داود عبدالسيد لم يعتزل ولكن..

رحاب علي2 يناير 2022آخر تحديث :
داود عبدالسيد

نشرت عدد من المواقع الإخبارية المصرية والعربية خبر “اعتزال” المخرج المصري المخضرم داود عبدالسيد استنادا إلى تصريحات له في برنامج المساء مع قصواء، عبر قناة سي بي سي المحلية المصرية، إلا أن المحررين الفنيين تسرعوا في الحكم على كلمات فيلسوف السينما المصرية، كما يحب أن يلقبه محبوه.

داود عبدالسيد قال في تصريحاته أنه حاليا لا يستطيع التعامل مع الجمهور الموجود، ونوعية الأفلام التي يفضلها من أجل التسلية فقط، مضيفا في اللقاء، ذاته أن المنتجين عزفوا عن أعماله، حيث يذهب التمويل للأفلام التي تنتج للتسلية وتعجب الجمهور، حيث أصبح يبحث عن التسلية في ذاتها لا مناقشة القضايا، ولا البحث عن شئ حقيقي في النفس البشرية.

داود عبدالسيد

وانتقد المخرج المصري تأثر الكثيرين بالسينما في هوليود، من خلال مشاهد صورية لا تقدم أي قيمة حقيقية مثل مشاهد يحطم فيها البطل سيارات أو يحمل أسلحة ويطلق النار، بشكل منقول حرفيا من السينما الامريكية، إلا أن السينما الأمريكية تقدمها بشكل احترافي وحبكة فنية قوية، على حد قوله.

داود عبدالسيد أكد أن جمهوره من الطبقى الوسطى التي كانت متعددة الشرائح، حيث للجمهور هموم واهتمامات، لتخاطب أفلامه تلك الفئات وعلى الرغم من أنهم ليسوا كلهم جمهوره، لكن الغالبية التي تفاعلت مع أفلامه كانت من الشباب والمثقفين، لكن فيلمه مواطن ومخبر وحرامي لقى تفاعلا واسعا من الجمهور لوجود شعبان عبدالرحيم به، لكن اختيار عبدالسيد له في ذلك الدور جاء لأنه الأنسب وليس لأنه الممثل الأفضل.

داود عبدالسيد لم يعتزل السينما كما كتب المحررون، لكن الرجل الذي اعتمد على الواقعية السحرية على مدار ربع قرن، يعتزل تلك الفئة من الأفلام التجارية التي لا تقدم واقعا ملموسا ولا قضية حقيقية، وعلى ما يبدو فإنه يوجه صرخة للسلطة المسيطرة على صناعة السينما في مصر، بأن تترك حيزا ولو ضئيلا يصنع منه فيلم يعبر عن الواقع الذي يعيشه المصريون في الوقت الحالي، وإلا فإنه معتزل ومكتفي بأفلامه التي صنعها.

داود عبدالسيد

لم يقدم الفيلسوف السينمائي أفلام كثيرة بحال، فهو الذي يدقق بأعماله أشد تدقيق ويعمل إلى جانب إخراج الأفلام على كتابة القصة والسيناريو، بداية من فيلم الصعاليك عام 1985 مرورا بسارق الفرح ثم قصة إبراهيم أصلان “مالك الحزين” التي حولها بسيناريو خاص إلى رائعته “الكيت كات”، وحتى آخر أفلامه عام 2015 قدرات غير عادية، وأرض الأحلام التي كتب السيناريو الخاص بها هاني فوزي، يحاول أن يقدم بعدا آخرا للناس بعدا عميقا ومهما ويحاول إبراز قضية واضحة، مع إسقاطات سياسية، واحتجاج ظاهر على الأخطاء ونظرة خاصة للجمال، وعلى ما يبدو لا يزال في جعبته فيلما آخر أو فيلمين، لكن الواقع يقف أمامهم.

موضوعات تهمك:

أدهم النابلسي يتصدر التريند: هكذا علقوا على فيديو الإمامة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة