“ايميلات هيلاري كلينتون” .. كيف كانت تفكر أمريكا أيام ثورة يناير؟

سلام ناجي حداد12 أكتوبر 2020آخر تحديث :
ايميلات هيلاري كلينتون

ايميلات هيلاري كلينتون آخر مفاجئات كشف السرية عن تعامل الأمريكيين مع الثورة المصرية، حيث كشفت الخارجية الأمريكية عن إحدى رسائل البريد الإلكتروني التي نشرتها الوزارة على موقعها للوزيرة السابقة هيلاري كيلتون، والتي أظهرت كيف كانت تفكر أمريكا إبان ثورة 25 يناير 2011 في مصر.

وقررت الخارجية الأمريكية قد رفعت السرية عن عدد من رسائل هيلري كلينتون عبر بريدها الإلكتروني حيث كانت تستخدم بريدها الخاص في الرسائل وذلك بعد أيام من تهديد الوزير الحالي مايك بومبيو باتخاذ تلك الخطوة.

وكانت الرسالة مرسلة ضمن ايميلات هيلاري كيلنتون المسربة مؤخرا، بعد قرار صدر في 2015 برفع السرية عنها، بتاريخ يوم 31 يناير 2011 قبل تنحي مبارك بـ11 يوما حيث قال أحدهم وكان يخفي اسمه، أنه أجرى محادثات وقتها مع تايلر دراميلر الضابط في الاستخبارات المركزية الأمريكية ومدير الشعبة الأوروبية للعمليات السرية، وباتريك لانغ الضابط الأمريكي المتقاعد والمحلل الاستخباراتي للأوضاع في الشرق الأوسط، حول الأوضاع في مصر.

وأشارت الرسالة إلى أن دراميلر كان على اتصال وثيق بالمسؤولوين الاستخباراتيين الأوروبيين رفيعي المستوى ومع مصادر مباشرة على الأرض في مصر.

كما أكدت ان لانغ كان صديقا مقربا لعمر سليمان، وهم من تحدثوا عن عدة نقاط تتضمن ملاحظات وسيناريوهات يمكن أن تصل إليها الأمور في مصر.

ايميلات هيلاري كلينتون : سقوط عمر سليمان

ايميلات هيلاري كلينتون

جاء ضمن الرسالة أن اللواء عمر سليمان مدير الاستخبارات العامة المصرية السابق، سقط من حسابات حسني مبارك منذ خريف عام 2010 لأسباب غير معروفة، إلا أنه من الممكن أن  يكون طموح جمال مبارك للوصول إلى الحكم هو السبب، مشيرا إلى أن سليمان تعرض لسوء معاملة من قبل مبارك، بعد أن كان يلقى وعودا بمنصب نائب الرئيس لمدة 15 عاما لكنها لم تحصل أبدا لأن مبارك كان يخشى أن يتولى هو الحكم بعده وليس ابنه.

كما أكد تحليل الضابطين الأمريكيين وفقا لتسريبات ايميلات هيلاري كلينتون أن سليمان ليس لديه شعبية لدى العسكريين كونه من أبناء المخابرات، كما أنه ليس محبوبا، والجيش يعرف أيضا أنه غير مقبول للناس الآن.

مصر ليس فيها خامنئي ولا نصر الله

في الرسائل أيضا تناولوا حقيقة أنه في مصر جماعات متطرفة بالشكل الحرفي للكلمة، أو شخصيات دموية تعادي العالم أجمع.

“الجيش يدرك جيدا وجوب التوصل لتسوية مع الإخوان المسلمين في وقت تم سجن معظم قادة الجماعة المتطرفين، والجيش يتحدث عن المعتدلين، كما أنه لا يوجد الخميني أو نصر الله هناك ولا مشكلة في الإخوان المسلمين وإنما في المستوى العام للتدين بين الطبقات الدنيا التي تفتقر للوظائف”.

وأوضحا ان الجيش يريد أن يكون في الحكم جنرالا يرأس البلاد ويتم تعيين مدن لرئاسة الوزراء مثل محمد البرادعي مثلا، لكن على الأرجح البرادعي ليس له أي قاعدة سياسية رغم أن مكانته تزداد.

ايميلات هيلاري كلينتون .. في مصر ثورة حقيقية

ايميلات هيلاري كلينتون

كما اعتبر التحليل الاستخباراتي أن ما يحدث في مصر ليس كما يصور الصحفيون في أمريكا بأنهم شباب يلعبون في وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدا على جدية الموقف.

وشدد الخبيران الأمريكيان، في الرسالة، على أن الأوضاع في الاسكندرية والسويس أسوء منها بكثير في القاهرة، حيث لا شرطة ولا حكومة ولا قضاة المزيد من العنف فقط والمزيد من القتلى، كما ان الجيش يحاول الحفاظ على نفسه مما يعني ان مبارك سيذهب، إلا أن الأخير أراد أن يستمر لأسبوعين حتى لا يضطر إلى الهرب.

ووفقا للرسالة أيضا رأى الضابطان أنه يمكن أن يتجه الوضع في أي اتجاه، إلا أن قمع الحشود يعني حمام دماء لن يقبله الجيش، مشيرا إلى أن الجيش يكره الشرطة، معطيا مثال يتعلق بحادث 1985 عندما وقعت معركة بين الجيش والشرطة فيما يسمى بانتفاضة الأمن المركزي، وهو ما تم اقتتال عنيف فيه بين الطفين قبل أن تختفي من بعض المناطق ويضطر عناصرها لحرق ملابسهم الرسمية.

ولفت التحليل إلى أن الجيش يعلم أن مبارك يجب أن يرحل، إلا أنه لا يعرف متى ذلك، كما أنهم رأوا أن استمراره لفترة أطول يمكن أن يؤدي إلى أن يخرج الوضع عن السيطرة، مشيرا إلى أن هيئة الأركان كانت ترى انه يجب أن تقول له في عينه أن عليه أن يرحل، إلا أنهم تسائلوا في رسالهم، هل فعلوا ذلك فعلا؟ هل يمكنهم فعلها؟ هم يعرفون أنه لا يمكنه البقاء، لكن هل سيجبرونه على الرحيل؟ موضحا أن أفضل سيناريو لانتقال السلطة هو أن يصبح عمر سليمان رئيسا مؤقتا للبلاد إلا أن ذلك يمكن أن يكون خطيرا وفقا لما ورد في الرسالة الموجهة لهيلري كلينتون.

موضوعات تهمك:

فضيحة سياسية ويكيليكس تكشف المجلس العسكري والاخوان المسلمين في مصر

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة