انتصار القصير وهزائم لبنان!

الساعة 2514 يونيو 2013آخر تحديث :
kseeeeeer

kseeeeeerبقلم: راجح الخوري

باكراً وصلت النتائج الكارثية لدخول “حزب الله” المعارك الى جانب النظام السوري، وباكراً بدأ “الانتصار” في القصير ثم الانتقال الى الجبهات  الاخرى ينعكس سلسلة من الهزائم اللبنانية وعلى

   كل المستويات الامنية والسياسية والاقتصادية.

امنياً، واضح ان ما يجري في عرسال السنيّة ومحيطها الشيعي سيؤجج الكراهيات ويدفع لبنان اكثر نحو الفتنة البغيضة التي تعصف رياحها في المنطقة كلها، وخصوصاً الآن عندما تدخل ايران المعارك في سوريا بعد تاريخ من التدخلات التخريبية كما تقول دول الخليج، ومن عكار الى صيدا مروراً ببعلبك والبقاع الغربي وطرابلس وبيروت ترتسم معالم صدام داخلي كارثي. والذين رفضوا نشر الجيش بمؤآزرة من “اليونيفيل” على الحدود الشمالية لتطبيق سياسة “النأي بالنفس”، واعتبروا الامر خيانة سيكتشفون سريعاً في اي مأزق أدخلوا لبنان، فها هي الحرب السورية تجتاز الحدود اللبنانية، فيكرر النظام السوري قصف عرسال بالطائرات وتسقط صواريخ المعارضة على عكار ليدخل لبنان مغمضاً النار التي دخلها “حزب الله” بعيون مفتوحة لم ترَ حتى خطورة مقتل متظاهر شيعي امام السفارة الايرانية في بيروت.

سياسياً، تتضح الكارثة عندما يتأكد يومياً ان الدولة في لبنان باتت حطاماً، فهي تلهث عاجزة وراء الاحداث الامنية المتنقلة بعدما فقدت هيبتها، فلا حكومة حيث الوزارات دكاكين ومغاور، ولا مجلس نواب حيث صارت الانتخابات من الفتن، ولا قضاء مقتدراً حيث العدل وجهة نظر، وعندما يدعو رئيس الجمهورية [الجمهورية؟] الى عدم تكرار الخروقات السورية [الخروقات؟] ملوحاً باتخاذ تدابير للدفاع عن سيادة لبنان وملوحاً بتقديم شكوى الى الجامعة العربية ومجلس الامن [أنعم وأكرم] ثم توضح مصادره ان الاشارة الى الشكوى هي “لمجرد الاحتفاظ بحق لبنان”! وعندما نتذكر نعي السيد حسن نصرالله الصريح للدولة، يمكننا القول ان الدولة ستبقى مختطفة الى ان يقرر اللبنانيون استعادتها!

اقتصادياً، لم يكن كافياً تعطيل الدورة الاقتصادية في البلاد بسبب تمادي الفلتان الامني وتعطيل المواسم السياحية وتهشيل المستثمرين، ولا كان كافياً ان تمنع دول مجلس التعاون الخليجي رعاياها من السفر الى لبنان بعد كل ما تعرضوا له من استفزازات واعتداءات طاولت حتى المرضى منهم، فكان لا بد من عبور بوابة القصير التي قيل انها لن “تحرر” سوريا وحدها بل ستجتاح دول الخليج، رداً على اعتبارها “حزب الله” منظمة ارهابية، لهذا يواجه اللبنانيون العاملون في هذه الدول وعددهم 600 الف، يضخون الى لبنان اكثر من سبعة مليارات دولار سنوياً، خطر التضييق والابعاد وقطع الارزاق وهو ما يشكل كارثة مدمرة على الاقتصاد اللبناني، إلا اذا كان السيد حسن نصرالله وحليفه ميشال عون سيجدان لهما عملاً في صناعة السجّاد الايراني!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة