انتخابات اليوم تقرّر مصير ولاية ثانية لترامب

الساعة 256 نوفمبر 2018آخر تحديث :
انتخابات اليوم تقرّر مصير ولاية ثانية لترامب

انتخابات اليوم تقرّر مصير ولاية ثانية لترامب

  • لا بد من تقدم للديمقراطيين لإطلاق دينامية وقف المسار الترامبي، ولدفع الجمهوريين للبحث عن بديل.
  • إذا حافظ الجمهوريون على تفوقهم سيعتبر ترامب أنه صاحب الفضل ويزيد هيمنته على الحزب لتأمين ولايته الثانية.
  • أكثر القلق يتعلّق بمصير الديمقراطية الأميركية نفسها، إذا عززت النتائج وضع ترامب في رئاسيات 2020.

 

بقلم: عبد الوهاب بدرخان

تختلف نظرة الخارج عنها في الداخل إلى الانتخابات النصفية أو منتصف الولاية، لكن الولايات المتحدة تشهد غداً واحداً من أكثر الاستحقاقات الدستورية ترقّباً منذ عقود، في الداخل كما في الخارج، المخاوف كثيرة من نتائج التصويت، خصوصاً إذا بقي الجمهوريون مسيطرين على مجلسي الكونغرس.

لكن هناك مخاوف أيضاً من ألا يوفّر تحليل الاقتراع مؤشرات واضحة على أن المجتمع يريد تغييراً في السياسات الراهنة، إذ قد يعني ذلك أن حملة إعادة انتخاب دونالد ترامب ستتزوّد بزخم إضافي!

وهذه الحملة تبني حالياً على تقاطعات بين قرارات اتخذها ترامب ولم يعارضها الحزب الديمقراطي، بل بدا مؤيّداً لها، كما بالنسبة إلى مواجهة الصين، والضرائب على الصادرات الأوروبية، والمسائل الجدلية المتعلقة بالهجرة.

وكذلك تطوير البنى التحتية، وحتى بالنسبة إلى قرارات سياسية غير مؤثّرة مباشرة في آراء الناخبين، ومنها مثلاً الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها.

لكن الراغبين في رؤية ولو بداية ما للتغيير، لا يراهنون كثيراً على الانتخابات النصفية، نظراً لما يلمسونه من ضعف وتفكك في الحزب الديمقراطي، ويأملون ألّا ينعكس ذلك على النتائج والمؤشّرات، فالأمر يحتاج إلى أكثر من اقتراع.

رغم أنه ليس هناك متسع من الوقت لبلورة رد فعل من عمق المجتمع الأميركي، ذلك أنهم يعتمدون على ما يعتبرونه «أخطاء» ترامب وهفواته، لكن المشكلة تكمن عندهم في أن القاعدة الشعبوية التي تدعمه تتوسّع وتزداد صلابة.

بل إنها تضع مواقفه مهما كانت فجّة أو متطرّفة فوق كل انتقاد له أياً كان مصدره، وسواء جاء من الخصوم أم بالأخص من وسائل الإعلام، ولعل ما يفاقم إحباطهم أن الرئيس الذي قسّم الأميركيين يستثمر في الانقسام، ولا يهتم بوضع إعادة توحيدهم على أجندته.

وإذ تصبّ الانتقادات على منظومات القيم الأميركية التي يعبث ترامب بها، فإن مناصريه يؤيدون تحديداً خروجه عن المألوف، وكانوا متحمسين لموقفه المائع إزاء الأحداث العنصرية في شارلوت فيل «أغسطس 2017»، حين اعتُبر ممالئاً للقوميين البيض بمقدار انحيازه لليهود والإنجيليين.

لم يسبق لأي رئيس أميركي أن وُضع – كما في حال ترامب- في الاشتباه بأنه متعاون مع أية جهة خارجية غير صديقة مثل روسيا، لتتدخّل وتدعمه في حملته الانتخابية، ولم يجرؤ أي رئيس على التقليل من السلطة القضائية إلى حدّ فرض مرشحه للمحكمة العليا – رغم الشكوك في مسلكه الأخلاقي.

ولم ينخرط أي رئيس في مواجهة حادّة مع الإعلام كالتي يخوضها. ولم يخلط أيّ من أسلافه بين العام والخاص في «البزنس» أو في إدارة بعض السياسات، كما يفعل في اعتماده على صهره في «صفقة القرن» لتسوية النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي.

وأخيراً، لم يفكّر أي رئيس سابق في تبديد «الحلم الأميركي» بوقف منح الجنسية للذين يولدون في أميركا، ومع ذلك لا تتوقع التحليلات أن يحاسبه الناخبون على أيّ من هذه المآخذ على أهميتها.

ثمة فسحة للمفاجآت في الانتخابات النصفية -وفقاً للاستطلاعات- لكنها ضيّقة، وأكثر القلق يتعلّق بمصير الديمقراطية الأميركية نفسها، إذا عززت النتائج وضع ترامب في رئاسيات 2020.

فأي تراجع في هذه الديمقراطية ينعكس سلباً على العالم، لا بد من تقدم للديمقراطيين -ولو ضئيلاً- لإطلاق دينامية وقف المسار الترامبي، ولدفع الجمهوريين إلى البحث عن بديل.

أما إذا حافظ الجمهوريون على تفوقهم الحالي، فسيعتبر ترامب أنه صاحب الفضل، وسيزيد هيمنته على الحزب لتأمين ولايته الثانية.

* عبد الوهاب بدرخان كاتب وصحفي لبناني

المصدر: العرب القطرية

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة