النظام يتبع سياسة التدمير الشامل شرق دمشق

ثائر العبد الله19 أبريل 2017آخر تحديث :
gdfgdjkdskdldfdd

gdfgdjkdskdldfdd

مع دخول الحملة العسكرية التي يشنها النظام السوري على أحياء شرق دمشق شهرها الثالث، يبدو أن التصعيد العسكري غير المسبوق بات وسيلته الوحيدة لاقتحام المنطقة واستعادة السيطرة عليها، بعد أكثر من أربع سنوات من خروجه عن نطاق نفوذه.
ففي 18 فبراير/شباط الفائت، استفاق سكان أحياء شرق دمشق -التي تضم القابون وتشرين وحرستا الغربية وبساتين برزة- على وقع عشرات صواريخ أرض-أرض وغارات جوية عنيفة، لتصبغ الحرب إيقاع حياتهم اليومي بألوانها القاتمة، فلا يصحون ولا ينامون إلا على أصواتها.
ونتيجة للقصف والاشتباكات ومحاولات الاقتحام اليومية، نزحت مئات العائلات شرقاً وغرباً؛ باحثة عن بعض الأمان لها ولأطفالها، تاركة وراءها منازلها الفقيرة وحاجاتها المتواضعة، ليستقر بها المقام إما في حي برزة البلد المجاور أو في مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية، على أمل العودة القريبة.
غير أن الأيام الأخيرة قوضت تلك الأحلام مع تصعيد وتيرة القصف بشكل غير مسبوق، حيث انهال النظام على الأحياء السكنية بأعتى أنواع الأسلحة وأشدها فتكاً وتدميراً، محيلاً مئات المنازل إلى ركام يصعب ترميمها وتستحيل العودة إليها.
فبحسب خالد أبو وليد، وهو ناشط إعلامي من حي القابون الدمشقي، لم يتوان النظام السوري عن استخدام شتى أنواع القذائف التي تطلقها المدفعية والدبابات والطيران الحربي وحتى كاسحات الألغام لمساندة محاولات الاقتحام على مختلف محاور أحياء شرق دمشق.

ويؤكد خالد زيادة القوة العسكرية التي يستخدمها النظام مؤخراً عن طريق تكثيف طلعات الطيران الحربي وإلقاء خراطيم تحتوي على مواد متفجرة مثل “TNT” التي تحدث دماراً هائلاً في الأبنية، إضافة إلى استخدام غاز الكلور مرتين على الأقل خلال الأسابيع الأخيرة.
ونتيجة لذلك، يقدر ناشطون نسبة الدمار في حي تشرين بنحو 90%، وهو الحي الأكثر دماراً في المنطقة، مما يعني أنه لم يعد صالحاً للسكن على الإطلاق.
أما حي القابون فيتجاوز حجم الدمار فيه نسبة 75%، خاصة المنطقة الصناعية الواقعة جنوب طريق دمشق-حمص الدولي، إلا أن عدداً من أبنيته ومنازله ما يزال قابلاً للترميم والسكن.
وتقل النسبة في حي برزة، الذي دمرت معظم بساتينه في حين لا تزال أبنية برزة البلد بحال جيدة، نظراً لبعدها النسبي عن مناطق القصف والاشتباكات.
وبموازاة الحملة العسكرية الشرسة، تعيش آلاف العائلات حصاراً خانقاً نتيجة إغلاق قوات النظام كافة المعابر المتاحة للخروج أمام المدنيين، مما اضطر من بقي في حيي القابون وتشرين إلى اللجوء للأقبية والملاجئ، في حين يتخوف أكثر من أربعين ألف مدني في برزة البلد من مصير مجهول مع منع حواجز النظام المحيطة بالحي دخول وخروج الأهالي وإدخال أي من مستلزمات.

وينوه خالد -وهو أحد إعلاميي مجموعة الحياة للتنمية- إلى الأحوال الإنسانية المتردية لسكان أحياء شرق دمشق، الذين تحولوا إلى ورقة ضغط بيد النظام على مقاتلي المعارضة، فمن يقيمون في الملاجئ باتوا يعانون من حالات التهاب حادة نتيجة الرطوبة وعدم التعرض لأشعة الشمس ونقصان المواد الغذائية، ومن لجأ إلى حي برزة البلد هرباً من القصف، فهو يعيش تحت رحمة قناصي النظام وحواجزه التي تحاصر الحي.
ويعتقد الناشط الإعلامي بأن أحد أهم أهداف النظام من هذا التصعيد العسكري الأخير يتمثل في إحداث أكبر نسبة ممكنة من الدمار وتضييق المساحة القابلة للسكن في المنطقة حتى بعد انتهاء الحرب.
ويرى أنس الهبول، وهو أحد سكان حي القابون الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم بسبب القصف، أن هذا التصعيد يخدم أهداف النظام التي كان يحاول تحقيقها منذ سنوات وحتى قبل اندلاع الثورة في البلاد، وذلك بالسعي للاستيلاء على منازل ومحال المدنيين في الحي، بحجة توسيع الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحمص، الذي يقع حي القابون على طرفيه، وتوفير مساحات إضافية لعدد من الأبنية الحكومية.
ويضيف أنس في حديث للجزيرة نت أن النظام “لم يكتفِ بتحقيق مبتغاه بتدمير منازلنا، وتحويل محيط أحيائنا لمناطق عسكرية تنطلق منها صواريخه وقذائفه لتنهال علينا، بل تجاوز ذلك إلى قتل أهلنا وأحبائنا، بل وحتى إبادتنا”.

الجزيرة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة