عملية شعفاط: مشهد بطولي من “هوليوود”

محمود زين الدين13 أكتوبر 2022آخر تحديث :
شعفاط

حاجز شعفاط أحد الحواجز العسكرية الإسرائيلية سيئة السمعة، التي تتعمد إذلال الفلسطينيين، والتنكيل بهم، وإطلاق النار عليهم في بعض الأوقات.
عملية شعفاط جزء من مقاومة تتصاعد بشكل كبير في الضفة الغربية ردا على ممارسات الاحتلال الإجرامية على الحواجز واقتحامها للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.
المقاومة ترد على زعران المستوطنين إذ يعيثون فسادا بالأراضي الفلسطينية ويدنسون المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي الشريف.

شعفاط
* * *

بقلم: علي سعادة
يدفع مخيم شعفاط الآن ثمن البطولة التي شهدها الحاجز العسكري على مدخل المخيم المعزول تماما عن باقي فلسطين.
نشأ مخيم شعفاط متأخرا عن باقي المخيمات فقد بدأت حركة النزوح إلى المخيم ما بين عامي 1965 و1966، وهو بحسب وكالة الغوث الدولية (الأونروا) المخيم الوحيد الذي يحمل قاطنوه “الهوية الإسرائيلية” أو ما يسمى بـ”الهوية المقدسية”.
يحمل اسمان وفقا للقريتين الواقع بينهما، فهو مخيم شعفاط، وأيضا مخيم عناتا، إذ يقع على مساحة تقارب الـ200 دونم في أراضي قريتي عناتا وشعفاط ضمن حدود القدس المحتلة.
ويعيش الآن نحو 130 ألف فلسطيني في مخيم شعفاط وبلدة عناتا شمال شرقي القدس المحتلة عقابا جماعيا، حوّل حياتهم إلى “سجن كبير”، ردا على عملية إطلاق النار على حاجز شعفاط العسكري، مساء السبت، والتي أسفرت عن مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة اثنين آخرين، أحدهما بجراح خطيرة.
ومنذ مساء أمس، والمشهد في شعفاط وعناتا يبدو صعبا للغاية، فهو محاط بالحواجز العسكرية، ومعزول حاليا بشكل كامل، وتجري عمليات تفتيش ومداهمات متواصلة للمنازل بحثًا عن منفذ عملية إطلاق النار على حاجز شعفاط.
وأغلقت قوات الاحتلال الحاجز العسكري على مدخل شعفاط، وبلدة عناتا من الجهة الشرقية للمخيم، ومنعت السكان من الدخول أو الخروج، ما حال دون خروج الموظفين والعمال وطلبة المدارس إلى أعمالهم ومدارسهم في مدينة القدس ومدن الضفة الغربية المحتلة.
ويشير إلى أن المنطقة المحاصرة تضم عشرات المراكز الصحية والمدارس الخاصة والحكومية، وأخرى تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، والمحال التجارية المختلفة، كلها تضررت بسبب الحصار.
ويتجول جنود الاحتلال منذ ساعات فجر في أزقة المنطقة وشوارعها ويداهمون المنازل بطريقة وحشية، ويقومون باعتقال الشبان .
والليلة الماضية، شهد مخيم شعفاط مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، تخللها إطلاق كثيف للأعيرة المطاطية وقنابل الصوت والغاز في شوارع المخيم، وباتجاه البنايات السكنية. مما يبث حالة من الرعب والخوف في صفوف الأطفال والنساء، كونها تتم بطريقة وحشية وممنهجة.
وأثارت مشاهد سُربت، يوم الأحد، لعملية حاجز شعفاط عاصفة من الانتقادات في الكيان الإسرائيلي، بعد عجز عشرات الجنود عن مواجهة مقاوم فلسطيني واحد يحمل مسدسا.
وقال مراسل القناة “13” لشؤون القدس إن المشاهد القاسية للعملية تدلل على إخفاق رهيب، وأكد أن “الجنود فشلوا في مهمة منع العملية، وفشلوا في استهداف المنفذ”، واصفا المشاهد بـ”القاسية جدا”.
أما المراسل العسكري للقناة “11”، فقال: “لم يتمكن 6 جنود من استهدافه رغم أنهم كانوا على مسافة صفر منه. لقد نجح في الفرار.. هذا أمر فظيع”.
بدوره، قال المراسل العسكري تال ليف رام إن: “الفيديو يدلل على وجود خلل خطير في أساليب عمل الجيش، وكيفية تمكن مسلح واحد من اختراق صفوف عشرات الجنود، والخروج سالما من بينهم”.
وأظهر مقطع فيديو من كاميرا مراقبة على حاجز شعفاط شمال شرقي القدس المحتلة لحظة إطلاق مقاوم فلسطيني النار على جنود الاحتلال الإسرائيلي من “مسافة صفر”.
وترجل المقاوم من السيارة التي توقفت عند الحاجز ثم توجه بهدوء نحو مجموعة من الجنود، وأشهر مسدسه وأطلق النار نحو رؤوسهم، وفق الفيديو.
والفيديو الذي نشره مستوطن إسرائيلي على “تويتر”، متجاوزا الرقابة العسكرية التي لم تنشر مقاطع كهذه من قبل، أشبه ما يكون بمشهد هوليودي لأحد أفراد القوات الخاصة.
وأظهرت ثواني المقطع فرار الجنود المدججين بأحدث الأسلحة ووسائل الحماية الشخصية أمام شجاعة المنفذ الذي شق طريقه إليهم بكل هدوء وشجاعة، ثم انسحب من المكان.
ويُعد حاجز شعفاط أحد الحواجز العسكرية الإسرائيلية سيئة السمعة، التي تتعمد إذلال الفلسطينيين، والتنكيل بهم، وإطلاق النار عليهم في بعض الأوقات.
عملية شعفاط هي جزء من مقاومة تتصاعد بشكل كبير في الضفة الغربية ردا على ممارسات الاحتلال الإجرامية على الحواجز وأثناء اقتحامها للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وردا على زعران المستوطنين الذي يعيثون فسادا في جميع الأراضي الفلسطينية، ودخل على المشهد تدنيس المستوطنين وغيرهم للمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي الشريف.

* علي سعادة كاتب صحفي من الأردن

المصدر: السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

من يسيطر على الضفة يسيطر على القدس

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة