توافق روسي سعودي تركي حول إدلب السورية ينتظر الغرب

سلام ناجي حداد30 أغسطس 2018آخر تحديث :
توافق روسي

في ظل ترقب لهجوم نظامي بدعم روسي وإيراني على إدلب، معقل المعارضة السورية المسلحة في الشمال السوري، فإن تفاهمات بين الدول الفاعلة في سوريا، بدأت بالبزوغ على السطح.

فروسيا التي وصف وزير خارجيتها سيرغيو لافروف، المعارضة المسلحة في إدلب بالـ”الجرح المتقيح”، الذي يجب اجتثاثه، بدأت بإعلان مدى توافقها مع الفاعلين في سوريا حول تلك الفصائل المعارضة، متهما إياها بإحتجاز المدنيين في إدلب، واستخدامهم كدروع بشرية.

 

المحتويات

توافق شبه كامل مع السعودية

 

ففي مؤتمر صحافي عقد بين وزيري الخارجية الروسي سيغيو لافروف ونظيره السعودي عادل الجبير في موسكو أمس، أعلن الوزيرين توافق بلديهما حول ضرورة “إنهاء الإرهابيين في سوريا”.

الجبير ولافروف أبرزا مدى توافق شبه كامل لبلديهما حول الأزمة السورية، كما أبرزا تفاهمات حول العمل العسكري والسياسي في سوريا، والفصل بين فصائل المعارضة المسلحة، والأخرى التي يمثلها وفد سياسي للتفاوض، كما أعلن الجبير تفهمات المملكة من حيث رغبة روسيا إنهاء وجود “هيئة تحرير الشام”، من إدلب.

وقال عادل الجبير بأن المملكة تؤيد القرار الأممي 2254 جول الحل في سوريا، مؤكدة على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة، وأضاف الجبير على أنه يجب الفصل بين المعارضة التي تقبل حلا سياسيا، وبين المعارضة المسلحة التي تحمل أيديولوجيا متطرفة.

وأكد الجبير على أن السعودية تدعم وحدة الأراضي السورية وأمن المواطنين السوريين والاستقرار في البلاد من خلال حل سياسي، مشيرا إلى إتجاه المملكة مع “صديقتها روسيا”، لدفع عملية السلام. كما أشار الجبير إلى أن السعودية وروسيا تتبنيان رؤية موحدة حول تشكيل اللجنة الدستورية السورية.

من جهته شكر لافروف المملكة على الدور الذي قدمته لجمع المعارضة السورية في وفد سياسي ينطلق من الرياض، مؤكدا على أن المملكة لازالت تقوم بنفس الدوري في جمع المعارضة حول رؤوية واحدة بشأن مستقبل سوريا.

 

توافق قديم مع تركيا

 

على صعيد متصل، قام وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، بزيارة مفاجئة لأنقرة استقبله فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكشفت مصادر تركية بأن الزيارة أتت من أجل التباحث حول إدلب السورية، فيما أشار الإعلام التركي إلى أن المباحثات جرى فيها النقاش حول قمة إيران وتركيا وروسيا في السابع من سبتمبر/ أيلول المقبل في إيران.

وبرغم إعلان فصائل مسلحة تعتبرها روسيا فصائل متطرفة، عن تطمينات ودعم تركي حول هجوم محتمل للنظام السوري في إدلب، كما تفيد التقارير بأن المخابرات التركية بمشاركة فصائل من “هيئة تحرير الشام”، وفصائل أخرى تقوم بالإعداد للتصدي لهجوم نظامي محتمل على إدلب، إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغيو لافروف أكد في مؤتمره الصحفي مع الجبير على توافق روسي-تركي كامل بشكل مسبق حول الفصل بين ما سماهم لافروف بالمعارضة المعتدلة والإرهابيين.

وأكد لافروف على وجود تفاهم كامل، بين أنقرة وموسكو حول التحضير لعملية ضد “الإرهابيين”، مع التخفيف من قدر المستطاع من الأخطار على المدنيين في المحافظة، إلى ذلك أشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن تركيا تحرص على الحلف الثلاثي مع إيران وروسيا على أن يكون الهجوم على إدلب محدودا.

 

على صعيد متصل نقلت وكالة الإعلام الروسية أمس، عن وزارة الخارجية الروسية، تأكيدها على وجود قنوات اتصال، وتفاهمات ومباحثات مستمرة بين كل من روسيا وتركيا وإيران حول الوضع في إدلب السورية، بالإضافة لنقاشات مستمرة كذلك مع كل من النظام السوري والمعارضة المسلحة.

 

الغرب

 

وبشأن الولايات المتحدة والتحالف الدولي، قال لافروف أن التواصل مع الولايات المتحدة مستمر عن طريق خط اتصال بين جيشي البلدين، وكانت تقارير اعلامية تركية تحدثت عن نشر القوات الأمريكية في سوريا ردارات تمهيدا لإنشاء منطقة حظر طيران في سوريا، لكن البنتاغون نفى ما ورد بتلك التقارير، مبينا إمكانية حدوث ذلك مستقبلا.

وطالب لافروف التحالف الدولي بعدم دعم “الإرهابيين”، فيما جدد لافروف اتهامات وزارة الدفاع الروسية للمعارضة المسلحة في إدلب بالإعداد لهجوم كيميائي، بدعم وتخطيط من المخابرات البريطانية، يتم إلصاقه بالنظام السوري، والتي نفتها المعارضة مساء الأربعاء.

وأضاف لافروف بأنه لا يجب على الغرب والولايات المتحدة “عرقلة محاربة الإرهاب”، فيما أكد على أن هناك توافق بين جميع الأطراف في سوريا حول “إنهاء وجود (هيئة تحرير الشام)”، في إدلب، داعيا الولايات المتحدة للتوافق بشأن الأمر ذاته.

من جانبه أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إبف لودريان في كلمة له، أن لفرنسا والولايات المتحدة رؤوية مشتركة حول سوريا “على أساسها يجب إرساء السلام”، وتأتي تصريحات لودريان بمثبة تمسك من الحلف الغربي بوجهة نظره حول العمل في سوريا، مشيرا إلى أن الرؤوية تتمثل في انسحاب القوات الأجنبية من سوريا، واتخاذ التدابير اللازمة لحفظ الثقة، فيما أكد على وجوب إجراء “إصلاح دستوري” في جو محايد، من أجل الإعداد لإنتخابات.

وأعاد لودريان حجة داعش إلى الواجهة مجددا، حيث قال بأن الفاعلين في سوريا لم ينهوا تنظيم داعش بشكل ننهائي، ولكنهم أضعفوا نشاطه، مطالبا تركيا وروسيا بفتح حوار أوسع بجعل ما سبق ذكره نواة للحوار.

 

كارثة إنسانية

 

إلى ذلك يظل موقف الأمم المتحدة والمنظمات التابعة له ثابتًا حول الهجوم العسكري المحتمل على إدلب، وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريتش، عن قلق عميق، إزاء هجوم محتمل على المحافظة، وبحسب المتحدث بإسمه “إستيفان دوغريك”، قال غويتريتش، أنه على الضامنين الثلاث لأستانة “روسيا وتركيا وإيران” جعل حماية المدنيين أولوية لهم.

وفي عدة تقارير أممية سابقة لمنظمات “الصحة العالمية”، و”الأمم المتحدة للطفولة”، و”مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان”، بالإضافة لمنظمات حقوقية دولية ومحلية، جاءت تحذيرات من كارثة إنسانية، جراء هجوم محتمل للنظام السوري على إدلب، فيما حذرت المنظمات من أن سكان إدلب بمن فيهم مليون طفل معرضون لخطر الموت، فيما قالت التقارير أن 800 ألف قد يضطرون للنزوح بإتجاه الحدود التركية.

وقد دعا غويتريتش بحسب دوغريك، النظام السوري والأطراف في سوريا إلى ضبط النفس، وتكثيف الجهود للتوصل لحل سلمي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة