من المسجد الأقصى إلى كنيسة القيامة

محمود زين الدين25 أبريل 2022آخر تحديث :
المسجد الأقصى وكنيسة القيامة

هل يستحق الأمر كل هذه التضحيات من الغرب لتجنب معاقبة الكيان الصهيوني ومحاصرته وفرض عقوبات عليه؟
ادعى العدو أن الحشود الكبيرة للمصلين والمحتفلين في “سبت النور” عرضة لتزاحم من الممكن أن يتسبب بسقوط ضحايا.
الأزمة في الأراضي المحتلة ما زالت في بدايتها، ولن تنتهي بمجرد دعوات هنا وهنا للتهدئة كما يأمل ويطمح الأمريكان والأوروبيون.
تتغاضى الدول الأوروبية عن الانتهاكات الإسرائيلية وتتركز الجهود الأمريكية على ممارسة الضغوط والابتزاز للفلسطينيين والدول العربية دون غيرهم.
ازدواجية المعايير الغربية لا تقل خطورة عن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي فهي سياسة مسمومة تقود الى مزيد من التصعيد والانهيار الأمني والسياسي في الإقليم.
ثمن الانتهاكات كبير في زمن متخم بالأزمات وعلى رأسها حرب أوكرانيا، فهل الغرب ما زال مستعدًا لدفع أثمان باهظة في سبيل تبني الأكاذيب الإسرائيلية؟
* * *

بقلم: حازم عياد
لم ينهِ الكيان الصهيوني انتهاكاته في المسجد الأقصى، بل وسع انتهاكاته لتشمل كنيسة القيامة، إذ وضع سقفًا أعلى لعدد المصلين المسيحيين بلغ 1000 مصل من أصل 10 آلاف كانوا يشاركون في “سبت النور”، ليعود ويرفع عدد المصلين بقرار من المحكمة العليا إلى 4 آلاف بعد انتقادات واحتجاجات واسعة من قادة الكنائس المسيحية.
في هجمته على احتفالات المسيحيين في “سبت النور” لم يقدم الاحتلال رواية متماسكة؛ إذ ادعى أن الحشود الكبيرة للمصلين والمحتفلين في “سبت النور” عرضة لتزاحم من الممكن أن يتسبب بسقوط ضحايا.
الغريب أن التزاحم والتدافع كان سببه الجنود الصهاينة الذين لم تقتصر انتهاكاتهم للممرات والطرق والساحات المؤدية الى كنيسة القيامة بعد أن عمدوا الى اقتحام الكنيسة بطريقة استفزازية وفوضوية هددت سلامة المحتفلين بمراسم “سبت النور”.
الرواية الإعلامية الإسرائيلية، والخطاب السياسي والثقافي لم يلامس القلوب ولا العقول في الأقصى كما في كنيسة القيامة، ومع ذلك تتغاضى الدول الأوروبية عن الانتهاكات الإسرائيلية، وتتركز الجهود الأمريكية التي يقودها السفير الأمريكي لدى الكيان توم نايدس، والقائمة بأعمال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ياعيل لمبرت، ونائب مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية هادي عمرو على ممارسة الضغوط والابتزاز للفلسطينيين والدول العربية دون غيرهم.
ازدواجية المعايير الغربية لا تقل خطورة عن الإجراءات الإسرائيلية؛ فهي سياسة مسمومة تقود الى مزيد من التصعيد والانهيار الأمني والسياسي في الاقليم؛ ثمن كبير في زمن بات متخمًا بالأزمات وعلى رأسها حرب أوكرانيا، فهل الغرب ما زال مستعدًا لدفع أثمان باهظة في سبيل تبني الأكاذيب الإسرائيلية؟
هل يستحق الأمر كل هذه التضحيات من الغرب لتجنب معاقبة الكيان الصهيوني ومحاصرته وفرض عقوبات عليه؟
الأيام والأشهر المقبلة ستكون كفيلة بالاجابة عن هذه التساؤلات؛ فالازمة في الأراضي المحتلة ما زالت في بدايتها، ولن تنتهي بمجرد دعوات هنا وهنا للتهدئة كما يأمل ويطمح الأمريكان والأوروبيون.
* حازم عياد كاتب وباحث سياسي
المصدر: السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

القدس على صفيح ساخن

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة