سد النهضة ليس هدفه التنمية: ماذا أرادت إثيوبيا من بناءه؟

محمد خالد10 ديسمبر 2022آخر تحديث :
سد النهضة

كشفت قناة بي بي سي التي تمولها الحكومة في بريطانيا عن تفاصيل جاءت في وثائق خاصة بأزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان، وجاء التقرير تحت عنوان “سد النهضة: التنمية ليست الهدف الرئيسي لمشروعات السدود الإثيوبية على مصدر مياه النيل تكشف فيه عن وثائق بريطانية خطيرة”.

وتتسائل القناة عن حقيقة بناء سد النهضة الإثيوبي من أجل إقامة مشروعات لافتة إلى ان هناك وثائق بريطانية تؤكد أن الإثيوبيين أبلغوا البريطانييين بالهدف الحقيقي من وراء إنشاء هذا السد قبل ثلاثة عقود مضت.

وتشير الهيئة الإعلامية البريطانية إلى أنه في ديسمبر 1992، نظمت كلية الدراسات الشرقية والأفريقية سواس في جامعة لندن مؤتمرًا لبحث المياه في الشرق الأوسط والعواقب القانونية والسياسية والتجارية.

وأوضحت في التقرير أنه في التقييم للمؤتمر قال جريج شيبلاند مسؤول ملف المياه بالشرق الأوسط في الخارجية البريطانية والممثل البريطاني في المباحثات متعددة الأطراف حول المياه أنه انطوى على جوانب جيدة وأخرى سيئة.

وقالت أن التقييم يأتي في برقية بالغة السرية توجه إلى رئيس إدارة البحوث والتحليل وهي إحدى الجهات الرئيسية التي توفر المعلومات لصانعي القرار في وزارة الخارجية وقال أيضًا شيبلاند الذي كان مبعوث الخارجية لسواس للتعمق في دراسة ملف المياه أن الجوانب الإيجابية تشمل على بحث قضايا القانون الدولي العامة ذات الصلة بالأنهار التي تشرك فيها دولتان أو أكثر والمسائل العامة المتعلقة بمخصصات المياه بين القطاعات الاقتصادية داخل الدول.

وفيما يتعلق بالجوانب السيئة تحدث شيبلاند وفقًا للقناة عن الافتقاد المعتاد للتفاهم بين المصريين والإثيوبيين وبين العرب والإسرائيليين بشأن المياه.

وأوضحت القناة أن المستشار الدكتور عوض محمد المر رئيسًا للمحكمة الدستورية العليا المصرية وقتها كان رئيسًا للوفد المصري في المؤتمر، وقال شيبلاند أن الموقف المصري كما عرضه المر أن لدى مصر حقوق مكتسبة بشأن كمية مياه النيل المستخدمة ويعتمد أمن مصر الزراعي على الاعتراف بتلك الحقوق المكتسية ومصر لن تتسامح مع إثيوبيا أبدًا إذا بنت أي سدود على النيل الأزراق والنيل الأزرق هو مصدر أكثر من 80 بالمائة من مياه نهر النيل العام.

وبحسب برقية شيبلاند فإن كلام الموفد المصري لم يكن مقنعًا وقال أن موقف المصريين كان ضعيف ومن المرجح أن يفشل في كسب التأييد.

وأوضح أن عدم استعداد المصريين لقبول تطور القانون الدولي سئ وينطوي على مشكلة ليس هذا فقط فقد أكد أن عدم إدراكهم الواضح أن موقفهم مستفز ومن ثم يأتي بنتائج عكسية أسوأ ومن المحتمل أن يضر بمصالحهم، على حد تعبيره.

وأبلغ الدبلوماسي البريطاني وزارة الخارجية عن حوار دار بينه وبين الدكتور تسيفات رئيس الهيئة الإثيوبية لدراسات تنمية الأودية الذي كان يتصدى للموقف المصري في المؤتمر.

وعلى الرغم من رأيه الناقد للموقف المصري إلا أن شيبلاند صارح المسؤول الإثيوبي أنه من الممكن أن تكون هناك مشكلات حول النيل بين دول الحوض أقل مما يعتقد المعلقون لو سعت إثيوبيا لتنمية الأنهار الأخرى في شمال البلاد مع استبعاد النيل الأزرق وأضاف أن مثل هذا السلوك سيكون أكثر جدوى اقتصادية لإثيوبيا، لكن المسؤول الإثيوبي الذي وافقه الرأي أكد أن بلاده تريد البناء على النيل الأزراق لإثبات حقها في ذلك.

وقبل هذا بنحو ثلاثين عامًا توقع البريطانيون عام 1961 بأنه في حال امتلك الإثيوبيون المال فسوف يدفعهم الأمر إلى اتخاذ سياسات مائلة تضع مصر في موقف صعب.

وتبني إثيوبيا منذ أكثر من 10 سنوات مشروع سد النهضة الإثيوبي وبدأت إثيوبيا في بناء السد على الشريان الرئيسي لمياه النيل مما دفع مصر للتحذير مرات من المساس بحصتها التاريخية في مياه النيل.

موضوعات تهمك:

رهان جديد على استئناف مفاوضات سد النهضة برعاية أميركية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة