السوريون في تركيا يصفون مخيماتهم بالسجن المفتوح

ثائر العبد الله8 مايو 2012آخر تحديث :
436x328 47338 212750

436x328 47338 212750تخفي المخيمات التركية للاجئين السوريين قصصاً مأساوية دفعت أصحابها للفرار خارج البلاد والمخاطرة بعبور الحدود التي يستشهد فيها العديد بشكل مستمر جراء انتشار الجيش السوري عليها وزرعها بالألغام.

ويعيش اللاجئون في المخيمات أوضاعاً صعبة على خلاف ما يُشاع عن مساعدات كبيرة تقدمها الحكومة التركية ومنظمات إنسانية لعشرات الآلاف من السوريين الذين نزحوا إلى تركيا.

وفي حين يحاول سكان المخيمات استرجاع حياتهم الطبيعية، إلا أن علامات التشرّد تبدو على وجوه الأطفال الذين تصاحب معظم ألعابهم هتافات ضد النظام السوري الحاكم حتى داخل المخيم.
وتروي إحدى النسوة التي وصلت قبل أشهر برفقة زوجها إلى مخيم يالاداغ على الحدود مع سوريا أنها فقدت ابنها الوحيد أثناء محاولتهم عبور الحدود، حين تعرضوا لإطلاق نار من قبل قوات الجيش السوري، فتعثرت المرأة بابنها الذي كانت تحمله، ما أدى إلى إستشهاده.

وفي مخيم أنطلوز يروي 3 إخوة حوادث مروّعة عاشوها في الرمل الجنوبي باللاذقية قبل تمكّنهم من الفرار خارج البلاد، فيما جرى اعتقال 3 إخوة آخرين، أحدهم مختفٍ منذ حوالي 9 أشهر.

وأكد أحد الأخوة الذي بدت عليه علامات انفعال واضحة أنه شاهد إستشهاد أكثر من 20 شخصاً سقطوا بالقرب منه خلال أشهر بقائه في اللاذقية، مضيفاً أن قوات الأمن عمدت إلى حرق جثث على شاطئ الرمل الجنوبي.

وأوضح آخر أنه كان ضمن كثيرين خرجوا في مظاهرات سلمية، قبل أن يتحولوا إلى صنع المتفجرات بعد تعرّضهم للقمع المتواصل ومقتل العديد من أصدقائه وأقاربه.

ويتهم الأخوة الثلاثة وزملاء لهم بنفس الخيمة ينحدرون من مناطق مختلفة باللاذقية، النظامَ السوري باستخدام الورقة الطائفية في تلك المناطق وتسليح المناطق “العلوية”، وهو ما زاد في حدة الاحتقان الطائفي في تلك المدينة، رغم تأكيدهم أن عوائل علوية عدة رفضت إقحامها في هذا الصراع.

منع دخول الصحافيين:
كما أجمعوا أنهم شاهدوا البارجات الحربية التابعة للجيش السوري تقصف حي الرمل الجنوبي خلال اقتحامه في 18 أغسطس/آب العام الماضي.

ومن جانبه، تحدث المحامي أحمد حسون عن تعرّضه لتهديدات من أفرع أمن إثر انتقادات لاذعة للسلطات وجهها خلال جلسة حوار نظمها مسؤولون في مدينته ما دفعه إلى الفرار لتركيا.

وأكد حسون الذي ينحدر من بداما في جسر الشغور شمال سوريا، أن أكثر من نصف سكان مدينته الذين يقدر عددهم بعشرة آلاف، هجروا منازلهم بعد اقتحامها من قبل قوات الجيش والأمن السوري.

ويحاول أن يقضي الحقوقي، الذي ساعد في تهريب عدسة تصوير إلى داخل المخيم بسبب منع السلطات السورية دخول الصحافيين، وقته في توثيق الأحداث اليومية للمخيمات، والتواصل مع الحكومة التركية التي أكد أنها تبدي نوعاً من التعاون بشأن مساعدة السوريين.
“سجن مفتوح”

أوضاع معيشية صعبة:
ويعيش السوريون في المخيمات التركية أوضاعاً مأسوية، ويصفونها بـ”سجن مفتوح”، حيث يشتكون من الإجراءات الأمنية المشددة وانقطاع المساعدات المادية التي تنحصر في أغذية تقدمها منظمة الهلال الأحمر التركي، وهي المنظمة الوحيدة المخولة بمساعدة النازحين.

كما لم يتمكن التلاميذ من الالتحاق بمدارس تركية، ويقضون أيامهم داخل المخيمات، ما شكّل حالة استياء عارمة دفعت بعض العوائل للعودة إلى البلاد، والانتقال إلى أماكن آمنة فيها.

وحوّل بعض الشبان خيامهم إلى محال تجارية ومطاعم، في حين دفعت الظروف بالبعض الآخر للعودة إلى البلاد والانضمام لصفوف الجيش الحر.

نزوح مستمر:
يُذكر أن عدد النازحين المسجلين لدى السلطات التركية يقدر بـ25 ألف لاجئ، في وقت يدخل فيه العشرات يومياً دون تسجيل أنفسهم رغم الإجراءات الأمنية المشددة للجيش السوري لمنع تدفق النازحين.

وأكد أحد عناصر الجيش الحر الذين يعملون على نقل النازحين أن الجيش السوري وضع حشوداً ضخمة من الجنود والقناصين والآليات العسكرية قريباً من الحدود، كما أنه عمد إلى وضع ألغام، أدت إلى مقتل شخص وبتر ساق شاب آخر دخل مخيم يالادغ قبل أيام.

وتتفاوت نسبة النازحين جراء الأوضاع الأمنية التي تعيشها المدن والقرى القريبة من الحدود، فحين اقتحمت قوات الجيش السوري مدينة تفتناز، تدفق إلى داخل تركيا أكثر من 3800 شخص خلال 24 ساعة، فيما يقدر عدد النازحين يومياً بالمئات.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة