شيوعيون أوكرانيون يعرضون القتال مع الأسد

ثائر العبد الله7 يونيو 2013آخر تحديث :
sw

swظهر رئيس اتحاد الضباط الأوكرانيين المتقاعدين سيرهي رازوموفسكي قبل أيام في رسالة مصورة أمام العلمين الشيوعي والأوكراني، ليعرض على الرئيس السوري بشار الأسد الانضمام إلى صفوفه لقتال من وصفهم “بالإرهابيين وأعداء الدستور”، وذلك مقابل

المال والجنسية السورية.

وفي المقطع، أكد رازوموفسكي أن خمسين ألف ضابط وجندي من أوكرانيا وروسيا مستعدون للقتال إلى جانب الأسد. وقال إنه تقدم بطلب رسمي إلى النظام والسفارة السورية في العاصمة كييف لدراسة العرض.

وتجاهلت السلطات الأوكرانية عرض رازوموفسكي فلم تعلق عليه، لكن محللين رأوا أن صورة أوكرانيا معرضة بسببه للإساءة، وأن على السلطات أن تنأى بالبلاد عن مواقف الشيوعيين وتضبطها وفقا للمصالح الوطنية.

وقال مستشار الأمن القومي السابق في إدارة الرئاسة فياتشيسلاف شفيد معلقا على عرض رازوموفسكي والتفاعلات الإعلامية التي أثارها محليا وعالميا- “إن هذا تصرف غير مسؤول يهدف لتحقيق أهداف شخصية وحزبية ضيقة، وتداعياته ستكون سلبية على صورة أوكرانيا أمام السوريين والعرب والعالم”.

ولفت شفيد إلى تأثر هذه الصورة سلبا إبان الثورة الليبية، بعد ظهور مشاركة ضباط وجنود أوكرانيين إلى جانب القذافي، مضيفا “لا نريد أن تكون أوكرانيا دولة مصدرة للمرتزقة في عيون العرب والعالم، وهذا يفرض على السلطات التحرك، خاصة بعد هذا العرض العلني”

مخاوف المناوئين:
وعلى الجانب الآخر، قوبل هذا العرض بصمت رسمي سوري مستمر حتى الآن، لكنه أثار مخاوف المناوئين للأسد في أوكرانيا، إذ رأوا فيه فرصة يمكن أن ينتهزها الأسد لتعزيز قواته المتراجعة على جميع الجبهات أمام الثوار كما يقولون.

وأوضح محمد زيدية -أحد رموز الجالية السورية  المعارضة- في أوكرانيا أن النظام استعان بحلفائه الإيرانيين واللبنانيين في المعركة، بعد أن شعر بتهالك قواه، ولن يكون لديه أي مانع  من ضم مرتزقة من أوكرانيا وغيرها من الدول إذا كان الأمر متعلقا بالجنسية والمال كما يطلبون، وهو أمر يثير المخاوف لأنه سيزيد من عمر معاناة وآلام الشعب السوري.

واعتبر زيدية أن عرض رازوموفسكي غير مسؤول، ولا يستقيم مع المصالح الأوكرانية، داعيا السلطات إلى منع “توريط” اسم أوكرانيا في القتال الدائر بسوريا، مؤكدا أن الشعب الأوكراني يتفهم معاناة السوريين ويقف إلى جانب مطالبهم العادلة.

كما دعا زيدية الشيوعيين إلى مراجعة مواقفهم، والتفكير مليا في مستقبل علاقات أوكرانيا التاريخية مع سوريا، معتبرا أن الخسارة ستكون حليف من يقف إلى جانب شخص الأسد ضد الشعب.

يذكر أن اتحاد الضباط الأوكرانيين المتقاعدين المنتمي إلى الفكر الشيوعي، يعيد بهذا العرض التساؤلات مجددا عن دوافع مواقف الشيوعيين الأوكرانيين التي ظلت تؤيد الأسد ضد الثورة المشتعلة ضده منذ أكثر من عامين، بعد أن نبذته ووقفت ضده الأحزاب الديمقراطية والسلطات الرسمية.ش

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة