أكاديمية الأئمة بمصر.. إصلاح أم تدجين؟

ثائر العبد الله9 أبريل 2017آخر تحديث :
dsfkfdskkkkk

dsfkfdskkkkk

شهدت القاهرة مؤخرا سلسلة من المباحثات بين مسؤولين من وزارة الأوقاف والأزهر ودار الإفتاء لإنشاء أكاديمية لتدريب الأئمة، فيما اعتبره علماء دين حلقة جديدة في مسلسل

السباق بين مؤسسة الأزهر والسلطة ممثلة في وزارة الأوقاف للهيمنة على الخطاب الديني الذي تتبناه السلطة وتحث عليه.

ويتخرج في جامعة الأزهر سنويا آلاف الأئمة والخطباء الذين يعملون لاحقا بالمساجد التي تشرف عليها وزارة الأوقاف.
ووافق الرئيس عبد الفتاح السيسي على طلب شيخ الأزهر أحمد الطيب بإنشاء أكاديمية لتدريب الأئمة لتحسين أداء أئمة وخطباء المساجد، غير أن المرسوم الرئاسي بشأنها لم يصدر بعد رغم مرور شهرين على نيله موافقة شفهية.
وتنتظر قيادات الأزهر صدور المرسوم ونشره بالجريدة الرسمية، للشروع في التجهيز لإطلاق الأكاديمية واختيار المدربين من علماء الأزهر، وتحديد الاعتماد المالي.
في هذا السياق صرح الأمين العام للمجلس الأعلى للأزهر مؤمن متولي بأن “مقر الأكاديمية سيكون جامعة الأزهر، وأن مدة البرنامج شهر تدريب على كل أمور الدعوة والنهوض بمستوى الأئمة والدعاة والوعاظ والمفتين”.
الدعوة أو الإفتاء
ووفق المعلن ستعتمد الأكاديمية على قسمين؛ أحدهما تأهيلي للراغبين فى العمل الدعوي أو الإفتاء ممن تخرجوا فى الكليات المتخصصة، والآخر تدريبي ويختص بعقد دورات تدريب متكررة للعاملين فى مجالي الدعوة والإفتاء لرفع الكفاءة من خلال المعالجات الشرعية للمستجدات على الساحة الدعوية.

“إسلام” ـوهو اسم مستعار لإمام أحد المساجدـ يؤكد على ضرورة إنشاء أكاديمية لتدريب الأئمة، فما تلقاه في كلية أصول الدين “مناهج مجردة لا تصلح في معظمها للقضايا الملحة، وبلا تدريب على الخطابة”، وأضاف أنه كان مضطرا عند إلقاء الخطبة للنظر إلى سقف المسجد حتى لا يواجه المستمعين فيضطرب إلقاؤه.
ويفضل “إسلام” بحديثه أن يتولى الأزهر الإشراف على الأكاديمية، لأنه “أكثر استقلالا عن السلطة من وزارة الأوقاف التي تعج بالفساد، والتي سيعبث المفسدون فيها ليتحول غرض الأكاديمية إلى كيفية تربحهم منها، لا فائدتها للأئمة والأمة”.
ويعتبر أن “تعيينات الأئمة أنفسهم كانت تتم عبر رشى ينالها وسطاء بين الخريج وموظفين بالوزارة” مشيرا إلى أن وزير الأوقاف في حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي حاول التصدي للفساد وتطهير الوزارة، لكن لم تمهله الأحداث.
صراع الهيمنة
من جهته، يعتقد وكيل وزارة الأوقاف السابق سلامة عبد القوي أن فكرة أكاديمية تدريب الأئمة جاءت بطريقة الإملاء من السيسي للطيب، خاصة أن لقاء جمعهما في أغسطس/آب الماضي، كخطوة في خطة الهيمنة على الخطاب الديني.
ويبدي سلامة دهشته من “انتظار صدور قرار رئاسي ينشر في جريدة رسمية لمجرد دورات تدريب”. ويتساءل في حديثه للجزيرة نت “هل عجز الأزهر بكل مؤسساته وقياداته عن إصدار قرار لتدريب الدعاة والمفتين؟ وهل تقزم دور الأزهر لدرجة انتظار مرسوم رئاسي لإطلاق دورات تدريب من صميم دوره؟”.

ويضيف سلامة “لا يجب أن نفصل تلك الخطوات عن القانون الذي يناقش بالبرلمان لإعادة هيكلة الأزهر وفرض سيطرة السلطة عليه، فدار الإفتاء لها تاريخ في التدريب، فما الداعي لأكاديمية كاملة؟”
بدوره، يرى أستاذ الشريعة رجب سليمان أن العبرة ليست في من يقوم بالإشراف على تدريب الأئمة سواء وزارة الأوقاف أم الأزهر، ولكن العبرة في جدية هذه البرامج التدريبية، وهو ما يتطلب معرفة المناهج التي ستدرس في شهر واحد ومن سيقوم بالتدريس، وما الأهداف من وراء هذا المنهج”.
ولا يبدي سليمان تفاؤلا بمخرجات هذه الأكاديمية “في ظل الهيمنة الأمنية على كل المؤسسات الدعوية”، كما يستبعد في حديثه للجزيرة نت أن تكون الخطوة ضمن ما يعده البعض محاولة من مؤسسة الأزهر للاستقلال عن هيمنة السلطة على المؤسسات الدينية، مؤكدا أن المؤسسات الدينية بأكملها تقع تحت هيمنة السلطة”.

الجزيرة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة