هل سباب ترامب لنتنياهو يعني انتهاء الترامبية؟ |تحليل

عبد الرحمن خالد11 ديسمبر 2021آخر تحديث :
ترامب

“ترامب سب صديقه القديم نتنياهو بعبارة نابية” هكذا عنونت الصحافة العبرية مقالات نشرت أمس الجمعة، مؤكدة أن الرئيس الأمريكي الذي ترك السلطة منذ نحو العام، وهو ما يعني تطورا جديدا في التزاوج اليميني الصهيوني مع الظاهرة الترامبية في السياسة الأمريكية، والتي لا تزال تهددها، بالفترة المحتملة المتبقية للرئيس الأمريكي السابق.

باراك رافيد الصحفي الإسرائيلي قال أن الرئيس الأمريكي السابق شتم صديقه القديم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، بعبارة نابية، مشيرا إلى أنه لولا اعترافه بالسيادة الإسرائيلي على مرتفعات الجولان السورية عام 2019 لما قد فاز نتنياهو بالانتخابات التشريعية وقتئذ ولما استمر في السلطة لما بعد رحيل ترامب بأشهر قليلة.

نتنياهو صرح في يناير 2020، أي بعد أكثر من 9 أشهر من اعتراف الرئيس الأمريكي بالجولان السوري المحتل تحت السيادة الإسرائيلية، وقبل رحيله عن البيت الأبيض بعام واحد فقط، بأن الرئيس الأمريكي “فرصة لن تعوض بالنسبة لإسرائيل” في إشارة إلى متطلبات إسرائيل الأمنية و”الوطنية” التي ستفرضها صفقة ترامب للسلام “صفقة القرن”.

دونالد ترامب

نشر رافيد الصحفي الإسرائيلي مقالة عن مقابلته بموقع أكسيوس الأمريكي، قائلا أن دونالد ترامبو نتنياهو كانا أقرب الحلفاء السياسيين في السنوات الأربع التي تزامنا فيها في المنصب على الأقل في الأماكن العامة، مشيرا إلى أن هذا الأمر انتهى حيث قال الرئيس الأمريكي في تصريحاته “لم اتحدث إليه منذ ذلك الحين..” ثم شتمه بعبارة نابية.

جاء ترامب على ظهر جملته الأشهر “لنعيد أمريكا عظيمة من جديد”، بعد فترتين للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، شعر الأمريكيون وكأنه كان ديمقراطيا بشكل زائد عن الحد (ديمقراطيا نسبة للحزب الديمقراطي)، بينما يحتاج العالم لليمين (الجمهوري) بنسبة أكبر، ورحل على ظهر الجملة، حيث سياساته أظهرت على السطح أزمات أمريكا مع العالم، سواء بما يخص الأنداد كالصين وإيران وروسيا، من جهة، ومع الحلفاء من جهة أخرى، وهو ما أشعر الأمريكيين بالتهديد، وأشعرهم بالتهديد بشكل أوضح أن الترامبية لن تحل الأزمات الأمريكية وربما تكون هي من تفاقمها.

الصحفي الإسرائيلي رافيد أشار في مقاله، إلى أن ترامب انتقد نتنياهو مرارا خلال مقابلتين من أجل كتابه، مضيفا أن القشة الأخيرة لترامب كانت عندما هنأ نتنياهو الرئيس الأمريكي الجديد حينذاك جو بايدن بفوز بالانتخابات الرئاسية في حين كان ترامب لا يزال يحاول إثبات أن النتيجة غير صحيحة وأنه الأحق بالفوز.

ترامب قال أن أول من هنأ بايدن بالانتخابات كان بيبي نتنياهو، قائلا أنه الرجل الذي فعل من أجله الكثير، أكثر مما فعل لأجل شخص آخر تعامل معه، كان يمكن له أن يظل صامتا ولكنه ارتكب خطأ فادحا، زاعما أنه شعر وكأنه ساعد على ضمان بقاء نتنياهو سياسيا لكنه لم يحصل منه على أي شئ في المقابل، معربا عن غضبه من الفيديو الذي هنأ فيه نتنياهو بايدن.

ونقل الصحفي الإسرائيلي عن ترامب قوله: “أحب بيبي حتى اللحظة، إلا أنني أحب الولاء، لقد كان أول من يهنّئ بايدن، ولم تكن مجرد تهنئة، وإنما سجل مقطع بالتهنئة”، وأشار ترامب إلى أنه في حين “شعر الرئيسان البرازيلي جايير بولسانارو، والروسي فلاديمير بوتين، أن الانتخابات مزورة، فإن نتنياهو أقر بفوز بايدن بالانتخابات”.

ترامب

يشعر ترامب بالمرارة مما فعل نتنياهو، في حديثه يتابع قائلا: “لقد أرسل الرسالة ولم يكتف بذلك بل سجل فيديو لجو بايدن يتحدث خلاله عن صداقتهما الكبيرة والعظيمة، ليس هناك أي صداقة بينهما، لأنهما لو كانا صديقان لما أبرمت إدارة أوباما حيث كان بايدن نائبه الاتفاق النووي عام 2015 مع إيران، وخمنوا ماذا؟ الآن سيفعلون هذا مرة أخرى (في إشارة لمفاوضات فيينا)”.

ربما يبدو ذلك عاطفيا نوعا ما، إلا أن المرارة التي يشعر بها تاجر العقارات، تتعلق بإيمانه العميق والشديد بالتحالف والصفقة، سيكمل ترامب في رئاسته لفترتين وربما للأبد، بصفقة هي تحالف يميني وثيق مع إسرائيل مع نتنياهو، ربما يكون ذلك صحيحا إذا قلنا أن نتنياهو رحل عن السلطة بعد ترامب ببضعة أشهر قليلة؟

إذا لم يكن هناك دليل على ذلك وهو بالفعل يبدو مجرد تخمينا، ولكن ربما لو سألنا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ذلك لأجاب بالتأكيد، الرجل يقول لم يجف الحبر وأرسال نتنياهو رسالته إلى بايدن وسجل فيديو، مشيرا إلى خطأ فادح ارتكبه حيث كان يمكنه أن يظل صامتا، وهو ما يؤكد أن ترامب يربط بين تأكيد هزيمته وتحققها فعليا بحديث نتنياهو، وأن مجرد الصمت وليس الدفاع عن فوزه بالانتخابات كان جديرا بواقع مختلف.

ترامب في حديثه أشار إلى قراراته بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيران، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس والإبقاء على القوات الأمريكية في المنطقة، والاعتراف بهضبة الجولان المحتلة كجزء من إسرائيل، لافتا إلى أن تلك الأفعال التي قام بها لم يقم بها أي رئيس أمريكي سابق لإسرائيل، (فردانية تستحق التأمل).

ربما راهن الرئيس الأمريكي على سياسته بشقها الخارجي، على صفقته “السلام مقابل الازدهار” على تتويج تلك “الانجازات” بالنجاح الساحق والاستمرار في السلطة للأبد كما صرح مرات عدة، مما يعني أن ترامب مؤمن بشدة أنه من أجل البقاء في السلطة عليك أن تفعل ما لم يفعله أحد لإسرائيل، وأن يعترف الإسرائيليون بفضلك واحترام الولاء والصداقة في اختيار الانحيازات.

اعتمد دونالد ترامب خلال فترة رئاسته على العقوبات والامتيازات الاقتصادية، كحلول لمعضلات لا حل جذري لها حتى ولو كان صفقة، وهو ما يظهر جليا في خطة “صفقة القرن”، وتعامله مع خصوم أمريكا وعلى وجه التحديد إيران، وهو ما اعتنقه رئيس وزراء إسرائيل السابق المهدد بالسجن، لكن وكما هو واضح فإن جو بايدن جاء من عمق السياسة الأمريكية ليزيح ذلك كله، وهو ما فعله الحلفاء الجدد في إسرائيل لإزاحة نتنياهو.

ترامب

نتنياهو رد على سباب ترامب “F**k him”، وأشاد بيان صادر عن مكتبه بما فعله من أجل دولة الاحتلال، لكنه في الوقت ذاته أكد أنه “يقدر بشكل كبير أهمية التحالف القوي بين إسرائيل والولايات المتحدة، ولذلك كان مهما أن يهنئ الرئيس الجديد”.

يعتبر ترامب أن نتنياهو قد خان “الترامبية” التي شكلها كثنائي ظن أنه سيدوم طويلا، لكن رد نتنياهو على ما يبدو فيه من السياسة ما افتقده ترامب، وهو مايوضح مدى احتمالية عودة نتنياهو للسلطة إذا لم يدخل السجن، واحتمالية انتهاء الترامبية للأبد.

موضوعات تهمك:

ترامب: بايدن دمر كل ما فعلت

نتنياهو خائف من الاغتيال ويطلب تمديد حراسة أسرته

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة