ذكرى الهجرة النبوية

محمود زين الدين2 أغسطس 2022آخر تحديث :
الهجرة النبوية

رحم الله الفاروق، فقد اختار بعد أن استشار حادثة الهجرة لتكون تأريخا للمسلمين، وليس عن عبث كان ذلك الاختيار.
الهجرة حدث أسس لدولة ولحضارة ولدين ونور أراد الله له أن يتم، ولدعوة أراد الله أن يبقى بيت مدر ولا وبر في هذا العالم إلا ووصله.
كان الدين الجديد بحاجة إلى سطوة وسيادة ودولة ليتم الله نوره ويكمل دينه ويتم نعمته، وأراد الله أن يتم هذا كله بالهجرة إلى المدينة؛ إلى دار الإسلام.

* * *

بقلم: عبدالله المجالي
رحم الله الفاروق عمر بن الخطاب فقد كان مسددا وملهما من الله لا من غيره.
رحم الله الفاروق إمام التميز، فقد كان يسعى وراء تميز المسلمين عن غيرهم، كان يكره التقليد؛ تقليد غير المسلمين، ومن هنا جاء تفكيره في إيجاد تأريخ خاص للمسلمين يميزهم عن غيرهم، ولا يبقون أسرى تقاليد وتاريخ غيرهم.
رحم الله الفاروق، فقد اختار بعد أن استشار حادثة الهجرة لتكون تأريخا للمسلمين، وليس عن عبث كان ذلك الاختيار.
كانت هناك حوادث مهمة في تاريخ المسلمين، فقد كان ميلاد النبي ﷺ إيذانا بميلاد أمة، وكان نورا سطع في مكة لينتشر في أصقاع العالم، لقد رُجمت الشياطين كما لم ترجم من قبل في ذلك اليوم، واهتزت عروش كسرى وقيصر، وانطفأت نار المجوس وهي لم تنطفئ من قبل، كان حدثا عظيما، لكن الفاروق لم يختره للتأريخ للمسلمين.
كذلك كانت معركة بدر، وقد سماها القرآن معركة الفرقان، وكانت أول انتصار للمسلمين، لكن الفاروق لم يخترها.
كان فتح مكة حدثا عظيما، وكان يوما من أيام المسلمين الخالدة، لقد كان إيذانا بأن العقبة الكؤود أمام الدين الجديد قد أزيحت، وإيذانا بسيادة الدين الجديد على جزيرة العرب، وإيذانا بدخول الناس في دين الله أفواجا، لكن الفاروق لم يختره.
لقد اختار الفاروق حدث الهجرة ليؤرخ للإسلام، لهذا يمكن القول بأن حدث الهجرة هو من أعظم الأحداث في الإسلام؛ صحيح أن ميلاد الرسول ﷺ كان حدثا عظيما انعكس على البشرية جمعاء.
لكنه الفاروق الذي خاطب الحجر الأسود قائلًا: “أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك”، يذهب بعيدا في تقديم حدث الهجرة على حدث المولد ليكون تأريخا للمسلمين.
أما معركة بدر وفتح مكة فما كانتا لولا نجاح حدث الهجرة.
أما الهجرة فالإسلام بعدها ليس كما قبلها.
الهجرة حدث أسس لدولة ولحضارة ولدين ونور أراد الله له أن يتم، ولدعوة أراد الله أن يبقى بيت مدر ولا وبر في هذا العالم إلا ووصله. وما كان كل ذلك ليتحقق، والله تعالى أعلم، لو بقيت الدعوة في مكة تحت سطوة وسياط وسيادة كفار قريش، حتى لو ازداد عدد الداخلين في الدين الجديد.
كان الدين الجديد بحاجة إلى سطوة وسيادة ودولة ليتم الله نوره ويكمل دينه ويتم نعمته، وأراد الله أن يتم هذا كله بالهجرة إلى المدينة؛ إلى دار الإسلام.
رحم الله الفاروق الذي كان إمام المجتهدين، وسيد من اتخذ قرارا في أمور محدثة لم تكن في عهد النبي ﷺ.

* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

المصدر: السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

كيف نفهم سيرة النبي محمد ﷺ؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة