إسرائيل كعب أخيل السياسة الأمريكية

محمود زين الدين28 نوفمبر 2022آخر تحديث :
إسرائيل

“إسرائيل” وسياساتها الاستعمارية العنصرية هي مقتل أو “كعب أخيل” سياسات أمريكا بالمنطقة والعالم، شاءت واشنطن أم أبت.
“لا ينبغي أن تطغى الأزمات العالمية المستجدة على المشكلات والأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية، وعلى رأسها قضية فلسطين”.
التطورات في الضفة الغربية ستفاجئ الاقليم والعالم، لتضيف مزيداً من الإرباك على المشهد الدولي والأطراف الدولية الفاعلة، وعلى رأسها أوروبا وأمريكا.
البيئة السياسية للكيان المحتل وانفلات عقال المستوطنين بالضفة الغربية بُعَيْد انتخابات الكنيست؛ تقدم مؤشرات قوية على مواجهة كبرى في الأراضي المحتلة.
يُتوقع أن تمتد الاضطرابات إلى أراضي 48 فالعصف العنصري المتوقع لحكومة نتنياهو سيعجز مبعوث أمريكا عن مواجهته بخطاب خفض التصعيد وجزرته الاقتصادية الذابلة.
“الانتهاكات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة تتصاعد على نحو ينذر بانفجار الأوضاع، تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الذي تخلى عن مسؤوليته في تحقيق رؤية حل الدولتين عبر التفاوض”.
* * *

بقلم: حازم عياد
خلال كلمته أمام المنتدى الإقليمي السابع للاتحاد من أجل المتوسط، في مدينة برشلونة الذي تشارك فيه 42 دولة؛ قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الخميس:
إن “الانتهاكات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة تتصاعد على نحو ينذر بانفجار الأوضاع، تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الذي يبدو أنه تخلى عن مسؤوليته في تحقيق رؤية حل الدولتين عبر التفاوض”.
وأضاف قائلا: “لا ينبغي أن تطغى الأزمات العالمية المستجدة على المشكلات والأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية، وعلى رأسها قضية فلسطين”.
ما قاله الأمين العام للجامعة العربية توصيف دقيق للاوضاع في الاراضي الفلسطينية وتداعياتها الاقليمية المحتملة، فالتطورات في الضفة الغربية ستفاجئ الاقليم والعالم، مضيفة مزيداً من الإرباك على المشهد الدولي والاطراف الدولية الفاعلة، وعلى رأسها دول الاتحاد الاوروبي وأمريكا التي تعتقد أنه بمجرد ترقية الدبلوماسي هادي عمرو من مساعد وزير الخارجية الامريكي للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية، إلى ممثل خاص للشؤون الفلسطينية؛ فقد عالجت المشكل واختفى الخطر.
وهي رؤية ساذجة وضحلة؛ لا تعكس ضخامة الادوات والموارد والقوة التي توظفها أمريكا لتمرير مشروع مسيرات البحر والجو في القيادة المركزية “سينتكوم”، أو في ضخامة الموارد المستخدمة لمواجهة دولة مجموعة “أوبك+” أو مواجهة التمدد الصيني في المنطقة، فـ”إسرائيل” وسياساتها الاستعمارية العنصرية هي مقتل أو “كعب أخيل” سياسات أمريكا، شاءت واشنطن أم أبت.
البيئة السياسية الداخلية للكيان المحتل والبيئة الخارجية، وانفلات عقال المستوطنين في الضفة الغربية بُعيد انتخابات الكنيست؛ تقدم مؤشرات قوية على مواجهة كبرى في الأراضي المحتلة؛ يُتوقع أن تمتد إلى أراضي 48، فالعصف العنصري المتوقع لحكومة نتنياهو سيعجز هادي عمرو عن مواجهته بخطاب خفض التصعيد وجزرته الاقتصادية الذابلة.
غرق نتنياهو في وحل الائتلاف الجديد وجهود تشكيل الحكومة؛ ينبئ بأزمة سياسية جديدة داخل الكيان؛ تقودها حكومة ائتلاف هشة سرعان ما ستنقل أزمتها ومعركتها الى الولايات المتحدة التي بدأت مبكرا في الإعداد لانتخابات رئاسية يقودها قادة شعبويين من أمثال دي سانتوس ودونالد ترامب، إلى جانب الرئيس جو بايدن، وهي خشبة النجاة الوحيدة المتبقية لنتنياهو للمناورة خلال العامين القادمين 2023 و2024.
التصعيد حقيقة وليس خيالاً، ويتوقع أن يفتح الباب لمزيد من الاختلالات في موازين القوة والاضطرابات الجيوسياسية التي لن تتمكن إدارة بايدن من التحكم فيها، أو إدراتها بفاعلية مع الاطراف الاقليمية، خصوصا في الجانب الاسرائيلي، فأمريكا بحاجة لمبعوث خاص لبتسلائيل سموتريتش، وثانٍ لايتمار بن غفير، وثالث للمتطرف يهودا غليك، ورابع لمخاطبة نتنياهو وحزبه.
ختاما.. المواجهة والانفجار باتا صيرورة يتوقع أن تمتد لأشهر تزيد عن الـ20؛ لتنتهي بخارطة وموازين جديدة تتوافق مع التغيرات الجيوسياسية العالمية، وهي تحولات تبدو منطقية؛ إذ لا يعقل أن تشتعل الساحات من مضيق تايوان إلى أوكرانيا مرور بحقول النفط العربية والبنوك الامريكية، دون أن يكون لذلك أثر على المشهد في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

*حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية

المصدر: السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

«اسمها فلسطين»: فشل حملة تطبيع إسرائيل في المونديال

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة