عنف الملاعب مرض معد تجب محاصرته

محمود زين الدين4 أكتوبر 2022آخر تحديث :
عنف الملاعب

ارتفعت حصيلة ضحايا أعمال الشغب التي انتهت بتدافع في ملعب لكرة القدم في إندونيسيا إلى 174 قتيلا.
اقتحم مشجعي الفريق الخاسر أرض الملعب، وأطلقت الشرطة قنابل غاز مما تسبب في التدافع وحالات اختناق.
العديد من الضحايا وقعوا وهم على المدرجات المزدحمة، ما تسبب في حالة من الذعر بين المشجعين في الملعب.
عندنا شبك مرتفع على مساحة المضمار المحيط بالملعب، لكن الجماهير تقتحم أرضية الملعب دون أن يتعرض أي مشجع لأي عقوبة بالقانون!
عنف الملاعب قد تصاب بعدواه جميع ملاعب العالم وتحديدا في دول بلا قوانين واضحة تتعلق بعنف الملاعب أو العنصرية وما شابه ذلك من أمراض معدية.
* * *

بقلم: علي سعادة
يوم حزين وكئيب في تاريخ كرة القدم وربما الرياضة بشكل عام فقد ارتفعت حصيلة ضحايا أعمال الشغب التي انتهت بتدافع في ملعب لكرة القدم في إندونيسيا إلى 174 قتيلًا .
واندلعت الفوضى والعنف عقب نهاية مباراة كرة قدم في الدوري الإندونيسي، حيث اشتبك أنصار ناديي أريما وبيرسيبايا سورابايا بعد هزيمة أريما 3-2 في المباراة التي أقيمت في جاوة الشرقية. بعد أن اقتحم مشجعي الفريق الخاسر أرض الملعب، وأطلقت الشرطة قنابل غاز مما تسبب في التدافع وحالات اختناق.
العديد من الضحايا وقعوا وهم على المدرجات المزدحمة، ما تسبب في حالة من الذعر بين المشجعين في الملعب.
عنف الملاعب لم يتوقف عند حدود ملعب جاوة، وإنما قد تصاب بعدواه جميع الملاعب في العالم وتحديدا في الدول التي لا توجد فيها قوانين واضحة تتعلق بالعنف في الملاعب أو العنصرية وما شابه ذلك من أمراض معدية.
في أوروبا تبدو هذه الأمور تحت السيطرة إذا تواجه الأندية أو الجماهير التي تقوم بالعنف أو تهتف بهتافات عنصرية عقوبات باهظة ومكلفة ماليا ومعنويا مما يؤثر على موقعها في البطولات وعلى مستواها الفني بشكل عام.
كما أن القانون لا يحابي أحدا ولا يعرف الواسطة أو المجاملات، وبعض المشجعين الذين هتفوا بكلمات أو قاوموا بتصرفات عنصرية حرموا طيلة حياتهم من حضور مباريات كرة القدم وبعضهم أحيل إلى القضاء.
عندنا العقوبة تبدو نوعا من رفع العتب، أو كأنها عقوبات مشوشة ومهزوزة لا تقدم ولا تؤخر، وبعض الجماهير ارتكبت عنفا وخروقات تستدعي أحيانا حرمانها من بعض النقاط في ترتيب الدوري، وفرض مبالغ باهظة عليها حتى تصحو من نشوة الانتصار.
في الدوري الإنجليزي لا توجد حواجز بين الجمهور وأرضية الملعب، ولا يوجد شبك حديدي، أو أي عازل بين الجمهور واللاعبين، ومهما يحدث في الملعب يبقى الجمهور جالسا في مكانه، عندنا هناك شبك مرتفع على مساحة المضمار المحيط بالملعب، لكن الجماهير تقتحم أرضية الملعب دون أن يتعرض أي مشجع لأي عقوبة بالقانون.
ومرد ذلك إلى ضعف التشريعات التي تواجه مثل هذا العنف الذي يمارس لفظيا على الأقل في جميع المباريات، وأحيانا يتجاوز الأخلاق والقيم والدين والمثل ويتحول إلى تناول للأعراض.
العنف الجسدي موجود لكنه مستتر قليلا، وقابل للانفجار، فثمة من لا يخافون ولا يخشون القانون ولا يمنعهم وازع ديني أو أخلاقي أو مجتمعي من الإساءة لكل المثل والقيم بسبب ما يجري على أرض الملعب التي هي مسؤولية الحكم واللاعبين والجهاز الفني والإداري لكل نادي، وليست مسؤولية المشجع الذي تقتصر مهمته على حضور المباراة وتشجيع فريقه فقط ولا علاقة له بالفريق الآخر أو جمهوره.

*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن

المصدر: السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

الأمن والحاجات الاجتماعية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة