لماذا لا يصدّق العرب الغرب؟

محمود زين الدين31 أغسطس 2022آخر تحديث :
الغرب

لسان حال الرأي العام العربي يقول: لا يمكن للكاذب في منطقتنا أن يكون صادقاً في أمكنة أخرى.
الرأي العام العربي الشاهد على مواقف الغرب من قضاياه وازدواجية معاييره حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، لا يثق في الغرب ولا فيما يقدّمه إعلامه من شرح لأي نزاع ينشأ في العالم،
نجحت آلة الغرب الدعائية في عزل روسيا وتصوير حرب أوكرانيا كعدوان روسي على بلد مستقل لكن بمنطقتنا تتعاطف غالبية الرأي العام مع روسيا وروايتها حول مقدمات وأسباب الحرب.
* * *

بقلم: د. حسن مدن
تقرير إخباري مطول نشره موقع «دي. دبليو» يتوقف عند المفارقة الناجمة عن تفاوت النظرة للحرب الجارية في أوكرانيا لدى الرأي العام في الغرب، ونظيره في بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا، وفي مقدمتها الدول العربية.
يلاحظ ذلك التقرير، محقاً، أنه في الوقت الذي نجحت فيه الآلة الدعائية الغربية في عزل روسيا، وتصوير حرب أوكرانيا على أنها محض عدوان روسي على بلد مستقل ذي سيادة، فإن الأمر في المنطقة العربية ومحيطها لا يبدو كذلك، حيث إن غالبية قطاعات الرأي العام تبدو متعاطفة مع روسيا، ومع روايتها حول مقدمات وأسباب هذه الحرب.
وجب التوضيح أن واضعي هذا التقرير يتبنون السردية الغربية للنزاع الروسي الأوكراني، وغير راضين عن التعاطف مع الموقف الروسي السائد لدى قطاعات واسعة في منطقتنا، حيث سعى التقرير الى الوقوف على أسباب ذلك.
وعرض أكثر من فرضية بينها نجاح الإعلام الروسي في التأثير في المتلقين العرب، حتى أنه أتى على ذكر بعض القنوات الإعلامية الروسية التي تحظى بمتابعة واسعة، وفق التقرير، في البلدان العربية، وبينها قناة RT آر. تي وموقع سبوتنيك وغيرهما،
وفي هذا أيضاً تباينت آراء من عرض التقرير وجهات نظرهم، بين من يوافق بالفعل على أن الإعلام الروسي أظهر كفاءة أكبر في إيصال وجهة نظر بلاده، قياساً بالإعلام الغربي، وبين من لا يرى ذلك.
لن نخوض في جوهر الصراع الجاري في أوكرانيا، ولا في تفاوت التقييمات له، إن كان حول أسبابه أو مجرياته أو آفاقه، لكننا سنقف عند سبب وجيه ورد في التقرير المشار إليه، واعترف به بعض غلاة المؤيدين للموقف الأوكراني، لا الروسي.
وهو أن الرأي العام العربي الشاهد على المواقف الغربية من قضاياه، إن كان ذلك في فلسطين أو في العراق، ومسوؤلية الغرب عن تدمير بلدان عربية كانت مستقرة كسوريا والعراق وليبيا وغيرها، فضلاً عن ازدواجية معاييره حول مسائل الديمقراطية وحقوق الإنسان، لا يمكن أن يثق لا في الغرب، ولا في ما يقدّمه إعلامه من شرح أو تفسير لأي نزاع ينشأ في العالم، ولسان حاله يقول: لا يمكن للكاذب في منطقتنا أن يكون صادقاً في أمكنة أخرى.

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر: الخليج – الدوحة

موضوعات تهمك:

بوتين يستقطب الدول بأسلحة نوعية لضرب هيمنة الغرب

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة