محنة الفتن …. لعن الله من أيقظها

أحمد شيخون30 يوليو 2018آخر تحديث :
خلق القرآن

فتنة القول بـــــ ” خلق القرآن ” من أعظم الفتن التي بُليت بها هذه الأمة ومن أعظم أسباب تفرّقها، ولو نظرنا إلى أعظم أسباب ظهور فتنة خلق القران لوجدنا أن سبب ذلك هو ظهور عدد من الفرق التي كان لاختلافها أثر سيّء على الأمّة الإسلامية، وجنت الأمة ثمار فُرقة أبنائها!

ولكن عصم الله طائفة من المسلمين لم يزالوا ظاهرين على الحقّ، وكانت حجتهم ظاهرة على من خالفهم، وكتب الله الخروج من هذه محنة خلق القران على يد هذه الطائفة التي عصمها الله من الوقوع في هذه المحنة، رغم الصعوبات التي كانت تحيط بهم، والتي من عاشها يكاد يُجزم أنَّ الأمةَ إن وقعت في هذه المحنة فلن تقم لها قائمة.

والناظر لنشأة محنة خلق القران سيرى أن من أسباب بدايات القول بخلق القرآن توغل البعض في الآراء الفلسفية الدخيلة على الإسلام والتأثر بها تأثيرًا طغى على مسلماتٍ في الدين، فأول من قال بخلق القرآن هو الجعد بن درهم، والذي كان يعيش في حي للنصارى، حيث تأثر هناك بجو الآراء الفلسفية المسيحية والتي كانت تثار حول طبيعة الإله.

ثم تبنت هذه الفكرة بعد ذلك فرقة المعتزلة وقالت أن القرآن مخلوق وليس كلام الله المنزل على نبيه محمد كما يؤمن المسلمون واعتمدوا في اثبات ذلك على علم الكلام اعتمادًا كليًا وبدأوا بنشر تلك الفكرة في عهد الخليفة العباسي المأمون والذي تأثر بقولهم وطالب بنشر هذا الفكر وعزل أي قاضٍ لا يؤمن بهذا القول.

فوجود مثل هذه الآراء الفلسفية الدخيلة على الإسلام ساعد في نشأ محنة القول بخلق القرآن.

ورغم ما كان يُحاك لهذه الأمة من أحداثٍ حول محنة خلق القران وكثرة من وقع فيها إما عن قصدٍ كالمعتزلة أو غير قصدٍ كمن نطق وتكلم بخلق القرآن عن جهلٍ بالحكم أو من تكلم بذلك خوفًا على نفسه أو على أهله أو على وظيفته، فرغم هذه الكثرة وتوافر أسباب الغلبة والانتصار؛ إلا أنَّ الله عز وجل نصر الفئة القليلة الضعيفة التي عُذِّبت ولاقت ما لاقت في سبيل الثبات على الحق، فقُتلَ منهم من قُتل وجُرح فيهم من جُرح، ولكن أظهر الله حجتهم على من خالفهم، وكتب لهم الخروج من هذه المحنة.

والناظر في واقع الأمة اليوم يكاد يُجزم بوجود بعضٍ من أسباب ظهور تلك المحنة في أيامنا بعينها إن لم تكن كل أسبابها.

فها هم أهل النفاق والأهواء والشهوات الذين ينشرون ثقافة الغرب في بلادنا، حتى وصل بنا الأمر إلى أنَّك إن مشيت في شارعٍ ما تصدمك مظاهر التغريب في الشارع، من تقليدٍ لسلوكيات الغرب وعاداتهم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع.
تجد ارتداء الملابس على الموضة الغربية، وبعض تمشي فيها المرأة شبه عارية، وأصبح من النادر رؤية بنت تمشي محتشمة تظهر زيها الإسلامي، والبنت صار لها ولدٌ يصاحبها، وتراهم يتسكعون في الطرقات، حتى أصبح المسلم المتمسك بتعاليم دينه وبعض مظاهر الدين والتي تعدُّ شعارًا للإسلام محلًا للسخرية والتهكم.
وحتى تصير مثقفًا في حديثك عليك بإقحام كلمة باللغة الإنجليزية أثناء الكلام، وفي ذلك هجران للغتنا وتقليل من شأنها، خاصة مع وجود البدائل لكل تلك الكلمات والعبارات في ديننا وفي ثقافتنا.. كل هذه المظاهر وغيرها هي مجرد نماذج لما أصاب هويتنا في مقتل.

ولأننا للأسف نزعم أن التغريب سيكون سببًا لتقدم شعوبنا، سلكنا مسلك الغرب في أسلوب حياتهم وتعايشهم تاركين أسباب التقدم التي اعتمدوا عليها فنجحوا ووصلوا وأصبحوا في مقدمة الأمم.

فلم يتقدم الغرب أبدًا بسبب أن شعوبه كانت تمشي تأكل في الشارع، وإنما كان التقدم في الغرب لأسباب انتهجوها، فكانت سببًا في تقدمهم.

إنَّ التغريب بهذه الصورة يُعَدُّ منهجًا خطيرًا على أمة الإسلام والذي يُعتبر محنة من أشد المحن التي أصابت الأمة، وبسببه تنسلخ الأمةُ عن هويتها شيئًا فشيئًا، بدعوى الحضارة والتمدن.

ولكننا نعلم عن يقين أنه مهما كان حجم الفتن التي تحيط بنا، ومهما كانت خطورتها وسرعة انتشارها، وتخلي البعض منا عن هويته الدينية؛ إلا أننا نؤمن بأن الدين محفوظٌ من قبل الله ولا نشك أدنى لحظة في وعد الله تعالى بالنصر لهذه الأمة.

أقرا/ ي أيضا

سقوط نظام إيران ضرورة حتمية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة