العمليات الفدائية تعصف بأجندة الائتلاف الحاكم

محمود زين الدين31 مارس 2022آخر تحديث :
العمليات الفدائية

ستكون المدن المختلطة، وعلى رأسها اللد والرملة ويافا وعكا وحيفا ونوف هجليل مراكز لمواجهات في الداخل المحتل.
ارتبكت أجندة الائتلاف الحاكم على وقع العمليات الفدائية؛ فقناة “كان” العبرية كشفت عن جانب مظلم في الصراع داخل حكومة الائتلاف ومساراتها المتنافسة.
قمة النقب غدت عنصر تأزيم واضطراب سياسي وإقليمي حاول وزير الخارجية المصري تخفيف حدته بالقول: “إن قمة النقب لم تنعقد لبناء تحالف ضد طرف معين”!
فوضى سياسية وأمنية كبيرة، وقدرة الاحتلال على ضبط المشهد الداخلي تتراجع يوميا في ظل تصعيد وحسابات معقدة لائتلاف حاكم متعدد الرؤوس بلا قيادة متجانسة.
حالة التوتر والانهيار الأمني المتوقع بالضفة الغربية والقدس باتت أكثر ارتباطًا بالداخل حيث انتقل مركز الثقل والمواجهة للداخل المحتل عام 48 بالتزامن مع تصعيد بالقدس والضفة الغربية.
* * *

بقلم: حازم عياد
تبادل وزير الامن الداخلي في حكومة الاحتلال عومر بارليف وعضو الكنيست ايتمار بن غفير الشتائم في موقع عملية الخضيرة التي نفذها شابان من عائلة إغبارية في الداخل المحتل عام 1948.
مشاجرةٌ عكست هشاشة الائتلاف الحاكم الإسرائيلي والجبهة الداخلية في الآن ذاته؛ فعملية الخضيرة الثانية من نوعها في أقل من أسبوع بعد عملية بئر السبع التي قتل فيها أربعة من المستوطنين.
أجندة الائتلاف الحاكم ارتبكت على وقع العمليات الفدائية؛ فقناة “كان” العبرية كشفت عن جانب مظلم في الصراع داخل حكومة الائتلاف ومساراتها المتنافسة، بعد أن سربت القناة أنباءً عن لقاء وزير الأمن الداخلي بارليف بوزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي في عمّان، لبحث سبل تحقيق التهدئة في الضفة الغربية والقدس قبل رمضان المقبل.
تسريب لقاء بارليف بالصفدي جاء قبل ساعات قليلة من إعلان توصيات الشرطة والحكومة للبت في قرار السماح للنائب في الكنيست ايتمار بن غفير، ومن معه من جماعات الهيكل باقتحام باحات الاقصى يوم الخميس.
الارتباك داخل الائتلاف الحاكم فاقمته التقديرات الأمنية المتشائمة؛ إذ كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن المفتش العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي، وبمشاركة قيادة الشرطة، قرر الاستعداد لما يوصف بـ”حارس الأسوار 2″، وبحسب التقارير الامنية تستعد الشرطة الصهيونية لـ35 “يوما قتاليا” متواصلة وأحداث أمنية أكبر بثلاثة أضعاف أحداث أيار/مايو الماضي.
السيناريو الذي كشفت عنه صحيفة “يديعوت” أكد أن المدن المختلطة، وعلى رأسها اللد والرملة ويافا وعكا وحيفا ونوف هجليل (نتسيرت عيليت سابقًا) ستكون مراكز لمواجهات في الداخل المحتل.
حالة التوتر والانهيار الأمني المتوقع في الضفة الغربية والقدس باتت أكثر ارتباطًا بالداخل الفلسطيني، حيث انتقل مركز الثقل والمواجهة الى الداخل المحتل عام 48 بالتزامن مع التصعيد في القدس والضفة الغربية.
حكومة الائتلاف نقلت المواجهة الى الداخل المحتل عام 48 بعد ان أطلقت وزيرة الداخلية إيليت شاكيد، والى جانبها وزير الاسكان زئيف الكين مشاريع استيطانية تشمل بناء مدينتين على الاراضي المصادرة من فلسطيني الداخل 48.
إجراءاتٌ استيطانية حَوَّلت النقب والداخل المحتل عام 48 الى بؤرة ساخنة، وساحة حرب حقيقية فرضت نفسها على المجتمعين في النقب من وزراء خارجية مصر والامارات والمغرب والبحرين، الى جانب وزيري خارجية الاحتلال والولايات المتحدة الامريكية؛ فالقمة تحولت الى عنصر تأزيم واضطراب سياسي وإقليمي حاول وزير الخارجية المصري التخفيف من حدته بالقول: “إن قمة النقب لم تنعقد لبناء تحالف ضد طرف معين”.
الفوضى السياسية والأمنية كبيرة، وقدرة الاحتلال على ضبط المشهد الداخلي تتراجع يومًا بعد آخر في ظل التصعيد والحسابات المعقدة للائتلاف الحاكم متعدد الرؤوس (غانتس وبينت ولبيد) الذي يفتقد القيادة المتجانسة؛ ما يشكل ثغرة تفتح الباب واسعًا لبعثرة جهود دولة الاحتلال لتحسين تموضعها الإقليمي والدولي في مقابل تعزيز فرصة الفلسطينيين لتحسين تموضعهم إقليمياً ودولياً في مواجهة الاحتلال وأجندته المضطربة على وقع الاتفاق النووي والأزمة الأوكرانية.
* حازم عياد كاتب وباحث سياسي
المصدر: السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

إسرائيل تعيش حالة رعب… وهذا هو السبب

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة