هذيان القارة العجوز وعاهة المعايير المزدوجة

محمود زين الدين21 أكتوبر 2022آخر تحديث :
القارة العجوز
سيارة مشتعلة في العاصمة الأوكرانية كييف، جراء قصف روسي

القارة العجوز خسرت وتخسر يوميا قيمها ونفوذها في العالم في الآن ذاته بفعل العنصرية والمعايير المزدوجة.
خطاب بوريل في دبلوماسي أوروبا أقرب للهذيان والخرف الناجم عن نقص الغاز والطاقة وأكد فقدان القاة العجوز للتوزان العقلي وهي ازمة باتت مزمنة.
فاجأ بوريل العالم بهذيان سياسي يذكر بالتاريخ الاستعماري لأوروبا والنزعة العنصرية التي لم تنجح الحروب العالمية في اجتثاثها من عقول وسلوك النخبة الأوروبية.
هل ستجدد القارة العجوز شبابها بالانفتاح على العالم؟ ام ستغرق بمستنقع المعايير المزدوجة التي لم يذكرها بوريل كعاهة مستدامة في السياسة والدبلوماسية الاوروبية.
فقد الخطاب السياسي الاوروبي مصداقيته بصعود اليمين المتطرف وتسلله لكافة المؤسسات السياسية والحزبية والأكاديمية وتعمقت الأزمة باندلاع حرب أوكرانيا.
* * *

بقلم: حازم عياد
جوزيب بوريل مفوض الامن والخارجية في الاتحاد الاوروبي فاجأ العالم بهذيانه السياسي الذي يذكر بالتاريخ الاستعماري لأوروبا وبالنزعة العنصرية التي لم تنجح الحرب العالمية الاولى او الثانية او الحرب الباردة وما تلاها من احداث في اجتثاثها من عقول وسلوك النخبة السياسية والاقتصادية في القارة الاوروبية.
ففي كلمته التي ألقاها يوم الخميس الفائت و خلال افتتاح الأكاديمية الأوروبية للدبلوماسية في مدينة بروج البلجيكية قال بوريل: “أوروبا حديقة، لقد أنشأنا هذه الحديقة جميعنا… بقية العالم ليس في الحقيقة حديقة؛ معظم بقية العالم أدغال، وقد تغزو الأدغال الحديقة”.
وأضاف على أوروبا أن تكون منتبهة لمثل هذا الوضع وتعتني بحديقتها؛ مسترسلا بالقول: انه من الضروري أن تمتد الحديقة إلى الأدغال؛ ومضيفا ؛ نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر انخراطا في بقية العالم؛ ” نحن أناس متميزون”.
لا احد يستطيع بدقة ان يحدد ما يجري في عقول الساسة الاوروبيين وما هي الرسالة التي يرغب في نشرها في العالم؛ هل هي الرسالة التي تؤكد تفوقهم على سائر شعوب الارض بعيونهم الزرقاء وبشرتهم البيضاء؛ أم أن الامر اعمق من ذلك يتعلق بقدراتهم على احتكار السلع والمنتجات ام بقدرتهم العلمية التي اوصلتهم الى الفضاء وانتاجيتهم العالية في الصناعة وباقي العلوم علما أن هذه الميزات لم تعد حكرا على اوروبا!
فالهند تشهد نهضة اوصلتها الى الفضاء والصين حديثة العهد بالتكنولوجيا لديها محطة فضائية تسبح في الفضاء عابرة سماء أوروبا يوميا؛ فالتقدم العلمي والتكنولوجي والاقتصادي لم يعد حكرا على أوروبا.
ما هي الرسالة التي وجهها بوريل للعالم وما هي الدبلوماسية التي يفاخر بها؟ هل دعم الكيان الصهيوني كنظام عنصري واستيطان إحلالي شرس هو مفخرة القارة الاوروبية؛ واهم انجازاتها.
الم يكن الاجدى في مفوض السياسة الخارجية ان يناقش عيوب السياسة الاوروبية وعلى راسها المعايير المزدوجة؛ لماذا لم يحذر الدبلوماسيين منها ؛ ولماذا لم يدعو الى اجتثاثاها من الدبلوماسية الاوروبية؛ فأوروبا خسرت وتخسر يوميا قيمها ونفوذها في العالم في الان ذاته بفعل هذه المعايير المزدوجة.
الخطاب السياسي الاوروبي فقد مصداقيته في ظل تصاعد اليمين المتطرف في اوروبا وتسلله الى كافة المؤسسات السياسية والحزبية والاكاديمية وتعمقت الازمة بعد اندلاع الحرب الاوكرانية.
ما جديد الحديقة الاوروبية التي خصصت مليارات اليوروهات لدعم الشذوذ الجنسي وحرمت منها شعوب جائعة في افريقيا واسيا؛ لا احد يعلم الى اين تتجه اوروبا مستقبلا وما هي القيم التي ستصدرها الحديقة الاوروبية غير المعايير المزدجة والشذوذ باعتباره حلا للانفجار السكاني العالمي.
خطاب بوريل ومحاضرته في دبلوماسي القارة العجوز تعكس حالة اقرب للهذيان والخرف الناجم عن نقص الغاز والطاقة ؛ نقص فعل العقل الباطن واكد فقدان القاة العجوز للاهلية والتوزان العقلي وهي ازمة باتت مزمنة .
ختاما .. هل ستجدد القارة العجوز شبابها بمزبد من الانفتاح على العالم ؛ ام انها ستغرق في مستنقع المعايير المزدوجة التي لم يذكرها بوريل في محاضرته من قريب او بعيد كعاهة مستدامة في السياسة والدبلوماسية الاوروبية.

*حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية

المصدر: السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

روسيا للغرب: التدمير بالتدمير.. لمحة أوّلية عن أهوال قادمة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة