كيف يدفع فلسطينيو سوريا ثمن مواقفهم؟

ثائر العبد الله6 أبريل 2017آخر تحديث :
fdkdsfial

fdkdsfial

إحصائيات مرعبة تلك التي أوردتها تقارير مجموعة العمل لأجل فلسطينيي سوريا حول أوضاع الفلسطينيين هناك، تراوحت ما بين القتل والاعتقال والحصار وتدمير واستهداف أهم

مواقع تجمعات الفلسطينيين في سوريا.
فوفق آخر تقرير للمجموعة وصل عدد الضحايا الفلسطينيين من عام 2011 وحتى نهاية 2016 إلى 3414 قتيلا داخل سوريا نتيجة الأعمال العسكرية، وخارجها نتيجة محاولات الوصول إلى أوروبا أو تعرضهم لحوادث قاتلة في مناطق لجوئهم الجديدة.
وأضاف التقرير أن النظام السوري اعتقل 1137 فلسطينيا بينهم ثمانون امرأة، بالإضافة لفقدان أكثر من ثلاثمئة لاجئ، وتوثيق مقتل 457 شخصا تحت التعذيب بالمعتقلات السورية، ما يرفع وتيرة الخوف على مصير المختفين قسريا.
يُذكر أن فلسطينيي سوريا يعيشون في 13 مخيما وتجمعين اثنين، ومن أبرزها مخيم اليرموك وخان الشيح والسبينة والسيدة زينب والحسينية وجرمانا في دمشق وريفها، إضافة إلى مخيم حندرات والنيرب في ريف حلب.
ويعاني معظم تلك المخيمات أوضاعا إنسانية غاية في الصعوبة خاصة مخيم اليرموك الذي يعاني حصارا مزدوجا حيث يحاصره النظام السوري منذ عام 2013، كما بدأ تنظيم الدولة الإسلامية حصاره منذ حوالي العام.

مؤشرات حقوقية
وأوضح التقرير أن مؤشرات حقوق الإنسان لم تشهد ارتفاعا إيجابيا بل شهدت المزيد من التراجع، ففي مجال التنقل ما تزال البلدان العربية والإسلامية المحيطة تمنع اللاجئ الفلسطيني من الدخول إليها رغم المعاناة الشديدة والخطر الذي يتهدد حياته في سوريا.
وقالت مجموعة العمل لأجل فلسطينيي سوريا في تقريرها الأخير إن النظام السوري يمنع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مخيماتهم رغم بسط سيطرته الكاملة عليها.
ووفق التقرير فإن حوالي ثمانين ألف فلسطيني لجؤوا إلى أوروبا خلال السنوات الماضية، في حين وصل عدد الفلسطينيين بالأردن إلى 18 ألفا، وفي لبنان أكثر من 33 ألفا، وفي تركيا سبعة آلاف، وفي مصر أربعة آلاف
.
تواطؤ دولي
ويرى الصحفي عبد العزيز الخليفة أن الثورة السورية أثبتت عدم صدق النظام بقضية المقاومة، بدليل كيفية تعامله مع أبناء فلسطين في سوريا، خاصة أن الفلسطينيين مثل السوريين انخرطوا في الثورة السورية وتعرضوا لما تعرض له السوريون، موضحا أن التجمعات الفلسطينية في سوريا تعرضت لتدمير، وعوقب أهلها مثلهم مثل السوريين.
وأضاف الخليفة: هذا على الأغلب، وقد حصل بتواطؤ دولي ما للتخلص من قضية اللاجئين في سوريا، وهو ما يعني إنهاء الملف الفلسطيني في سوريا.
أما الناشط عمر القيصر فحذر من أن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تزداد سوءا، مشيرا إلى أن الرؤية تتضح أكثر تدريجيا حيث بات جليا أن ملف إنهاء المخيمات الفلسطينية قضية هامة جدا بالنسبة للنظام السوري.
وأضاف -في حديثه للجزيرة نت من داخل مخيم اليرموك المحاصر جنوب دمشق- أن من يتشبث بمخيمه رغم حياديته بات الآن ينتظر عاصفة تسحبه إلى أطراف الصحراء نادما على صبره وجوعه وقصفه.
ويدفع الفلسطينيون في سوريا ثمن مواقفهم مما يحصل في هذا البلد قتلا وتشريدا واختفاء وحصارا، ما غير الخريطة الديموغرافية لوجودهم هناك الآن وربما إلى الأبد.

الجزيرة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة