العالم يحتج على الأسعار والعرب في نوم عميق

محمود زين الدين18 نوفمبر 2022آخر تحديث :
الأسعار

الإضرابات والاحتجاجات لم تقتصر على أوروبا وإنما امتدت إلى دول عديدة في أمريكا اللاتينية وأسيا.
تشهد دول أوروبا عديدة موجة جديدة من الاضطرابات والاحتجاجات بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وغلاء المعيشة، وللمطالبة برفع الأجور.
الشارع العربي لن يبق يغط في نوم عميق إلى الأبد، وذات يوم سيصرخ بالشكوى والأنين وصيحات الغضب التي قد يكون وقت ضبطها قد فات.
الحكومات العربية مسترخية على رمال الطمأنينة غير مكترثة بما يحدث وترى أن هذا السكون والركود في الشارع العربي عنوان نجاح لها.
واقع الأمر نذير فشل وشؤم، فالانفجار العربي إذا وقع سيكون من الصعب ضبطه، وسيحتاج وقتا وكلفا والأجدر بالحكومات العربية أن تصلح حالها.
* * *

بقلم: علي سعادة

أوروبا التي يعيش مواطنها في ظل برامج حماية عمالية واجتماعية فائقة الجودة بدأت تئن وتشكو من تكاليف الحياة وارتفاعها وندرتها أحيانا.
إذ تشهد دول أوروبية عدة موجة جديدة من الاضطرابات والاحتجاجات بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وغلاء المعيشة، وللمطالبة برفع الأجور.
وتسعى الدول الأوروبية لمواجهة ارتفاع الأسعار، وبشكل خاص أسعار الطاقة التي تأثرت أسعارها كثيرا بالحرب الروسية على أوكرانيا، بعد وقف موسكو ضخ الغاز غربا، الأمر الذي دفع دولا أوروبية إلى تسريع خطط التدخل الطارئ لحماية الأسر والشركات، وسط تحذيرات من اضطرابات اجتماعية واسعة النطاق إذا لم تتم السيطرة على الأسعار.
الإضرابات والاحتجاجات لم تقتصر على أوروبا وإنما امتدت إلى دول عديدة في أمريكا اللاتينية وأسيا.
في مقابل ذلك لم يشهد الوطن العربي الكبير أي حركة احتجاج مؤثرة ونشطة على الارتفاع الكبير في الأسعار وارتفاع فاتورة الوقود، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وضعف الرواتب والأجور، والتضخم والركود ما شابه ذلك من مصطلحات اقتصادية تطرق آذان المواطن العربي كل لحظة في نشرات الأخبار والتصريحات الحكومية الرسمية.
هل صمت الشارع العربي نابع من حالة خوف مزمنة من التحرك وإظهار “العين الحمراء” للحكومات وأصحاب القرار، أم أنه وصل إلى قناعة أنه لا جوى من الاحتجاج والتظاهر والخروج إلى الشارع، أم أنه ترك أمر هذه الحكومات لله ليدبر أمرها ويسقطها عن الكرسي، فهو يذل من يشاء ويعز من يشاء.
وأظن أن الحكومات العربية مسترخية على رمال الطمأنينة، وتضع رجلا فوق رجل، غير مكترثة بما يحدث، وترى أن هذا السكون والركود في الشارع عنوان نجاح لها.
لكنه في واقع الأمر نذير فشل وشؤم، فالانفجار إذا وقع سيكون من الصعب ضبطه، وسيحتاج إلى وقت وكلف، والأجدر بهذه الحكومات أن تصلح حالها بدلا من أن يصلحها الشارع الذي لن يبق يغط في نوم عميق إلى الأبد، وذات يوم سيصرخ بالشكوى والأنين وصيحات الغضب التي قد يكون وقت ضبطها قد فات.

*علي سعادة كاتب صحفي من الأردني

المصدر: السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

ما أقساه من شتاء على الفقراء

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة