الناتو يواجه تحديات مصيرية في ذكرى تأسيسه

ثائر العبد الله5 أبريل 2017آخر تحديث :
FGKERKrtkgfdk

FGKERKrtkgfdk

أنشئت منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بداية الحرب الباردة بموجب معاهدة واشنطن كأداة عسكرية للتحالف الغربي لمواجهة ومنع أي غزو محتمل لأوروبا الغربية من قبل

الاتحاد السوفياتي وحلفائه.
وفي الوقت الذي تم فيه حل حلف وارسو -الذي كان يضم الدول الشيوعية- بعد نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي قررت الدول الغربية الإبقاء على حلف الناتو، بل وسعت لضم أعضاء جدد مما جعله يقترب من الحدود الروسية، وهو ما يشكل دوما مضمون الخلافات بين موسكو والغرب.
ويجد الناتو نفسه في مواجهة تحديات جديدة تضاف إلى التحديات الأمنية المختلفة بعد التقارب التركي الروسي الجديد وتهديدات الإدارة الأميركية بخفض مشاركتها في الحلف.
افتتاح المقر الجديد لحلف شمال الأطلسي كمشروع ضخم بتكلفة إجمالية بلغت أكثر من مليار يورو، وإعلان البيت الأبيض بشكل رسمي مشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في قمة زعماء دول الحلف في 25 مايو/أيار المقبل بالعاصمة البلجيكية بروكسل لا يمكنهما إخفاء الخلافات بين ضفتي الأطلسي.
ويقول الخبير في الشؤون الدفاعية نيكولا غرو فيرهايد “من المؤكد أن تكون زيارة ترمب فرصة مرة أخرى للتأكيد على موقفه بأن دولا كثيرة في الحلف بحاجة لزيادة الإنفاق الدفاعي للمساعدة في تقاسم تكلفة الأمن”.
ويضيف نيكولا للجزيرة نت “التصريحات المطمئنة التي صدرت في الآونة الأخيرة عن مجموعة من المسؤولين في الحلف لم تساهم بعد في إقناع الإدارة الأميركية التي تريد نتائج عملية أي زيادة فعلية لميزانية الدفاع في كل الدول الأعضاء”.
في الذكرى الـ68 لتأسيس الحلف الأطلسي ما زالت روسيا تحتل خانة العدو الرئيسي للناتو، وذلك رغم محاولات نسج علاقات جيدة بين الطرفين على مدى العقدين الأخيرين وتأسيس مجلس الشراكة بين روسيا والحلف للمساهمة في تعزيز العلاقات بين الجانبين سياسيا وعسكريا والذي بدأ اجتماعاته عام 1988.

لكن تأكيد روسيا على ضرورة أن يبتعد الغرب عما يسمى المجال الروسي، أي الدول القريبة من حدودها، وعدم العمل على ضمها إلى المنظومة الأطلسية ما زالا حجرة عثرة في تحسن العلاقات بين الطرفين حسب الخبير في الشؤون الدفاعية جيانلوكا كازانيغا.
ويضيف كازانيغا للجزيرة نت “نشر الطرفين للقوات في المنطقة الحدودية لروسيا لن يساهم بالتأكيد في تهدئة الأمر، وفقط حرب ضد عدو مشترك كتنظيم الدولة الإسلامية مثلا يمكن أن تعيد بعض الحياة لهذه العلاقات”.
أما أنقرة التي تمر علاقات مع الاتحاد الأوروبي بفترة صعبة فإنها قررت توسيع دائرة علاقاتها باتجاه الشرق، فيما لا ترغب دول المنظومة الأطلسية في التخلي عن عضوية تركيا بالحلف نظرا لموقعها الجيوإستراتيجي الذي يهم الغرب وكذلك لقوة جيشها.
ويؤكد نيكولا غرو فيرهايد أن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أكد بنفسه أن “المحادثات الجارية بين تركيا وروسيا لا تتعارض في الواقع مع كون أنقرة حليفة رئيسية للناتو ومع التزاماتها تجاه الحلف، كما أن إجراء محادثات وحوار مع روسيا هو في الحقيقة جزء من نهجنا”.
ويوضح غرو فيرهايد أن “أنقرة أيضا غير مستعدة حاليا للخروج من حلف الناتو، ولكنها تسعى فقط لجس نبض الحلفاء الغربيين بشأن مدى متانة علاقتهم بأنقرة”.

وفي مواجهة كل هذه التحديات المصيرية الجديدة لا يبدو أن الحلف المذكور قد أعد أي إستراتيجية لمواجهتها سوى الاعتماد على عامل الوقت.

الجزيرة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة