العمل الخيري والاعلام .. هوة تتسع وتجسيرها ليس صعبا

أحمد شيخون5 سبتمبر 2018آخر تحديث :
عمل خيري
عمل خيري

أحمد شيخون

لكي ينجح العمل الخيري ويكتب له سبل التواصل بين أهله والقائمين به ؛ لابد له من طرق يسير فيها بمنهجية اعلامية واعية راشدة تستوعب الأشياء وتقدم للمحتاجين عملا خيريا دءوبا ، عملا بمهنية اعلامية ذات نضج ووفهم ، وتواصلية استمرار بالوصول الي الناس بانفتاح اعلامي .

هذا الانفتاح يساعد علي ضبط ايقاع العمل الخيري باعلام مهندس بالبني التراتبية الايجابية ، مما يسترعي الانتباه الي ايجاد خطاب اعلامي لا تغيب عن لغته اعتماد تصعيد دور العمل الخيري بالتوظيف الاعلامي .

375819 1496226487 13 download 3 3

فلا يصح والعالم مترامي الاطراف وشاسع المسافات واتساع رقعة قضايا العمل الخيري ، ان تظل ثمة فجوة تقف في طريق العمل الخيري وتسد طرق وصوله الي الناس فهذه الفجوة تجعل العاملين في حقل العمل الخيري والعاملين في الاعلام يشتغلون في ورش الجزر المنعزلة جزر لايري ظاهرها من باطنها ولا وجهها من قفاها .

فالاعلام والعمل الخيري وجهان لعملة واحدة ان اختفي وجه بارت العملة ككل وفقدت قوتها في التداول وتظل رديئة في سوق المال كذلك تكون العلاقة بين الاعلام والعمل الخيري ، علاقة تلازمية وعلاقة توازنية علاقة تكاملية صنوان في حقل واحد جزء يكمل جزءا حتي يصير كلا

images 7 maxresdefault 1 1

وأمام الاثنين الاعلام والعمل الخيري تقف تحديات كثيرة وتقبع بعضها في ركن قصي ركن يغيب فيه التواصل الواجب فيظهر التهميش المهمل فتفقد قيمة الاثنين مكانتها بغياب الفعل المتعاون .
فالساحة الاعلامية العالمية تشهد طفرات واسعة وفجوات هائلة و تحاول اليات الاعلام العربي اللحاق وليس السباق الأمر الذي يفرض تغيير مفاهيم اعلامية كانت في الماضي حداثة بنت وقتها ؛ فأصبحت تراثية آليات اعلامية لا تقدم مضامين مهمة … والعمل الخيري لايغيب عن المشهد ، نعم توجد جهود تبذل ولكنها تتواري خلف العجز في التغطية وعدم مواكبة تصاعد وتوسع منتوج العمل الخيري محليا واقليميا وعالميا
اذن ..بين العمل الخيري والاعلام علاقة ليست علي مايرام تشوبها ثغرات وتضغط عليها فجوات هذه الفجوات –علميا- لا نحمل بها فريقا دون فريق ؛ بل هي فجوات تفجر ازمة تسلب عمق العلاقة وتقزم عمل الاثنين ، فجوة يجب تجسير عملية وصول كليهما الي الاخر وصولا سليما يسلم من مخاطر السير في ضبابية مشاكل هذه المشاكل هل في الامكان القضاء عليها ومحاسبة سلبياتها واعادة دفة السفينة للسير في يم متلاطم الامواج ؟.
فلكي نعمل علي تجسير الفجوة بين العمل الخيري والاعلام يحتاج التجسير الي كثير عمل والي شغل دءوب والاستمرار فيه وذلك يتطلب : -ضرورة الاهتمام بقضايا ومشاكل المحتاجين محليا واقليميا وعالميا ، والسعي الدائم الي اظهار مناطق واماكن بؤر الحاجة واصحابها وفتح باب للمعلومات كي تتدفق امام متنفذي العمل الخيري وان تؤسس العلاقة بين الاعلام والعمل الخيري علي مبادئ تحترم العلاقة بينهما ومعرفة الدور المشترك وضرورة اخضاع الظروف المواتية للعمل المشترك والتوظيف الفعال والاقتناع بقدرة نموذج العمل الخيري وتطبيقه في اماكن كثيرة تطبيقا واعيا بالمعطيات التكافلية المبنية علي قيم الاسلام وما دعا اليه من وجوه البر وتعظيمها والتركيز علي المحاسن وابراز الجهود الرعوية للعمل الخيري ووصولها الي اصقاع واسعة من المعمورة .

806072012090658 a9e06109 b869 4ea9 9d1f a372907c9afd
ومن هذا المنطلق فان افق العمل المشترك بين الاعلام والعمل الخيري كي يلتقي فيرتقي ؛ لابد من وضع رؤية اعلامية واضحة تنسقها خطط مدروسة وفق تصور شامل يغطي التساؤلات ويشمل الاجابات المتميزة بنموذجية العمل ولن يتم ذلك بمعزل عن الكادر الاعلامي المتدرب وكادر العمل الخيري الممنهج وهذا يتطلب احداثيات عمل تراعي الزمان والمكان وظروف الرسالة الاعلامية والجو الذي يجري فيه العمل فالشعوب العربية المستهدفة بالعمل الخيري بينها تباين شديد واختلافات جوهرية كثقافة مجتمع فالقبول بالعمل الخيري في مصر ليس بالضرورة يصلح للمغرب او تونس –مثلا- وهنا نؤكد ان تناول الرسالة الاعلامية للعمل الخيري في تلك البلدان يجب ان تستوعب تلك الحالات والا فإن الاعلام والعمل الخيري يصير حوارهما كحوار-الجماعة الصماء- رسالة تبث ثم لا تلبث ان تذهب مجهوداتها سدي ليس فيها النفع وهنا تأتي اهمية هيكلة الرسالة الاعلامية وتطعيمها دوما بالمعلومات التي ينبغي ان تتدفق عبر الرسالة الاعلامية بصورة احترافية رسالة بمضامين مفهومة واختيار الافضل وانتقاء الاحسن كما يجب البعد عن القوالب التقليدية للدعاية العمل الخيري فاسلوب الوعظ والارشاد اسلوب قد يحدث العكس في منظومة العمل الخيري فيرهق المشاهدين والسامعية والقارئين عندما يجدون انفسهم مخاطبين برسالة تشبه افعال المتسولين والشحاذين وهنا يحتم الوضع ايجاد تصورللأداء الأمثل فمثلا يخطئ بعض رجالات الاعلام وهم ينقلون رسالة العمل الخيري الي الناس بلغة الخطاب حيث يقع بعضهم في خطأ وصف المحتاجين بوصمهم بالعاجزين والجائعين والمحرومين مما يصيب المستهدفين بالعمل الخيري بالحرج والخجل وقد يتهربون من التحدث عن انفسهم واحتياجاتهم لذا ينبغي ان تراعي حساسية وشعور المتلقي فلا يجرح بالأوصاف التعاطفية البراقة الطنانة وهذا يؤكد اهمية الشراكة اثناء وضع المحتوي الاعلامي بالتنسيق بين المتنفذين في العملة الواحدة -العمل الخيري والاعلام –اثناء صياغة الرسالة الاعلامية بخاصية الاقناع لتسويق العمل الخيري.
ومن نعم الله علي العمل الخيري ان جعل له آليات ازدهار؛ فالعالم اليوم هو عالم السموات المفتوحة والارض المختصرة وظهور الطفرات الهائلة في وسائل الاعلام بحيث تصل الرسالة الاعلامية في وقت زمني عجيب ، سرعة في ثوان وقدرة لاتغلبها قيود وحدود وسدود ، فالاعلام الاليكتروني له معجزة الانتشار وسحر التأثير وجاذبية المحتوي ويا للأسف عندنا في عالمنا العربي والاسلامي اشكالية تصنع فجوة او فجوات هذه الفجوات تتمثل في بطء تواصلنا بالاعلام الاليكتروني ربما يعلق البعض. شماعة انتشار نسبة –الامية -في الدول العربية والاسلامية نعم هذا صحيح ولكنه من الضار والمفسد بل والمهلك للعمل الخيري اتخاذ الامية تكأة يستند عليها في تبرير الفجوة بديارنا فالاعلام الاليكتروني متنوع من نت وتواصل اجتماعي الا ان الاستعاضة بالرسالة السينمائية والفيديو والتمايز في صورة الاعلام الاليكتروني يغطي فجوة الامية وهنا يجب علي العاملين في الاعلام -الرسولي- للعمل الخيري توظيف الصورة والرسالة السينمائية توظيفا لايعرف الفرق بين المتعلم والامي فمثلا مواطنو الصومال يمكنهم التعاطي مع العمل الخيري بصور ورسوم بسيطة لكنها جذابة قليلة الكلام لكنها كثيرة الفهم بجماليات الصور وتوظيفها ببساطة حتي تصل الرسالة الالامية اليهم سهلة ميسورة منشورة من خلال شبكة الانترنت والكتاب الاليكتروني والاقراص المدمجة بالمؤثرات ا لبصرية والسمعية وذلك يدفع القائمين علي الاعلام وهم يقدمون رسالة العمل الخيري الوعي التقني والمعلوماتي والكتابة والنشر بطريقة شائقة وجذابة لاتنس الرصانة ابدا
الفجوة بين الاعلام والعمل الخيري يمكن تجسيرها بسهولة عملية ، فالموضوع يحتاج الي تعاون مشترك بين رسل العمل الخيري والاعلام …ونأمل خيرا في جيل الشباب من الاعلاميين ،فإنه بامكانهم تقديم محتوي متميزا خاصة انهم يتعاطون يوميا مع الاعلام الجديد دون صعوبة ..وتلك ميزة نعلق عليها كثيرا في امكانية سد الفجوات وتجسير المنقطع بوصل احترافي.

أقرا/ي أيضا

لماذا فقدت الإمبراطورية الإعلامية لتنظيم الدولة بريقها؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة