النووي بين السادية الأميركية والماسوكية الإيرانية

سقراط البعّاج29 نوفمبر 2013آخر تحديث :
النووي بين السادية الأميركية والماسوكية الإيرانية

المحتويات

النووي بين السادية الأميركية والماسوكية الإيرانية

سنتعرض في هذا المقال لموضوع الاتفاق الامريكي الايراني، حول المشروع النووي الايراني، ضمن الاتفاق الدولي مع ايران، حيث قبلت ايران بتحجيم مشروعها النووي، والخضوع لجميع الشروط التي فرضت عليها، في مقابل عدم معاقبة النظام السوري على استخدامه الاسلحة الكيميائية، رغم ان جميع الاطراف اعلنت انه لا علاقة للموضوعين ببعضهما البعض، إلا أن المهم هو القراءة الصحيحة، والاستنتاج الصحيح للاحداث، وليس ما يتم قوله و إعلانه لاجل الاستهلاك الاعلامي.

السادية

السادية مرض نفسي يستمتع المريض به بتعذيب الآخرين،

الماسوكية

أما الماسوكية فهو المرض المعاكس، والذي يستمتع به المريض عندما يتم تعذيبه.

المشروع النووي العسكري

لمن لا يعرف أيضاً فالمشروع النووي العسكري أكبر بكثير من امتلاك السلاح النووي، وكذلك المشروع العسكري الكيمياوي، أكبر بكثير من امتلاك السلاح نفسه، لأنه يتضمن المعلومة، والخبرة المتراكمة، والأجهزة، والأهم من كل ذلك امتلاك العقول والخبرات.

المشروع النووي الايراني

صحيح أن الإيرانيين لم يصلوا بعد الى إنتاج السلاح النووي، ولكن بحكم اختصاصي في الفيزياء النووية
ومعرفتي بالأكاديميين الإيرانيين، خصوصاً بعد زيارتي لإيران عام ٢٠٠٥ ضمن وفد علمي برفقة مجموعة
من الأكاديميين، و الباحثين من جامعة دمشق وهيئة الطاقة الذرية. فقد اتضح لي خلالها، ومن خلال ما تابعته حينها عن المشروع النووي الإيراني أن وصولهم للقنبلة الذرية ليس إلا مسألة وقت.

لذلك أقول وبعد ثماني سنوات من الزيارة إنه من المؤكد أنهم باتوا قريبين جداً من الحصول على السلاح النووي.

تقييم الاتفاق الامريكي الايراني

سنترك ما يتجاذبه الإعلام هنا وهناك، ولنقيّم موضوعياً الاتفاق الأميركي الإيراني، الذي حاولت وسائل الإعلام الإيرانية توصيفه على أنه “نصر”، و وصفه مرشد الثورة الإيرانية خامئني بأنه خطوات ذكية. هذا الاتفاق الدولي مع إيران يعني استسلام إيران غير المشروط لإرادة المجتمع الدولي، و للشيطان الأكبر بحسب وصفها، ويتضمن أيضاً تسليم وتدمير القوة العسكرية الاستراتيجية السورية، وتسليم السلاح والمشروع العسكري الكيمياوي بكل تفاصيله، بحيث تحرم أية حكومة وطنية مقبلة من التلويح بهذا السلاح في مقابل التفوق الإسرائيلي العسكري عموماً والنووي خصوصاً.

ولن نناقش هنا سبب استياء إسرائيل المعلن من هذه الصفقة، مع أن نصيبها فيها كان عظيماً. عدنان الأسد جاسوسا لإسرائيل.. كيف أخفى “قصر حافظ” الفضيحة؟

المكسب الايراني في الاتفاق الدولي مع ايران

الاتفاق الأميركي الإيراني (حتى لو لم تعترف إيران بذلك) يعني إيقاف إيران برنامجها (مشروعها العسكري) النووي، وهذا يعني أن “دولتين من محور الشر بحسب الوصف الأميركي المعلن وهما “ايران وسوريا” استسلمتا، واستغنيتا عن السلاح النووي والكيمياوي دفعة واحدة، ودون أي مقابل حقيقي باستثناء الحفاظ على ماء وجهيهما أمام أتباعهما لفترة من الزمان، هذه الفترة تحددها الصفقات التجارية السرية. التي تتم من ضمن الاتفاق الامريكي الايراني، المرتبط بما يثار من ضجيج حول المشروع النووي الايراني، والسلاح النووي، الذي يعتقد ان ايران تسعى للحصول عليه، وطبعا كل هذا تم من خلال ما سمي الاتفاق الدولي مع ايران. نجحت القرود الطائفية في السيطرة على سوريا ولكن ماذا عن التيوس؟

المكسب الايراني الاسرائيلي

هذا المكسب الإيراني الوحيد الذي يعني تأجيل سقوط بشار وتمديد صلاحيته بضعة أشهر، وهو أحد المكاسب الإسرائيلية أيضاً – وبالتالي تأجيل إعلان هزيمة مشروع الولي الفقيه في حرب قذرة ضد حرية الشعب السوري، والتي استنزفت عشرات المليارات من قوت الشعب الإيراني، وهذا بدوره يعني قرب سقوط نظام الملالي في إيران!!. أما قضية الإفراج عن مبالغ مالية فما هي الا متممات تجميلية معلنة لاتفاقيات وصفقات غير معلنة!. هذا بالنسبة للجانب التقني أما في الجانب النفسي السلوكي والإعلامي.

الجانب السلوكي و النفسي والاعلامي

فمن الطبيعي أن تطبل وتزمر المافيات الحاكمة في سوريا وإيران عقب كل هزيمة وتنشد أناشيد النصر، وهذه يمكن تفسيرها إما بحالة نشوة ماسوكية، مع حفاظ وهمي لماء الوجه والهيبة لآيات الآلهة الإيرانية والسورية أمام الأتباع والرعاع. وهذه الأنظمة قائمة على هيبة زائفة وتزوير مستمر.

الماسوكية الايرانية

كما أن الماسوكية المرضية عند القيادة الإيرانية يمكن ملاحظتها من حالة استمتاع بتجويع شعبهم، وتجهليه ومنحه جرعات متزايدة من اللطم، والتعذيب وجلد النفس، ترافقها جرعات إضافية بقرب خروج الإمام الغائب، بالإضافة لتنفيس الاحتقان الشعبي ورفع الروح المعنوية للأذرع المافيوية، و المافيات الطائفية المرتبطة بطهران. نظام بشار الأسد مافيا طائفية تحكم سوريا تعرف على نقاط قوتها

السادية الامريكية

السادية الأميركية تطورت في مرحلة تضخم القوة وفارق القوة العسكرية، والمعلوماتية والاستخباراتية الأميركية عن باقي العالم، و الشعور بالعظمة، وهذا الإحساس بالأمان والقوة جعلهم يستمتعون بالقضاء على خصومهم على طريقة الهر والفأر. يعني حالة من التعذيب السادي كما سبق وأن قاموا بذلك عدة مرات، مثل الحرب العراقية الايرانية. ثم بعد ذلك تم تشجيع صدام حسين على دخول الكويت، ثم ضربه بسبب دخولها، ثم التوقف عن القضاء عليه نهائياً في حرب الخليج الثانية، و إرجاء العملية الى عام ٢٠٠٣ لتجويع و تركيع و تقطيع الشعب العراق، و إذاقته الويلات بسبب الحصار، كذلك تحويل الصومال وأفغانستان لدول فاشلة، وأخيراً كبح الثورة السورية من الانتصار من خلال منع وصول المساعدات، والأسلحة الى أيدي الثوار، وإدارة الإعلام العالمي لمنع التعاطف مع الثورة السورية، و المحافظة على حالة اللاحسم. وتمكين الفاشلين من تسيير أمور المعارضة الخارجية، دون أن نعفي من المسؤولية من راهن على الأميركان بالحفاظ على السوريين وأرواحهم ومدنهم!!! سبب خيانة أسماء الأسد الاخرس لزوجها “رئيس المافيا الحاكمة في سوريا”

وبذلك يكون الاتفاق الامريكي الايراني، حول المشروع النووي الايراني، و منع ايران من الحصول على سلاح نووي، ضمن الاتفاق الدولي مع ايران، ماهو إلا حلقة في مسلسل سيدوم طويلا!!

لا شك أيضاً أن المخطط يستهدف دول الخليج وتركها بحالة قلق وعصبية دائمة لاستنزافها
وإشغالها عن تقديم ودعم مشروع عربي للمنطقة.

نشر المقال أول مرة بتاريخ 2013/11/29

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة