ليست حربنا وعيوننا ليست زرقاء

محمود زين الدين9 مارس 2022آخر تحديث :
ليست حربنا

نعم ليست حربنا مع أننا نؤمن تماما أننا سنكون ضحية حربكم التي هي ليست حربنا أبدا.

ليست حربنا، لأنكم ألصقتم بديننا صفة “الإرهاب”، بينما أنتم من مارس الإرهاب والقتل والحروب..

ليست حربنا، لأننا كنا الضحايا في حرب البلقان وميانمار وفي الهند وكشمير والشيشان وغيرها، ولم نسمع صوتكم.

ليست حربنا، لأننا لا نشبهكم، وعيوننا ليست زرقاء، ووجوهنا سمر، أنتم، كما تزعمون تصنعون الحضارة، ونحن نزع الموت والإرهاب.

* * *

بقلم: علي سعادة

نعم ليست حربنا، لأن عيوننا ليست زرقاء، وشعر بناتنا ليس بلون سنابل القمح، ولأن مدنكم الجميلة ليست مثل مدننا التي دمرتها أمريكا وروسيا وفرنسا واحتلتها دولة الاحتلال الطارئة.
نعم ليست حربنا،
لأنكم مسحتم عن وجه الأرض مدنا بأكملها في بلادنا العربية، وأعدتم دولنا مائة سنة إلى الوراء.
نعم ليست حربنا،
لأنكم وضعتم على رؤوسنا حكومات، أفقرتنا وسرقتنا، وحين علا صوتنا قتلوا أبناءنا واستباحوا حرماتنا وأعراضنا، وساندتم جرائمهم بطائراتكم وصواريخكم وأعلامكم، وقمتم بحماية كراسيهم من السقوط.
ليست حربنا،
لأن دولة الاحتلال في فلسطين، دمرت ومسحت 540 قرية ومدينة عن وجه الأرض، ونفذت 74 مجزرة بحق الفلسطينيين، وقتلت 100 ألف منهم، واعتقلت مليون منهم، وسرقت أرضهم وحولتهم إلى مشردين، ولا زالت تمارس عمليات القتل الميداني، وتدنيس مقدساتنا المسيحية والإسلامية.
ورغم ذلك تنال دعمك المطلق، وتساندها حكومات عربية بكل الوسائل الممكنة.. بينما نحن الضحية، لا نملك حتى الحق في الشكوى أو الصراخ من شدة الألم والمعاناة.
نعم ليست حربنا،
لأنكم مزقتم وطننا العربي إلى دويلات ضعيفة تعتمد عليكم بما تأكل وتلبس، حكومات صادرت صوتنا وحريتنا وخبزنا.
ليست حربنا،
لأنكم شوهتم ديننا حين اخترعت أجهزة استخباراتكم “داعش” و”القاعدة” و”جبهة النصرة” و”بوكو حرام” وغيرها، جميع قادتها كانوا معتقلين سابقين لديكم.
ليست حربنا،
لأنكم أحرقتم قرآننا في عواصم أوروبية، وسخرتم من نبينا الذي نحبه ونعشقه، ومنعتم مساجدنا أن يذكر فيها اسم الله.
ليست حربنا،
لأنكم ألصقتم بديننا صفة “الإرهاب”، بينما أنتم من مارس الإرهاب والقتل والحروب.. لم نكن في الحرب العالمية الثانية ولم نكن في فيتنام وفي الحرب الكورية وحرب الهند الصينية وكمبوديا ولاوس وأمريكا اللاتينية وغيرها.
ليست حربنا،
لأنكم استعمرتم أوطاننا وقتلتم رجالنا واغتصبتم أخواتنا وسرقتم خيارتنا.
ليست حربنا،
لأننا كنا الضحايا في حرب البلقان وميانمار وفي الهند وكشمير والشيشان وغيرها، ولم نسمع صوتكم.
ليست حربنا،
لأننا لا نشبهكم، وعيوننا ليست ملونة، ووجوهنا سمر، أنتم، كما تزعمون تصنعون الحضارة، ونحن نزع الموت والإرهاب.
ليست حربنا،
لأن مناضلينا ومقاومينا وجنودنا إذا أطلقوا رصاصة ضد المحتل حرقتم الأرض تحتهم وأطلقتم عليها سهامكم بوصفهم إرهابيين، بينما من يطلق النار ولون عيونه زرق وبشرته بيضاء فهو مقاتل من أجل الحرية.
نعم ليست حربنا، مع أننا نؤمن تماما أننا سنكون ضحية حربكم التي هي ليست حربنا أبدا.

* علي سعادة كاتب صحفي أردني
المصدر| السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

الحرب في أوكرانيا ليست حربنا أبداً

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة