دعم إيران لروسيا بالمسيرات يجرّ إسرائيل إلى حرب أوكرانيا

محمود زين الدين8 نوفمبر 2022آخر تحديث :
إيران

تخشى إسرائيل من زيادة اعتماد روسيا على السلاح الإيراني، ومن ثم طلب طهران مساعدتها في برنامجها النووي.
حذر ميدفيدف إسرائيل من تقديم الأسلحة لأوكرانيا، قائلا إنه سيكون عملاً “متهوراً” و”سيدمر” العلاقات بين روسيا وإسرائيل.
وافقت إيران على إرسال صواريخ أرض- جو، الفاتح 110 وذوالفقار لروسيا القادرة على ضرب أهداف بمدى 300- 700 كيلومتراً.
لو دخلت إسرائيل الحرب في أوكرانيا فسيتم توسيع حرب الظل، الجارية منذ سنوات، إلى منافسة بالوكالة بين القدرات الإسرائيلية والإيرانية.
“كانت الأسلحة الإيرانية ناجعة على الأرض لأنها تتسبب بضرر، وهي طريقة عظيمة كي تظهر إيران وهي تعمل مع روسيا أنها ليست معزولة”.
أعلمت روسيا إسرائيل بأنها ستنتقم لو تم تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوية وصواريخ أو أي أجهزة اعتراض، سواء تم هذا مباشرة أو عبر طرف ثالث.
أثبتت القبة الحديدية فعالية في اعتراض الصواريخ قصيرة المدى من غزة ولبنان، إلا أن إطلاق أسراب من المسيرات الإيرانية يشكل تحدياً لقدرة المنظومة.
* * *
نشر موقع “بلومبرغ” تقريرا أشار فيه إلى أن الأسلحة الإيرانية لروسيا باتت عاملا في جر إسرائيل، وإن ببطء، للدفاع عن أوكرانيا.
وبعد أشهر من التردد بدأت إسرائيل بتخفيف موقفها من تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، في وقت عمقت فيه إيران من شراكتها العسكرية مع موسكو بدرجة باتت تمس بالأمن الإسرائيلي.
وكان التحول في الموقف عندما تلقى وزير الدفاع بيني غانتس مكالمة من نظيره الأوكراني أوليسكي ريزنكوف، وهي مكالمة انتظرها الجانب الأوكراني، وتعهدت إسرائيل بتقديم دعم لأوكرانيا كي تطور نظام إنذار مبكر، ويشبه النظام الذي تستخدمه إسرائيل لإنذارها بشأن الصواريخ القادمة من غزة.
ووعد غانتس بمساعدة اوكرانيا على تقييم احتياجاتها المتعلقة بأنظمة الإنذار الدفاعية الجوية، مع أن إسرائيل تتردد حتى الآن بتقديم الأنظمة القادرة على اعتراض الصواريخ القادمة. وقال يوسي كوبرواسر، المسؤول الأمني العسكري البارز السابق:
“هذه الأسلحة التي يجب عليها الجاهزية لمواجهتها، ونحن الدولة الوحيدة في العالم الذين نعرف عملها”، مضيفا أن “أوكرانيا يمكن أن تكون ساحة فحص لإجراءتنا المضادة”. ويرى كوبرواسر أن فوز بنيامين نتنياهو في انتخابات 1 تشرين الثاني/ نوفمبر لن يغير من الأولويات الأمنية الحالية.
وفي تطور آخر، بدأت إسرائيل بالتشارك الأمني، والذي رحب فيه الرئيس فولدومير زيلينسكي في 26 تشرين الأول/ أكتوبر، وقال إنه تطور “إيجابي” و”أنا سعيد في الأيام القليلة الماضية حيث بدأنا بالعمل”، وقال للصحافيين إن المعلومات الأمنية التي قدمها الإسرائيليون تأكدت منها المخابرات الأوكرانية.
وقال السفير الأوكراني في إسرائيل يفغين كورنيتشاك: “كان التعاون الإيراني مع روسيا تحولا كبيرا بالنسبة لنا”، و”كنا نأمل باختيار إسرائيل الوقوف مع الجانب الصحيح وكدولة ديمقراطية، وهو ما حصل في النهاية، لأننا نواجه نفس العدو، ألا وهو إيران”.
ولم يعلق المتحدثون باسم وزير الدفاع الإسرائيلي، ولا الخارجية الروسية، والإيرانية، على ما ورد في التقرير. ولكن يوري ساك، المستشار لوزير الدفاع الأوكراني، تحدثَ عن حاجة أوكرانيا المساعدة في أقرب وقت من أجل مواجهة الأسلحة الإيرانية. وقال إن ريزنكوف طلب دعما جويا أثناء مكالمته مع غانتس.
وزادت روسيا من حملات القصف الجوي، بعد سلسلة من الانتكاسات في ساحة المعركة، وبهدف ضرب البنى التحتية مثل الماء والكهرباء، وقال المسؤولون الأوكرانيون إن نسبة 40% من محطات الطاقة قد دمرت. وهناك مخاوف من أن تساعد المشاركة الإيرانية في الحرب على تجربة قدراتها بحيث تهدد أمن إسرائيل.
وباتت روسيا التي استنفدت معظم ترساناتها من الأسلحة الموجهة بدقة معتمدة على الصواريخ الإيرانية، بهدف التسبب بأضرار على السكان وإجبار كييف على المفاوضات، كما يقول المسؤولون الأوكرانيون. وتنفي روسيا أنها تستخدم المعدات الإيرانية.
وبدورها تنفي طهران أنها تزود موسكو بالمسيرات والصواريخ. وكان آية الله خامنئي أكثر غموضا في خطاب ألقاه الشهر الماضي عندما قال إن العالم قلق حول بيع إيران المسيرات ويتعامل معها بأنها “خطيرة”.
وترددت إسرائيل في الانخراط بالحرب في أوكرانيا خشية إغضاب روسيا، والتداعيات على أمن الشرق الأوسط واليهود في روسيا. وتشن إسرائيل غارات روتينية على سوريا بهدف ضرب الجماعات الموالية لإيران، ولا تستطيع القيام بهذا بدون موافقة من روسيا، التي تتحكم بالمجال الجوي السوري.
وهناك حوالي مليون يهودي يعيشون في روسيا وسط تراجع في العلاقات منذ عدة سنوات. وفي تموز/ يوليو أثارت السلطات الروسية القلق عندما جمدت مكاتب الوكالة اليهودية في موسكو، بتهمة خرق القوانين الروسية، إلا أن الصواريخ والمسيرات الإيرانية غيرت حسابات إسرائيل وسط مخاوف منح المشاركة الإيرانية الفرصة لزيادة قدراتها وضرب إسرائيل.
وركزت الأخيرة حتى الآن على المساعدات الإنسانية والأجهزة الدفاعية مثل الخوذ والستر. وبالنسبة لأنظمة الإنذار المبكر فهي أسلحة إسرائيلية تقوم على برمجية ونظام للرادار مصنّع في إسرائيل، حسب مسؤولين سابقين وحاليين. ولا يمكن بيع هذه الأجهزة بدون رخصة وعمليات معقدة تشترك فيها الوزارات، بما فيها وزارة الدفاع.
وأعلمت روسيا إسرائيل بأنها ستنتقم لو تم تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوية وصواريخ أو أي أجهزة اعتراض، سواء تم هذا مباشرة أو عبر طرف ثالث، حسب شخصين على معرفة بالسياسة الروسية.
وحذر الرئيس السابق ديمتري ميدفيدف، المسؤول في مجلس الأمن القومي، إسرائيل من تقديم الأسلحة لأوكرانيا، قائلا إنه سيكون عملاً “متهوراً” و “سيدمر” العلاقات بين روسيا وإسرائيل.
وقال مارك دوبوفيتش، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن، التي تدعو لعمل قوي ضد إيران: “السؤال الحقيقي هو كيفية عملها بطريقة لا تثير استفزاز روسيا”.
ويمكن لإسرائيل تزويد الدول التي تساعد أوكرانيا بأنظمة مضادة للمسيرات والصواريخ بشكل يسمح لهذه الدول تقديم جزء من ترسانتها لكييف، وحسبما قال أمير أفيفي، الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي: “مثلا لو بعناها لألمانيا وسلمت هذه مجموعة أخرى من الأسلحة، غير إسرائيلية فلن تكون هناك مشكلة”.
وقدمت إيران مسيرات شاهد-136 للاستخدام مرة واحدة، أو ما تعرف بالمسيرات الانتحارية، ومن الصعب اكتشافها لصغر حجمها وتحليقها على مستوى منخفض. وتم تزويدها في الفترة الماضية بنظام جي بي أس تجاري وتستطيع التحليق لساعات قبل أن تضرب الهدف. وسلمت إيران ألفاً منها في آب/أغسطس، حسب الولايات المتحدة، وتخطط لكي تسلم 2.400 أخرى، كما يقول الأوكرانيون.
وتم استخدام المسيرات الإيرانية لضرب المنشآت في السعودية والإمارات وكطائرات استطلاع في لبنان، عندما حاول “حزب الله” استخدامها ضد سفينة للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، حسب الولايات المتحدة وحلفائها، ولم تسقط إسرائيل كل المسيرات التي كانت تقترب من حقل الغاز.
ويقول الأوكرانيون إنهم اعترضوا نسبة 70% لكن عندما تطلق كأسراب فمن الصعب اعتراضها، وهي رخيصة الكلفة، 20.000 دولار للواحدة، مقابل الأسلحة التي تطلق لاعتراضها حيث تكلف أضعافا مضاعفة.
وأثبتت القبة الحديدية فعالية في اعتراض الصواريخ قصيرة المدى من غزة ومن لبنان، إلا أن إطلاق أسراب من المسيرات الإيرانية يشكل تحدياً لقدرة المنظومة، حسبما يقول الجنرال السابق أفيفي، الذي يترأس الآن منبر إسرائيل للأمن والدفاع وهي جمعية لقوات الاحتياط السابقين. و”تخيل 100 مسيرة انتحارية تعبر الحدود الإسرائيلية باتجاه ميناء حيفا، فمهما كان نظامنا جيدا، ويمكن أن يعترض 90 منها، وهناك عشرة ستضرب الهدف، وهذا تهديد كبير”.
ولو دخلت إسرائيل الحرب في أوكرانيا فسيتم توسيع حرب الظل، الجارية منذ سنوات، إلى منافسة بالوكالة بين القدرات الإسرائيلية والأوكرانية. وقالت دينا اسفندياري، المحللة في مجموعة الأزمات الدولية ببروكسل: “كانت الأسلحة الإيرانية ناجعة على الأرض لأنها تتسبب بضرر، وهي طريقة عظيمة كي تظهر إيران وهي تعمل مع روسيا أنها ليست معزولة”.
ووافقت إيران على إرسال صواريخ أرض- جو، الفاتح 110 وذي الفقار لروسيا، والقادرة على ضرب أهداف بمدى 300- 700 كيلومتراً، ويمكن استخدامها في تشرين الثاني/ نوفمبر، حسب مدير المخابرات الأوكراني كيريلو بودانوف بمقابلة مع “وور زون” نشرت في 28 تشرين الأول/أكتوبر. وتخشى إسرائيل من زيادة اعتماد روسيا على السلاح الإيراني، ومن ثم طلب طهران مساعدتها في برنامجها النووي.

المصدر: بلومبرغ

موضوعات تهمك:

صراع السماء بين إيران وتركيا.. ومشكلات الأرض القلقة في المنطقة العربية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة