هل تظهر الحروب صندوق النقد والبنك الدولي على حقيقتهم؟

محمود زين الدين13 يناير 2023آخر تحديث :
صندوق النقد

احتمالات التصعيد فاقت احتمالات التهدئة والحوار في أوكرانيا، ما سيكون له انعكاسات كبيرة على الاستقرار العالمي الذي بات يرزح تحت تأثير من الحرب والركود الاقتصادي العالمي؛ الذي تغذيه عوامل متعددة لا تقتصر على الحرب الأوكرانية.

الحروب تغذي بعضها، فالتصعيد في أوكرانيا غذى المخاوف في شبه الجزيرة الكورية ومضيق تايوان والباسفيك؛ لتغذي بدورها الاقتصاد الاوروبي والأمريكي بطلبات لتطوير ترسانة الاسلحة اليابانية والكورية الجنوبية وتايوان.

الاقتصاد العالمي بات اقتصاد حرب لا مكان ولا معنى فيه لوصفات صندوق النقد والبنك الدولي أو توقعاتهما.

* * *

بقلم: حازم عياد

خلال اجتماعه مع قيادات الجيش الروسي؛ أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عزم بلاده تطوير الدرع النووي كضامن رئيسي لسيادة ووحدة أراضيها، وذلك بعد اعلانات متكررة تفيد بتزويد أوروبا وأمريكا الحكومة الاوكرانية بمزيد من الاسلحة والعتاد المتطور لمواجهة الجيش الروسي.

عودة الحديث عن المظلة النووية تقدم مؤشرات حول طبيعة العملية العسكرية التي يتم الاعداد لها الربيع المقبل في أوكرانيا، والتي يتوقع أن تستهدف العاصمة الاوكرانية كييف مجددا، فضلا عن مدينة خاركوف التي زارتها اليوم وزيرة الخارجية الالمانية أنالينا بوربوك بشكل مفاجئ، مع توارد الانباء بإحراز الجيش الروسي تقدما، مستعينا بنخبة من قوات فانغر الروسية.

منحنى المواجهة في أوكرانيا يتجه صعودا، فالمناورات التي نفذها الجيش الروسي والبيلاروسي وما تم نقله من عتاد الى بيلاروسيا؛ عاد بأوروبا وأجهزة الاستخبارات الغربية لذاكرة المناورات والحشود الروسية التي سبقت إطلاق العملية شرق أوكرانيا نهاية فبراير/شباط من العام الماضي.

احتمالات التصعيد فاقت احتمالات التهدئة والحوار في أوكرانيا، ما سيكون له انعكاسات كبيرة على الاستقرار العالمي الذي بات يرزح تحت تأثير من الحرب والركود الاقتصادي العالمي؛ الذي تغذيه عوامل متعددة لا تقتصر على الحرب الأوكرانية، فالتوتر في مضيق تايوان والباسفيك يسهم بشكل أو آخر في خفض التوقعات للنمو العالمي، وإن كانت شركات السلاح مبتهجة بموازنة الدفاع اليابانية الجديدة التي بلغت 2% من حجم الموازنة العامة؛ لتحتل اليابان المرتبة الرابعة بعد أمريكا وروسيا والصين؛ فاتحة بذلك شهية المصنعين والمطورين للسلاح.

الحروب تغذي بعضها، فالتصعيد في أوكرانيا غذى المخاوف في شبه الجزيرة الكورية ومضيق تايوان والباسفيك؛ لتغذي بدورها الاقتصاد الاوروبي والأمريكي بطلبات لتطوير ترسانة الاسلحة اليابانية والكورية الجنوبية وتايوان.

الاقتصاد العالمي بات اقتصاد حرب لا مكان ولا معنى فيه لوصفات صندوق النقد والبنك الدولي أو توقعاتهما.

*حازم عياد كاتب صحفي أردني

المصدر: السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

البنك الدولي يحذر من ركود عالمي في 2023

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة