نجيب ساويرس وعصابات المافيا وذهب الكنيسة

سلام ناجي حداد30 مارس 2020آخر تحديث :
نجيب ساويرس

نجيب ساويرس مجددا إلى الواجهة، ولكن هذه المرة ليس كراعي للثقافة والمثقفين والفنانين ومنتج مهرجان الجونة السينمائي، أو مقدم جائزة أحمد فؤاد نجم لشعر العامية أو غيرها من الأشياء التي تظهره كرجل طيب وديع يقول نكات ليل نهار على موقع تويتر، ولكن هذه المرة كانت بشخصه وصورته الحقيقية ملياردير جمع ماله من دماء الخلق، هكذا رآه معلقون ومنتقدون، فهل هو فعلا كذلك؟

يظهر نجيب ساويرس في الوقت الذي يكافح فيه العالم أجمع ضد فيروس كورونا المستجد من خلال العمل على احتواء تواجد الناس خارج منازلهم خوفا عليهم من انتشار فيروس كورونا المستجد، في وقت يتحدث فيه عن أهمية عودة الحياة لطبيعتها من أجل الحفاظ على الاقتصاد والمؤسسات الاقتصادية والقطاع الخاص على حد قوله، مشيرا إلى أنه في حال تم مد فترة الحظر سينتحر، ليرد عليه أحد المعلقين: “ياريت يا أخي”.

نجيب ساويرس الذي يسيطر على نواب في البرلمان ويسيطر على شركات محمول في مصر والذي يلتهم وعائلته الاقتصاد المصري في كرشه بدعم من عدة جهات على مدار عقود، يخاف على أمواله فقط وهو ما يبين توجهات المافيات التي تسيطر عليه هو الآخر، فلا يكفيه آلاف العمليات الداعمة للطائفية وسيطرته وعائلته على عقول عدد ضخم من الناس، ويسيطر على قيادات كنسية طائفية هي الأخرى تخترقها جهات مخابراتية ليست وطنية على الأرجح وكما هو معلوم.

يحاول ساويرس الرجل الملياردير باللصوصية والنصب، ولعلكم تعرفون الحادثة اللصوصية المعروفة التي كان يراد منه دفع ضرائب تقدر بـ14 مليون جنيه، لكنه لم يدفعها وظل يماطل حتى سقطت عنه بدعم من مافيات الاقتصاد والسياسية التي تتحكم في الاقتصاد المصري.

لماذا حالة الكراهية الشديدة التي يعاني منها نجيب ساويرس؟!

الا تعرفون جواب السؤال كما أجبناه بالأعلى بالعقل الواعي يعرف مدى كون ساويرس رجل نصب واحتيال وطائفية يبث الكراهية بين الناس ويسيطر على عقول من يتحكمون في البلاد بالكنيسة.

نجيب ساويرس

مبدأيا نجيب ساويرس لا يعاني من شئ ولكن الشعوب هي من تعاني منه، هذا قولا واحدا وحكما معلبا أكتبه إليك عزيزي القارئ بكل طمأنينة وقناعة ومهنية.

ثم بعد؟ يقول ساويرس انه يجب مواصلة الانتاج والعمل في المصانع خوفا على أموال القطاع الخاص، في وقت يتعرض فيه حياة المواطنين والعمال للخطر، ليلتف قائلا يمكن أن يبقى العمال كلهم في مكان العمل حتى تنتهي الأزمة، والآن السؤال هل نجيب ساويرس يعي خطر أن يصاب العمال بالفيروس من مخالطة بعضهم البعض ويبقون للعمل والانتاج حتى يلقون حتفهم على المايكنات كشهداء للواجب كما سيسميهم ويحبهم هكذا؟! هل لدى هؤلاء أسر وعائلات وأحباء أم أن الأمر لا يهم لساويرس كما لم يهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي أقر استراتيجية القطيع وطالب باستمرار العمل خوفا على الاقتصاد والأموال، في وقت يعاني فيه العالم من جائحة قد تقضي على ملايين البشر، ليطالبهم بشئ من البلادة بأن يودعوا أحبابهم؟

ليس نجيب ساويرس فقط الذي طالب بالعودة للعمل فورا، ملوحا بتقليل أعداد العمال وتقليل النفقات والرواتب بشكل مؤقت او دائم، وذلك هو الحل في نظره للتحفيف من على كاهل الدولة التي من مسؤوليتها الشعب في تلك الأزمات، في وقت لم تعلق فيه الدولة على كلام ساويرس تاركة من يقتنع به يقتنع، هناك آخرون فعلوا فعلة ساويرس.

على رأس هؤلاء رئيس أكبر دولة في العالم دونالد ترامب، ذو النزعة الليبرالية العتيدة، الذي طالب فيها باستمرار العمل، منتقدا مطالبته بالإغلاق للحماية من انتشار فيروس كورونا، وفي كل ذلك كان همه الأوحد هو إعادة انتخابه مجددا رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية!

نجيب ساويرس

يحاول ترامب بكل الطرق أن يصب عينه على شئ واحد فقط هو إعادة انتخابه، مبدأيا يهاجم مطالبيه بالإغلاق قائلا أن تلك مؤامرة من أجل أن ينهار اقتصاد البلاد فلا يتم انتخابه من الشعب مرة أخرى، ثم لا تفلح تلك الحيلة مع مجتمع مثل المجتمع الأمريكي على الأرجح ويحاول بشتى الطرق السيطرة على الوضع دون إغلاق تام.

ثم فيما بعد يخرج ترامب ليحاول منح المستثمرين مليارات الدولارات لحماية الاقتصاد، في وقت تعاني انظمة صحة العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة، من نقص في المعدات واللوازم الطبية في مواجهة الجائحة، وبالتزامن مع كل ذلك يعمل ترامب على تشغيل آلة أخرى لتكون شماعة ما يحدث حول العالم موجها كل ما يملك من عنصرية وتحميل ذنب واتهامات قد تكون باطلة أو مفتعلة إلى الصين ليحمل الفيروس اسم الفيروس الصيني على اعتبار أن الصين هي أصل الوباء والداء متسلحا بكل ما يملك من أسلحة العنصرية.

وبعد كل ذلك يخرج ترامب بقرار الإغلاق ولكنه يتحدث عن تحميل ولايتين اثنتين وصمة الكورونا كما يصفها مراقبون، ربما لتحويل تلك الولايتين إلى كبش فداء.

ربما لا يشبه نجيب ساويرس ترامب لأنهما ليسا من شريحة واحدة وإن كانا معجونان بنفس الطينة، إلا أن ساويرس من شريحة أخرى غير الرؤساء هم شريحة مصاصي الدماء والمتبجيحن، وهو ما نعرفه عزيزي القارئ عن جيف بيزوس أغنى رجل في العالم والذي تسول أموالا لمساعدة موظفيه على مواجهة أعباء كورونا من خلال تبرعات المستخدمين!

لا يريد هؤلاء انقاص ثرواتهم التي جمعوها من خلال السيطرة على اقتصادات بلاد بأكملها، في حين يرفضون توقف الانتاج لصالحهم، ليستمر الجميع في العمل حتى ولو مات سكان العالم، وليكن ولكن يموتون شهداء الواجب على ماكينات ومكاتب مصانعهم وشركاتهم.

نجيب ساويرس وعصابات المافيا

نجيب ساويرس
صورة قيل أنها من هولندا لسيارات مصفوفة لا علاقة لها بالمافيا

قبل عدة أيام انتشرت تقارير كاذبة عن تبرع عصابات المافيا الإيطالية بقيمة 7 مليارات يورو للحكومة والنظام الصحي في البلاد لمواجهة جائحة كورونا، الأخبار كانت غير صحيحة وتم نفيها من قبل مصادر رسمية في إيطاليا وتقارير صحفية بينت خلل مثل تلك الادعاءات.

إلا أنه في الوقت نفسه انتشرت تقارير تتحدث عن تعليق المافيا لكافة نشاطتها ومنعت التجار الصغار المتعاملين معها من توزيع المخدرات خوفا من جائحة كورونا، على حد زعم التقارير، ولم يتسن التأكد من صحتها، وذلك في وقت تم التأكد من كون المافيا في البرازيل أكثر إنسانية وذلك وفقا لما نشرته صحيفة نيويورك بوست التي أكدت أن عصابات المافيا فرضت حظر التجوال في البرازيل بعد مطالبة الرئيس البرازيلي باستمرار العمل وعدم الخوف من جائحة كورونا.

يأتي ذلك قبل أن تنشر صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية مقالنجا للكاتب روبيرو سافيانو المهتم بشؤون المافيا، عنوانه “فيروس كورونا في قبضة المافيا”، تحدث فيه عن كيفية عمل المافيا في تذليل الظروف لصالحها، حيث تعمل على إنتاج ما يحتاجه الناس في مثل تلك الظروف وبيعها لهم مما يساعدها في جني أرباح هائلة.

بالطبع لا يمكن مقارنة سئ بأسوء، ولكننا قد نعتبر أن نجيب ساويرس وشركاه من المافيات الاقتصادية والسياسية وأيضا تلك الخارجة عن القانون، وجوه لنفس العملة، إلا انه قد نجد تلك المافيا أفضل حالا في توفير احتياجات الناس استغلال للأوضاع، وليس دفع الناس بكل طاقتها إلى الانتحار من أجل لقمة العيش.

موضوعات تهمك:

نجيب ساويرس وآخر فتوى له عن الحجاب

جيف بيزوس يتسول ويربح

الجنس وكورونا: خيال جديد للأفلام الإباحية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة