غزو أوكرانيا عسكريا: السبب العميق لأطماع بوتين!

كرم جورج7 ديسمبر 2021آخر تحديث :
أوكرانيا

تزداد التوترات على الحدود الروسية مع أوكرانيا وسط الحديث عن إمكانية شن الروس حربا برية على الأوكرانيين، مما يدفع للتساؤل حول أهمية تلويح موسكو بإمكانية غزو جارتها، أبرزها يكمن في رغبة الكرملين بإزالة “ضرر ناجم عن ظلم تاريخي”، وفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في محاولة منها للتوضيح

وقالت الصحيفة في تقريرها نقلا عن مدير مكتبها في موسكو أنطون ترويانوفسكي، أن هناك قناعة راسخة لدى الكرملين بأن روسيا تهتم بمصير الجارة الجنوبية الغربية أكثر من الاهتمام الغربي بتلك الدولة.

وأشارت إلى تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير وموتين ومساعديه المقربين، في أغلب أحاديثهم ومقابلاتهم ومقالاتهم خلال العام، التي تركز على أوكرانيا، حيث ان فكرة الكرملين تقوم على أن أوكرانيا هي شعب واحد مع الروس لكنهم يعيشون في دولة “فاشلة” تتحكم فيها قوى غربية تريد تفتيت عالم ما بعد الاتحاد السوفيتي وهزيمته وفقا لزعم الصحيفة الأمريكية في تقريرها.

أوكرانيا

لكن الأوكرانيين الذين أطاحوا بالرئيس الموالي لموسكو في عام 2014 وأتوا برئيس موال للغرب، يرون أن هذا الكلام غير صحيح، وفقا للتقرير، لكن قناعة بوتين يوافقها العديد من الروس الذين يرون أنهم مرتبطون بشكل وثيق بأوكرانيا عبر وسائط لغوية واشتراك ثقافي وعائلي عميق، مع المصالحة الاقتصادية والسياسية.

وأكدت الصحيفة أن روسيا حشدت 175 ألف جندي ووضعتهم على أهبة الاستعداد على الحدود، مما يعني احتمال غزو حاشد يخشاه الغرب، مؤكدة أن التحركات تلك قد تكون ابتزازا مدروسا من جانب بوتين بدعوى حرب حقيقية وأن الغرض منه إرغام الرئيس الأمريكي جو بايدن على الاعتراف بأن أوروبا الشرقية تقع ضمن دائرة الاهتمام الروسي، لكن بوتين يرى أن الصراع مع أوكرانيا ليس مجرد نزاع جيوسياسي يتعلق بمشاعر وطنية جريحة وبظلم تاريخي يجب تصحيحه.

وقال غليب بافلوفسكي مستشار بوتين السابق في تصريحات سابقة، أن الكرملين يرى أوكرانيا على أنها جرح غائر.

أوكرانيا

أما بالنسبة للأوكرانيين فإن تشدق بوتين بالتاريخ المشترك لا يعدو كونه محاولة فارغة لانتحال تراث بلادهم وتبرير أطماعه، وتعلق أليونا جيتمانشوك مديرة مركز أوروبا الجديدة في كييف، على ذلك قائلة أن الروس سرقوا الماضي الأوكراني ويسعون لسرقة المستقبل أيضا.

بينما يرى الروس أن الروس يرون أن عاصمة أوكرانيا ما هي إلا مهد الشعب الروسي، ومنها أدباء عمالقة كتبوا باللغة الروسية من أمثال يكولاي غوغول وميخائيل بولغاكوف، كما انحدر منها ليون تروتوسكي، المعروف بأحد أهم قادة الثورة البلشيقية والزعيم السابق ليونيد بريجينف.

ووفقا لاستطلاعات رأي سابقة فإن استخدام القوة العسكرية لإستعادة أوكرانيا إلى حظيرتها قد يضر بشعبيته في الداخل، وهو أحد الأسباب التي يرى المحللون الروس أن الإقدام عليها وبدء حملة عسكرية على أوكرانيا يعني ثمن مرعب.

وقالت إيليا بونوماريف عضو البرلمان الروسي السابق للصحيفة أن أحد أهم المشاكل العميقة التي تدفعهم نحو الصراع، هي أن الهوية الروسية ليست بمعزلة عن الهوية الأوكرانية.

يذكر ان البرلمانية الروسية بونوماريف كان الوحيد الذي صوت ضد ضم روسيا للقرم، قبل أن يفر إلى أوكرانيا ليحصل على الجنسية ويعيش هناك.

وأشارت الصحيفة إلى أن ملايين الروس والأوكرانيين لديهم أفراد من عائلاتهم في الدولة الأخرى، حيث أن زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني كان يقضي الصيف أيام طفولته في أوكرانيا بمسقط رأس والدته، وعلى الرغم من أنه احد أهم المنتقدين لسياسات بوتين إلا أنه لا يرى اختلافا بين الروس والأوكرانيين مطلقا.

أوكرانيا

وأوضحت نيويورك تايمز أن الرئيس الروسي كتب مقالا في يوليو الماضي، يذكر فيه السبب اعتباره الأوكرانيين والروس شعبا واحدا، واصفا الانقسامات الحالية بأنها كارثة مشتركة كبيرة، ولم يتوقف بوتين في أي موقف عن خطف حظوة عاطفية لدى الروس تجاه أوكرانيا لتحقيق أطماعه الخاصة على الصعيد الدولي ولصالح سياسته الداخلية، وفقا للمصدر ذاته.

وفي مقاله المذكور زعم بوتين أنه سعى من أجل جعل أوكرانيا مركز متقدم على روسيا، مضيفا أنه ليس يبالغ عند القول ان الاندماج القسري وتأسيس دولة خالصة للعرق الاوكراني تكن العداء للروس، يشبه أن يتم استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد روسيا.

موضوعات تهمك:

بسبب أوكرانيا قمة بايدن وبوتين على صفيح ساخن

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة