصص وروايات الكاتب الكبير.
من هو نبيل فاروق
نبيل فاروق كاتب وروائي مصر وطبيب، تخرج من كلية الطب واشتهر بالرويات البوليسية والخيال العلمي، ولاقت قصصه نجاحا كبيرا في العالم العربي، مواليد محافظة الغربية مدينة طنطا عام 1956، فهو من نفس مدينة الراحل احمد خالد توفيق.
خرج الاثنان سويا من مدينة طنطا وكان لديهما صداقة بارزة وهامة، الثنائي تخرج من كلية الطب ومارس المهنى وكانت بداية جياتهما العملية في العمل كأطباء معا، قبل أن تقودهما المصادفة لمقابلة الناشر الراحل حمدي مصطفى رئيس مجلس إدارة المؤسسة العربية الحديثة، حيث كان ينوي إصدار سلاسل كتب جديدة الجيب ويقدمها للشباب ونشر اعلانات في الصحف يطلب كتاب للتقديم، ليبدأ نبيل فاروق وصديقه بداية ناجحة على الرغم من المتاعب واستطاعا ان يفرض اسميهما كأحد أكثر كتاب الشباب مبيعا.
كانت أشهر سلاسل نبيل فاروق هي رجل المستحيل التي استمدت من ملفات المخابرات العامة المصرية بالإضافة إلى ملف المستقبل وكوكتيل 2000، وروايته الشهيرة أرزاق التي صدرت في عدة أجزاء.
نبيل فاروق وحزن الفراق
تسبب رحيل الكاتب المخضرم في حزن شديد لدى جيل الشباب والكتاب، والمثقفين، كما نعته وزارة الثقافة المصرية وعدد من المؤسسات الثقافية، بالإضافة إلى تعليقات حزينة من صحفيين ومخرجين وكتاب وشبان تربوا على قصصه وحكاياته.
وكتب الكاتب الصحفي يسري الفخراني تعليقا على وفاته: “رحل الأستاذ والأديب المتميز نبيل فاروق ، رحل صاحب الرحلة الإنسانية الخصبة بالمعاني والأفكار والأحلام الوردية، رحل رجل يحمل الكثير من البهجة والعذوبة والأصالة . عليه رحمة الله”.
أما الكاتب والروائي السوداني المخضرم حمور زيادة فقد كتب عبر صفحته الرسمية: “الآن يغلق رجل المستحيل الباب خلفه، لتنتهي صفحات ملف المستقبل. ربما لهذا أورثني خبر موت د. نبيل فاروق شعور الطفل الذي وجد نفسه فجأة في الزحام دون أحد من الكبار الذين اعتادوا الاعتناء به. ارقد في سلام يا رفيق صبانا الأول. ولتنزل على قبرك الرحمات”.
ونعاه الباحث الفني السعودي محمد سلامة: “رحم الله #نبيل_فاروق الرجل الذي علمني كتابة الحروف والذي شكّل لغتي الصغيرة آنذاك ووعيي الذي لم أكن أعرف أنه وعي أصلاً.. رحمك الله يا من صنعت لنا مجداً في المجلدات ننام وننهض للمدارس فخورون به موقنين أنه حقيقة بل ونتباهى به.. كنت أعتقد أنك لا تموت.. رحمك الله يارجل المستحيل..”.
كما نعاه رجل الأعمال السعودي ثامر شاكر قائلا: “لا أنسى أبدًا في مرحلة الصبا، لهفتي حين كنت أبحث في كل مرة عن رواية جديدة من رواياته، وحين قرر الناشر في ذلك الوقت أن تصدر رواياته فقط في الصيف، انزعجت وقررت أن اقتصد في القراءة حتى لا ينفد المخزون وابقى خالي الوفاض بلا قصصه الشيقة.. رحم الله نبيل فاروق الذي علمني شغف القراءة.”، وكتب أحد قرائه قائلا: “الساعات والأيام تغتال ذكريات الطفوله واحده تلو الأخري رحم الله دكتور #نبيل_فاروق وأسكنه فسيح جناته”.
بينما كتب أحد القراء الشباب أيضا: “رحيل واحد آخر ممن شكلوا طفولتنا، وداعا يا رجل المستحيل”.
أما البعض فلم ينسى أن يقدم انتقادات للكاتب الراحل نبيل فاروق ومسيرته التي لازمت الأنظمة والسلطات طوال حياته وعلى مدار تعاقبه على مصر.
موضوعات تهمك:
