بُلهاء الأسـد المفيدون

الساعة 2525 سبتمبر 2012آخر تحديث :
lkbnwlksa bkjnewjke 3476

lkbnwlksa bkjnewjke 3476بقلم: جيس هيل
كيف حرّف كتّاب اليسار “المعادين للإمبريالية” الخطاب العام حول سوريا، وفي الوقت نفسه، قاموا بتوفير غطاء فكري لنظام الأسد.

كانت عطلة نهاية الأسبوع الأولى من شهر آب/أغسطس، على الطريق السريع المؤدي إلى خارج مدينة دمشق. كانت الدبابات السورية تزحف شمالاً باتجاه مدينة حلب. مع حشد عشرين ألفاً من القوات الحكومية خارج المدينة، كانت المقاتلات السورية تدمر المنطقة التجارية من حي صلاح الدين، وهو أحد معاقل الثوار. على بعد أمتار من منطقة القتال، وجد مراسل شبكة رويترز زوجين من الأهالي يرتعدان من الخوف.

“فقط لأنه يمتلك القوة، فهو ماض في تدمير شوارعنا، وبيوتنا، وقتل أطفالنا”، صاحت فوزية (أم أحمد) بينما كانت تنتظر سيارة ما تقلهم إلى مكان آمن.

في عطلة نهاية الأسبوع تلك، كانت الشمس في مدينة سيدني ساطعة، وكذلك كان حال المئات من السوريين الأستراليين. ففي حشد منظم من قبل مجموعة تدعى “كفوا أيديكم عن سوريا Hands Off Syria”، جابوا شوارع المدينة، ملوحين بصور للرئيس السوري بشار الأسد، حاملين لافتات كتب عليها “شكراً روسيا والصين لاستخدامكم الفيتو” و “ليعلم العالم كله ويسمع: سوريا هي بلدنا، وبشار هو قائدنا”.

“إنه طبيب، لقد درس في بريطانيا”، تقول نجاة لصحيفة أخبار الحقيقة Truth News بلكنة سورية-استرالية واضحة، وتضيف بأن الرئيس الأسد تم انتخابه بشكل ديمقراطي من قبل 75% من الشعب السوري، “إنه لا يقتل شعبه، لدينا ميليشيات في سوريا، إنهم إرهابين”.

محاطاً بمؤيدي الأسد المبتهجين، الدكتور توم أندرسن Dr Tim Anderson ، أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة سيدني، وعضو في مجموعة “كفوا إيديكم عن سوريا Hands Off Syria” ألقى كلمة مؤثرة دعماً للرئيس السوري.

وبدأ خطابه بـ “إن الناس في هذا البلد يجهلون حقيقة ما يجري في سوريا”.

“ذلك ليس جريمة بحد ذاته، ولكن ما لا يمكن قبوله هو الاستخدام اللأخلاقي لهذا الجهل.. هؤلاء الناس يقولون بأن على الأسد أن يتنحى، وهم لا يملكون أي أساس أخلاقي للمطالبة بذلك”.

يستمر بإلقاء كلمته بينما يقوم الحشد بتحيته.

إلى هنا، يضيف “ما لم يفهمونه هو أن أساس حقبة ما بعد الاستعمار.. أن يكون للشعب حقه في تقرير مصيره”.

لنقف هنا لحظة، ألا تقوم المعارضة السورية بقتال الأسد في سبيل حقها في تقرير مصيرها؟

لا تحاول أن تفهم معنى ذلك بشكل منطقي، فكر بالموضوع بشكل إيديولوجي.

يُعتبر أندرسن من الإيديولوجيين ideologuesالذي يؤمنون بأنه ليس هناك عدو أعظم من الإمبريالية الأميريكية. وهذا يعني بأن الانتفاضة السورية تشكل تهديداً حقيقياً لما يسمى “محور الممانعة” – إيران، سوريا وحزب الله – ووفقاً لهؤلاء، فإن هذا المحور هو القوة الوحيدة التي تعيق طموحات الإمبريالية الأمريكية في الشرق الأوسط. فهم يعتقدون أن بسقوط الأسد، فإن الولايات المتحدة، وإسرائيل والمملكة السعودية سيكونون أول المستفيدين من ذلك.

يتم خوض هذه الحرب الإيديولوجية باحترافية وعلى مستويات متنوعة من قبل اليساريين، وعلى نحو أكبر بكثير عن مدى التأثير الذي قد يحدثه شخص مثل الدكتور أندرسن، ومثال على ذلك، سيموس ميلن Seumas Milne المحرر والكاتب في صحيفة الغارديان البريطانية، و جون بيلجر John Pilger الصحفي الحائز على العديد من الجوائز، وطارق علي، المؤرخ العسكري والمفكر، إلى جانب جورج غلاوي George Galloway النائب البريطاني.

للوهلة الأولى، يبدو أن من التساهل بمكان الانتقال من العمل على نقل الحقائق إلى العمل على التعليق على التقارير الواردة. الكثير منا يرغب بتجاهل هؤلاء الكتّاب. ولكن، ينتاب الكثير من الصفحيين الذين ينقلون الأخبار من سوريا حالة من الإحباط على نحو متزايد، حيث يتم تجاهل تقاريرهم من قبل الإيديولوجيين المعادين للإمبريالية لكونها مجرد تقارير دعائية، حيث يعتقد هؤلاء بأنهم الوحيدون الذي يعرفون “الحقيقة”.

العديد من السوريين الذي قابلتهم يعون بأن مصيرهم مرتبط بكيفية نقل الحقائق حول الصراع الدائر.

باستخدامهم لتكتيكات تتنوع من كونها علنية إلى أخرى سرية، يعمد هؤلاء الإيديولوجيون إلى تحريف الرواية الحقيقية حول سوريا، بهدف التغلب على “الغرب الإمبريالي، وفي سياق هذه العملية، يقوم هؤلاء بتوفير الأعذار والغطاء الفكري لنظام الأسد.

وما هو أسوأ من ذلك، فإن “حقيقتهم” التي يروجون لها تركز على صلب المزاج العام السائد، مع وجود العديد ضمن الرأي العام من المقتنعين بأن الصراع في سوريا الآن أقرب إلى أن يكون حرباً بالوكالة بين قوى العالم العظمى.

إننا لا نقول هنا بأن أولئك الصقور الذي يطبلون للتدخل في سوريا لا يحملون ذنب ترويجهم للدعاية الخاصة بهم، لأنهم كذلك بالفعل. ولكن صقور اليمين لا يدّعون بشكل نموذجي بأنهم أبطال لنصرة المضطهدين. بينما أولئك المذكورين أعلاه يفعلون ذلك، وبنفَس واحد، يقومون بكل ابتهاج بتقويض ثورة مدنية ضد ديكتاتور متوحش، وكل ذلك لأن هذا الديكتاتور (ولو على الورق على الأقل) معاد لإسرائيل وللولايات المتحدة.

“إن ذلك استسلاماً سياسياً وأخلاقياً مريعاً” يقول حسين إيبش، وهو زميل بارز في فريق العمل الأمريكي لأجل فلسطين.

“إن الموقف الذي يجعل كل الأنظمة المعادية للغرب تستحق التأييد بشكل تلقائي يعد انحطاطاً بكل القيم اليسارية الأخرى إلى موقع متدن، ومفرط السذاجة،… لأن ذلك يعني دعم الجناح اليميني الفاشي، طالما أنه لديه العدو نفسه”.

أضحت سوريا واحدة من أصعب مناطق الصراع الموجودة في الذاكرة الحية لنقل الأخبار منها، ويعود ذلك بشكل كبير إلى القيود الصارمة التي يفرضها نظام الأسد. ففي وقت مبكر من هذا العام، كنت قد كتبت كيف تسهم تلك القيود بجعل الأمور بالغة الصعوبة بالنسبة للمراسلين للتمييز بين الحقائق والدعاية، ومدى أهمية الحفاظ على نظرة نقدية لكلا الطرفين (حرب سوريا الدعائية، 12 نيسان/إبريل April 12.)’Syria’s Propaganda War‘).

إن الضبابية المحيطة بالحرب الدائرة في سوريا توفر غطاء لنظريات المؤامرة، والتي يتم نشرها بشكل متزايد ومتكرر على أنها حقائق.

هنا في بيروت، يقوم أسوأ الجناة ضمن هذه الفئة بالكتابة لصالح صحيفة “الأخبار” اليسارية الموالية لحزب الله. في رسالة الوداع اللاذعة التي كتبها إلى الصحيفة، انتقد المحرر السابق ماكس بلومنثال Max Blumenthal صفحات الرأي في الصحيفة ووصفها بأنها “مساحة مغلقة مخصصة للداعمين للديكتاتور”.

العديد من المنافذ الإعلامية الأخرى في الشرق الأوسط تستحق هذا الوصف، ولكنها كثيرة بحيث لا نملك المساحة الكافية هنا لتسليط الضوء عليها. وعوضاً عن ذلك، سنقوم بالتركيز على أولئك الإيديولوجيين أصحاب وجهات النظر التي تشوه الحقائق حول سوريا بشكل فاضح في العالم الغربي.

فيما يلي الرواية التي يروجون لها:

من الممكن أن تكون الثورة السورية قد بدأت على شكل مظاهرات سلمية، ولكن هؤلاء الناس جرى تحييدهم منذ ذلك الحين من قِبل تمرد إسلامي- سني متطرف. ويقاتل هؤلاء المتمردين المتطرفين لحساب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المملكة العربية السعودية وقطر، والذين يقومون بتسليحهم للعمل على إزاحة نظام الأسد المعادي للإمبريالية بهدف إضعاف دولة إيران. إن الموضوع برمته هو جزء من المشروع الإمبريالي الذي بدأ منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، وكما تم تلفيق فكرة وجود أسلحة الدمار الشامل لدى صدام حسين بهدف تبرير غزو العراق واحتلاله عام 2003، يتم الآن اتهام نظام الأسد بارتكاب الفظائع بحق المدنيين لتبرير الغزو الآخر.

لنكن واضحين، في العام 2003، كان الدليل على وجود أسلحة دمار شامل ملفقاً، وتم ترويج الحرب للعالم بمسميات “إنسانية”. العديد أو الغالبية من وسائل الإعلام فشلت في تحميل إدارة بوش المسؤولية بشكل مطلق.

بعض السياسيين والصحفيين والنشطاء القلائل الذين قاموا بذلك -بمن فيهم أولئك الإيديولوجيين الذين أنتقدهم هنا- تعرضوا للإدانة على نطاق واسع، ومن ثم تمت تبرئتهم بعدما تم الغزو واشتعلت النيران في العراق.

هؤلاء -ونحن- ينبغي أن نكون غاضبين للطريقة التي جرى فيها تجاهلهم.

ولكن، نحن لسنا في العام 2003. فمن المخادع أن يقوم هؤلاء الإيديولوجيين بتصوير الانتفاضة السورية على أنها مكملة لغزو العراق.

لقد تغير العالم العربي منذ العام 2003، ففي عصر التغيير الذي يشهد سلسلة متتابعة من الأحداث، والذي بات يعرف “بالربيع العربي”، عدد كبير من مواطني الشرق الأوسط انتقلوا بشكل مفاجئ من إلقاء اللوم لحالهم المزري على التدخل الخارجي، إلى إلقائه على الديكتاتوريات التي جثمت على صدورهم لعشرات السنين و(بمساعدة خارجية).

ولكن بالنسبة لليساريين المؤيدين للسلطة الأبوية مثل سيمس ميلن Seumas Milne من صحيفة الغارديان، فوحدها الشعوب العربية التي أصبحت متمكنة هي تلك الشعوب التي أطاحت بديكتاتور موالٍ للولايات المتحدة، مثل الرئيس المصري السابق حسني مبارك. أما بالنسبة للسوريين الذين يناضلون للتخلص من الرئيس الأسد، عدو الولايات المتحدة، فليسوا شعباً متمكناً – إنهم مجرد وقود يتم زجهم في تنفيذ لعبة كبيرة من جديد.

حيث كتب: “بالنسبة للسوريين الذين يريدون العيش بكرامة وديمقراطية في وطن حر، فإن اعتماد انتفاضتهم المتزايد على الدعم الخارجي يعتبر كارثة – أسوأ من تلك التي كانت في ليبيا”.

(في الواقع، أغلب الليبيين بالفعل لا ينظرون إلى التدخل الخارجي على أنه كارثة، ففي هذا الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة غالوب Gallup ، تبين أن 75% من الليبيين يوافقون على التدخل العسكري من قبل حلف شمال الأطلسي – الناتو – وقد لمست هذا الشعور على نطاق واسع عندما كنت في طرابلس مؤخراً).

لم يصدر عن ميلن Milne أي كلمة فيما إذا كانت كرامة الأسد تواجه الخطر نفسه بسبب اعتماده على المساعدة الخارجية – كاعتماده على روسيا بتزويده بالأسلحة الثقيلة، وعلى إيران بدعمه اقتصادياً، وعلى كل من روسيا والصين لدعمه بحق النقض – الفيتو. على ما يبدو أن ذلك يعد مسألة سيادة لا أكثر.

على ضوء التحليل الصادر عن ميلن Milne، فإنه لا يمكننا تحميل أي من إيران أو روسيا أو الصين مسؤولية “انزلاق سوريا إلى الظلام”. فهو يلقي باللائمة لذلك على كل من السعوديين والقطريين الذين يقومون بتمويل تهريب الأسلحة الخفيفة عبر الحدود، وعلى الولايات المتحدة التي يقوم عملائها بتنسيق عمليات التهريب تلك، وعلى الأتراك لتزويدهم الملاذ الآمن للجيش السوري الحر.

يقول ميلن: “إن الازدياد المضطرد في التزويد بالأسلحة، وتوفير الدعم المالي والتقني من قبل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر وتركيا وآخرين خلال الأشهر الأخيرة، أدى بشكل تلقائي إلى دعم حظوظ الثوار، وارتفاع معدل القتلى”.

لا يعتبر هذا التصريح خطأ بحد ذاته – إنما يمثل النهج الرئيسي للمغالطات التي يتبناها ميلن، فباستخدامه لأسلوب الإغفال والتلميح، يقول بإثارة مغالطات جدلية من خلال التركيز على طرف واحد من القصة. هنا، على سبيل المثال، لم يأت ميلن على ذكر أي من الاسلحة الروسية الثقيلة التي يستخدمها الأسد ليقصف بها شعبه، كما لم يأت على ذكر أي من الدعم المالي الضخم التي تؤمنه إيران لنظام الأسد للبقاء على قيد الحياة.

تقول الحقيقة بأنه كلما وقعت سلطة مركزية جيوسياسية في حالة من عدم الاستقرار، تسارعت القوى الخارجية بالتنافس على استخدام تأثيرها، وسوريا ليست استثناءً لذلك.

هل يمكن لتغيير النظام في سوريا أن يناسب الغرب وحلفائه؟ ربما، وربما لا – خاصة إذا كانت المحصلة هي قيام نظام سني منتصر على الحدود مع إسرائيل.

هل يمكن لبقاء نظام الأسد الديكتاتوري أن يناسب إيران وروسيا؟ لا شك في ذلك.

ولكن إذا نظرنا إلى الموضوع من خلال الأيديولوجية التي يبتناها ميلن Milne، نرى فقط المصالح الخبيثة للقوى الغربية، ولا نرى أية مصالح لأولئك الذين يعارضونها.

النائب البريطاني جورج غالاوي George Galloway يأخذ خطاب ميلن Milne ويستغله إلى أبعد الحدود.

منذ شهر يونيو/حزيران، لدى غالاوي مداخلة منتظمة عبر قناة الميادين الموجودة في بيروت، والتي يقال بأن جزءاً من تمويلها يتم من قبل ابن خال الرئيس السوري، المليونير رامي مخلوف، وللصدفة، فإن رئيس قسم الأخبار في القناة هو زوج مستشارة الرئيس الأسد للاتصالات. في هذه المداخلة، المعنونة بجدارة تحت اسم “الثوار السوريون هم خدم الصليبيين”، يتشدق غالاوي:

“يتوجب عليكم أن تعلموا عمّن أتحدث – هؤلاء المقيمون في باريس، وفي لندن، وفي استانبول، إنهم خدم للقوى الصليبية. لذلك يطلبون من الصليبيين أن يقصفوهم – لأن الصليبيين يطلبون من خدمهم أن يطلبوا منهم أن يقصفوهم”.

غالاوي يريد عملية تحول سياسي في سوريا، لقد أخبر جمهوره بذلك بكل جدية، والرئيس الأسد يريد ذلك أيضاَ. فالرئيس الأسد وافق على خطة كوفي أنان للسلام، حسب ما يقول غالاوي، إلا أن “الصليبيين، وحلفاءهم السياسيين في المعسكر الثوري السوري” هم فقط من رفضوا خطة السلام هذه.

نعم، لقد وافق الرئيس الأسد على خطة كوفي أنان للسلام، ومن ثم قام بخرق شروطها بشكل متكرر عبر رفضه الانسحاب من المناطق السكنية، واستمراره بإطلاق نيران المدفعية الثقيلة على المدنيين، وإبقاءه لسياسة الاعتقالات العشوائية الضخمة. المعارضة من جهتها خرقت اتفاق وقف النار، ولكن كوفي أنان بنفسه ألقى اللوم على النظام السوري بشكل رئيسي لفشل خطته للسلام.

وعلى الرغم من هذا التقييم الذي خرج به أنان، إلا أن سيموس ميلن Seumas Milne من صحيفة الغارديان البريطانية يصر على أن البعبع في الحالة السورية هو الغرب وحلفاؤه في منطقة الخليج، حيث كتب في هذا السياق:

“وحدها الضغوط الرامية للوصول إلى مفاوضات وتسوية، والتي يعمل الغرب وحلفاؤه على إعاقتها بشدة، من شأنها الآن أن تمنح السوريين فرصة لتقرير مستقبلهم – وتحول دون انزلاق البلاد في الظلام”.

ببساطة، فقط إذا توقف الغرب عن محاولة التخطيط لتغيير النظام في سوريا، فإن الرئيس الأسد، مع شيء من الضغط من قبل حلفائه، سيكون سعيداً بالدخول في مفاوضات لإنهاء الأزمة مع المعارضة – تلك المعارضة ذاتها التي لطالما وصفها الأسد “بالإرهابيين”.

ولكن تلك ليست وجهة نظر وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، الذي صرح مؤخراً بأن النظام السوري سينظر في إمكانية الدخول في مفاوضات مع المعارضة فقط بعدما يتم تطهير سوريا من “المتمردين”. أي بكلمات أخرى، فإن المعارضة السورية تحتاج إلى إلقاء أسلحتها والقبول بكل ما يقرره النظام السوري من عقوبات يفرضها عليها قبل التفاوض مع مجموعات المعارضة – الموافق عليها من قبل النظام السوري – وهذا شرط سيؤخذ كذلك في عين الاعتبار.

بعد يومين، وبغضب واضح من تحليلات زميله سيموس ميلن Seumas Milne ، كتب إيان بلاك Ian Black، محرر أخبار الشرق الأوسط في صحيفة الغارديان، توبيخاً قاسياً له:

“من المثير للضحك الإدعاء بأن “الغرب” (المتآمر مع دول عربية متواطئة) قد عمل بكل حقد على الحيلولة دون الوصول إلى الاتفاق المبدئي الذي عملت روسيا بكل جهد على تأييده ولم يلق حتى فرصة النظر فيه”.

يشير بلاك إلى مسودة قرار مجلس الأمن المقدم من بريطانيا في شهر يوليو/تموز والذي “كرر الدعوة إلى “عملية سياسية يقودها السوريون” (لاقت هذه الصياغة تأييد روسيا)، حيث لا تدعو إلى أي تغيير للنظام بالقوة بأي من بنوده.

وكذلك استبعد هذا القرار أي تدخل عسكري. ومع ذلك قامت كلاً من روسيا والصين باستخدام حق النقض (الفيتو) ضده.

لندع ميلن وصحيفة الغارديان جانباً في الوقت الحالي، ولننتقل إلى أحد أبرز الأضواء في اليسار، البريطاني الباكستاني ذو النفوذ المؤثر، المفكر طارق علي.

بداية هذا العام، كان علي مصراً على تنحي الرئيس الأسد، وأنه يتوجب على حلفائه الضغط عليه للقيام بذلك. ولكن، في مقابلة أجرتها معه مؤخراً محطة روسيا اليوم، من شبكة الكرملين الإخبارية، لم يشعر بالحرج من طروحاته الازدواجية والتآمرية حول الخيارات التي يواجهها السوريون.

“عدد كبير من الناس الذين انتفضوا بداية ضد نظام الأسد في سوريا أصبحوا الآن محيّدين، تاركين الشعب السوري أمام خيارات محدودة لا يرغب بأي منها: وهي إما أن يحكمه نظام مفروض عليه من الغرب، ويضم سوريين يعملون لصالح أجهزة الاستخبارات الغربية، أو أن يحكمهم نظام الأسد”.

لا بأس، قد يكون من الضروري ولغرض الدقة تبديل كلمة “محيّدين” بكلمات مثل “معذبين وقتلى على يد النظام”، “فارين إلى المنفى”، أو “معتقلين” إلخ.

لا أحد يملك ما يملكه علي من معرفة بالتاريخ العسكري يمكن له أن يعرض النتائج المحتملة من الصراع المحلي الفوضوي الدائر في سوريا بمثل سذاجة النتائج التي عرضها هو – ما لم يكن لديه هدف أيديولوجي يريد دفعه قدماً.

لكن، عندما تأتي الأمور إلى الازدواجية والنظريات التآمرية، لدى علي صيغة جاهزة، فقد كتب في شهر إبريل/نيسان 2011، أي فقط بعد شهرين من اندلاع الانتفاضية الليبية:

“مهما تكن النتائج الأخيرة، فقد خسر الشعب الليبي”.

“إن مصير البلاد سيكون إما مقسماً بين دولة القذافي ومحميات قذرة تحت وصاية الغرب، يعمل على قيادتها نخبة من رجال الأعمال، أو سيقوم الغرب بالإطاحة بالقذافي ويسيطر على كامل ليبيا وما تملكه من احتياطي ضخم من البترول”.

قد يكون نجاح العملية الديمقراطية في ليبيا محل جدل، ولكن وحده ذاك الإيديولوجي الضيق الأفق سيقول بأن الغرب قد تمكن من السيطرة على كامل ليبيا.

ولكن علي لم يكن المعلق الوحيد الذي ثبت بطلان وجهة نظره حول ليبيا. فبعد الثورة، كان من الشائع التوقع بأن قطر، التي أسهمت بتقديم الدماء وملياري دولار لدعم الانتفاضة، ستقوم ببساطة بتنصيب وكلائها من الإخوان المسلمين على رأس الحكومة الجديدة، والمؤكد أنها عملت على حشد الزخم لذلك.

في طرابلس، ملصقات ولوحات الحملة الانتخابية الخاصة بالأخوان المسلمين أكثر بكثير من تلك الخاصة بمنافسيهم، ولكن وبالمقابل، كان هناك عملية انتخابية حقيقية، ولم يكن من الممكن لأحد شراء الأصوات بأي مبلغ كان.

في انتخابات شهر تموز/يوليو، صدم الناخبون الليبيون العالم برفضهم للإخوان المسلمين من حزب المعتدل محمود جبريل، الرئيس السابق للمجلس الانتقالي الوطني.

إن المغزى من القصة الليبية هي للقول فقط بأن تمويلك لثورة ما، لا يعني قدرتك على امتلاكها.

بطبيعة الحال، كما حاول القطريون فعل شيء لهم في ليبيا، ستحاول القوى الخارجية المشاركة في الثورة في سوريا. ولكن السؤال هو هل يمكن للغرب القيام بفرض نظامه الخاص والعقيم على الشعب السوري، كما أكد طارق علي على ذلك بكل ثقة؟

هذا هو السؤال الذي طرحته “جلوبال ميل The Global Mail” على ديفيد ويرينغ David Wearing، وهو مؤسس ومحرر مشارك في “مشروع اليسار الجديد the New Left Project”، حيث قال:

“لقد كان يجري إعداد (المجلس الوطني السوري) ليكونوا حلفاء لنا، ولكنهم أثبتوا أنهم مجرد دعابة غير متماسكة، ومن الواضح أنه يجري التخلي عنهم الآن، فلا يوجد أي متعة لواشنطن هناك”.

“ربما عبر إعداد قواعد تدريب وعمليات، والسيطرة على تدفق الأسلحة، يمكن للولايات المتحدة وحلفائها أن تنتقي الرابحين من المعارضة السورية. ولكن مرة أخرى، ثمة حقيقة تقول بأن المعارضة المتجذرة في وطنها بشكل أساسي، لا يمكن سرقة استقلالها بسهولة”.

“بكل الأحوال، لا يمكن القول بأن المساعدة الغربية تعادل السيطرة الغربية. إن إظهار ذلك يتوجب وجود معلومات وإثباتات أفضل وأكثر مما قدمه أي طرف من اليسار إلى الآن”.

ولكن من يحتاج إلى الدليل عندما يمكنك أن تشعر بالحقيقة؟ هذه “الحقيقة” كما عرفها شاعر الرثاء الأمريكي ستيفن كولبرت Stephen Colbert، إنها ذلك النوع من الحقيقة الذي لا يحتاج إلى شيء لإثباته، ولا حتى إلى فحص منطقي.

ولم يسبق لهؤلاء الإيديولوجيين أن كانوا أكثر “صدقاً” كما هم الآن فيما يخص مجزرة الحولة.

قد يكلف الأمر حادثاً واحداً وحفنة أشخاص فقط لتحول مجموعة من الأدلة إلى مستنقع من الشكوك.

على سبيل المثال، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2009، قفز منكرو التغير المناخي فرحاً بنصرهم لدى حصولهم غير الشرعي على مجموعة رسائل إلكترونية تم تداولها بين علماء المناخ في إنكلترا والولايات المتحدة. أصر هؤلاء المنكرون على أنهم تمكنوا من إثبات أن العلماء كانوا يتلاعبون ببيانات الحرارة بهدف تزوير مدى تسبب الإنسان بظاهرة الاحتباس الحراري.

أطلق على الفضيحة الناتجة عن ذلك اسم “كلايمت جيت Climategate” وكانت تمثل ضربة قوية هزت الأسس التي قامت عليها بحوث العلوم المناخية.

بعد سبعة شهور، وإجراء أربع مراجعات مستقلة لاحقاً، تم تبرئة علماء المناخ موضع الجدل من أي ذنب، ووجدت الأبحاث التي قاموا بها سليمة بشكل كامل. ولكن “كلايمت جيت Climategate” كانت قد فعلت فعلها. لقد كانت كارثة عامة لأنها أثارت إشارات استفهام كبيرة حول الحقائق العلمية، وجعلت مصداقية جامعة محترمة على المحك، وأثارت الكثير من التهديدات بالقتل ضد علماء المناخ.

حدث واحد، وحفنة أشخاص:

بتاريخ 25 أيار/مايو من هذا العام، قتل 108 شخص، بينهم 83 من النساء والأطفال، داخل بيوتهم في قرية تالدو السورية في منطقة الحولة.

بعد يومين من المجزرة، رافق أليكس ثومسون Alex Thomson من قناة تشانيل فور مجموعة من مراقبي الأمم المتحدة إلى تلك المنطقة. حالما دخلت سيارتهم إلى القرية، تجمهر حولها أشخاص “يصرخون ويبكون في مزيج من الصدمة، والإستغاثة والغضب”. شاهد ثومسون أطفالاً يتماثلون للشفاء من جراء جروح سببها إطلاق النار عليهم، وشظايا من قذائف الجيش السوري. لقد تحدث إلى “عشرات الأشخاص” وجميع قالوا الشيء نفسه:

لقد بدأ الجيش السوري بقصف القرية رداً على المظاهرات المناهضة للنظام التي خرجت بعد صلاة الجمعة. وبعد ساعات من القصف العنيف، أتى حوالي مائة شخص من الشبيحة (وهي مليشيا مدنية موالية للنظام) من القرى الشيعية/العلوية المحيطة بمنطقة الحولة. ومنذ ظهيرة ذلك اليوم حتى الصباح الباكر من اليوم التالي، كان الشبيحة يدخلون من منزل إلى آخر، يقتلون الرجال والنساء والأطفال داخل بيوتهم.

لقد صدم العالم لدى مشاهدته مجزرة الحولة. كان الخبر الرئيسي في كل مكان هو: هل حان وقت التدخل أخيراً؟

بتاريخ 6 حزيران/يونيو، نشرت إحدى الصحف الألمانية الرائدة وهي Frankfurter Allgemeine Zeitung (FAZ) مقالة تدعي فيها بأن من ارتكب مجزرة الحولة هم ليسوا الشبيحة، وإنما الثوار الذين قاموا بارتكابها وإلقاء اللوم بها على النظام.

فاستناداً إلى وثائق من دمشق، ومعلومات تم جمعها من “أعضاء معارضة في المنطقة”، ادعى التقرير بأن المجزرة ارتكبت من قبل 700 من أفراد الجيش السوري الحر، والذين قدموا إلى منطقة الحولة من القرى المجاورة. لقد تم مساعدتهم من قبل بعض السكان المحليين، الذين قاموا باستهداف الضحايا بسبب تحولهم واعتناقهم الطائفة العلوية والشيعية من الإسلام، ورفضهم الانضمام إلى المعارضة.

تلقف الإيديولوجيون المعادون للإمبرالية والمدافعون عن الأسد تقرير الصحيفة الألمانية FAZ بذات الحماس الذي انتاب ناكري التغير المناخي لدى حصولهم على مجموعة الرسائل الإلكترونية. لقد كانت تلك فرصتهم لإثبات بأن ثمة أمر يحاك لنظام الأسد، على غرار خديعة أسلحة الدمار الشامل، لتبرير تدخل عسكري غربي.

بتاريخ 20 حزيران/ يونيو، أيد الصحفي ومراسل الحروب السابق جون بيلجر John Pilger كل ما ورد في تقرير الصحيفة الألمانية FAZ، رافضاً كل التقارير الأخرى التي صدرت حول مجزرة الحولة على أنها “دعاية صرفة”.

حيث كتب في صحيفة نيو ستيستمان New Statesman “إن التهديدات التي يتم تنسيقها في واشنطن ولندن ضد سوريا، تزيد من حجم النفاق، وعلى عكس الدعاية الصرفة التي قدمت على أنها أخبار، فالتقرير الاستقصائي الذي قامت به صحيفة FAZ اليومية، يبين بأن المسؤولين عن مجزرة الحولة هم “الثوار” المدعومين من قبل أوباما وكاميرون. ومصادر الصحيفة تتضمن الثوار أنفسهم”.

بتاريخ 16 يوليو/تموز، قال طارق علي لصحيفة روسيا اليوم بأن تقرير الصحيفة الألمانية FAZ يعد دليلاً إضافياً بأن المجلس الوطني السوري ومؤيديه هم من يقومون بشكل متعمد بارتكاب الفظاعات لإلقاء اللوم على النظام.

“أحد صحفيي الصحيفة الألمانية FAZ شرح قبل بضعة أسابيع ما حدث في مجزرة الحولة، وقد تعرض للتنديد”.

بعد أسبوع، أرسلت صحيفة دير شبيغل Der Spiegel الألمانية صحفييّن إلى الحولة للوقوف على حقيقة ما جاء في تقرير الصحيفة الألمانية FAZ. لقد كانا أول صحفيين يصلان إلى القرية منذ أن دخل إليها أليكس ثومسون من قناة التشانيل فور.

على مدى يومين، قام كلا الصحفيين بإجراء عدة مقابلات مع شهود عيان وأقارب للضحايا، الذين ألقي اللوم بمقتلهم على الشبيحة.

أحد شهود العيان أشار أيضاً إلى أن العديد من منازل الضحايا تقع بين نقطتي تفتيش للجيش النظامي، ما يعني أنه من المستحيل أن يتمكن عدة مئات من المتمردين من التحرك بين المنازل دون أن يلحظهم أحد. كما أصر كل الذين أجريت معهم المقابلات بأنه لم يكن هناك أية عائلات شيعية أو علوية في منطقة الحولة، تماماً كما هو الحال في القرى العلوية المحيطة حيث لا وجود لأي عائلة سنية.

بتاريخ 15 أغسطس، وبعد عدة أسابيع من التحقيق، أصدرت الأمم المتحدة تقريرها النهائي، حيث جاء فيه أن القوات الحكومية والشبيحة مسؤولون عن ارتكاب مجزرة الحولة، مع وجود دلائل دامغة على ذلك.

لقد بنت الصحيفة الألمانية FAZ تقريرها بناء على معلومات مغلوطة، ولكن هل قام أي من جون بيلجر John Pilger أو طارق علي بإصدار أي “اعتراف بالخطأ” لتغطيتهم على النظام السوري؟ لا لم يقم أياً منهما بذلك، ولا يجب أن نتوقع منهما هذا، وذلك يعود لذات الأسباب التي منعت ناكري التغير المناخي من الاعتذار بعد افترائهم على علماء المناخ الذين تمت تبرئتهم من فضيحة “كلايمت جيت Claimategate.

لنكن واضحين، إن مهمة الإيديولوجيين ليست نشر الحقيقة حول ما يحدث في سوريا، إن مهمتهم تتركز حول شن حملات دعائية ضد التدخل الغربي. ومن الاستراتيجيات الرئيسية المتبعة في هذه الحملات، نزع مصداقية الأحداث التي من شأنها تبرير التدخل لدى الرأي العام. ومجزرة الحولة هي جزء من هذه المهمة. فتزويدهم نظام الأسد المجرم بغطاء فكري في سياق مهمتهم، يعتبر ثمناً قليلاً يتم دفعه لمنع التدخل الغربي، وهم مقتنعون بأن هذا التدخل سيكون كارثة أعظم بكثير.

إذاً الشكر هنا يعود لجموح هؤلاء الإيديولوجيين أمثال بيلجر وعلي، حيث أن الكثير من الأشخاص ما يزالون غير متأكدين على من يقع اللوم بمجزرة الحولة. فعلى أقل تقدير، سيشار إلى هذه المجزرة على أنها “محل نزاع” – وهذا يعتبر فوزاً إعلامياً لنظام الأسد ومؤيديه.

في العام الماضي، عندما كان أنطوني شديد يخطط للتسلل إلى سوريا، بعث برسالة إلكترونية إلى زملائه المحرِرين في صحيفة نيويورك تايمز شرح فيها لماذا يستحق الموضوع المخاطرة بحياته، حيث كتب:

“إنه أمر يثير الجنون، أشعر وكأن لا أحد هناك يخبر حقيقة ما يجري الآن، يتوجب علينا الحصول على التفاصيل”.

في شهر شباط/فبراير من هذا العام، إصرار شديد على معرفة الحقيقة كلفه حياته. أكثر من ثلاثين صحفي محترف لقوا حتفهم أثناء تغطيتهم للصراع في سوريا، وفي كل مرة يذهب فيها أحد الصحفيين إلى سوريا، يتوجب عليه مواجهة الاحتمال الحقيقي والمرعب وهو أنه قد يموت هناك.

لا يتمتع الكثير من الصحفيين بما يتمتع به شديد من رؤية ثاقبة، ولكن أكثر الذي يذهبون إلى سوريا يفعلون ذلك للسبب ذاته: وهو اكتشاف حقيقة ما يجري.

إن الإيديولوجيين الذين ذكرتهم هنا يفضلون شن حملاتهم الدعائية من مكاتبهم الموجودة على بعد آلاف الأميال من الحرب في سوريا، حيث يستغلون ما يلف الحرب من ضبابية، ليقوموا بتشويه الحقائق حول سوريا بما يصب ضمن إطار إيديولوجياتهم الكاذبة.

يمثل هذا النهج صدع عميق في صفوف اليساريين، حيث يقول ديفيد ويرينغ David Wearing، محرر مشروع اليسار الجديد New Left Project: “من حق معارضي الإمبريالية القلق حول التدخل الغربي في سوريا، وبالطبع، يتوجب على اليساريين الغربيين التركيز على القوى الغربية لأن باستطاعتهم التأثير عليها، ولكن مع ذلك، علينا أن نقدم معلومات دقيقة حول حقيقة ما يجري”.

وفيما يلي ما نعرفه عن سوريا. لقد حكمت عائلة الأسد سوريا على مدى عقود من الزمن وكأنها مستعمرتهم الخاصة. وكما فعل الغرباء الذي حكموا من قبلهم، كانوا يمثلون النخبة البعيدة من الشعب، يعاملون السوريين على أنهم أدوات في الدولة، وليس على أنهم مواطنين. العديد من هؤلاء السوريين خاطروا بكل شيء في سبيل رفضهم لنظام الأسد، ومنذ البداية، رد عليهم الأسد بالرصاص والقنابل. كانت وعوده “بإصلاحات ديمقراطية” مجرد ضرب من الخيال، تماماً كما كانت دائماً.

مهما كان ما يحدث لسوريا، هؤلاء الذين يعملون حقاً “للحيلولة دون انزلاق سوريا نحو الظلام” سيتم إعاقة عملهم من قبل أولئك الذين يرون أجنداتهم الإيديولوجية أهم من السعي لتقديم الحقيقة.

ولأجل هذا، يقول الرئيس الأسد بأنه لا ينوي التنحي، وبأنه يواجه مؤامرة كونية.

ومَن مِن أولئك الإيديولوجيين يمكنه مجادلة ذلك؟
——————————–
المصدر: The Global Mail نقلاً عن موقع المترجمون الأحرار

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة