هل تُقدم روسيا مساعدات حقيقية لمصر في المجال النووي؟

أحمد شيخون25 سبتمبر 2018آخر تحديث :
محطة الضبعة ... هل تحقق طموحات المصريين في الدخول لناد النووي
محطة الضبعة ... هل تحقق طموحات المصريين في الدخول لناد النووي

أحمد شيخون

أضحت روسيا واحدة من الأقطاب الكبرى في المجال النووي، حيث احتلفت في الثامن والعشرون من سبتمبر الماضي بمرور 73 عاماً على نشأة قطاع الطاقة النووية بها.

ورغم زيادة أعداد المفاعلات النووية لتصل إلى 34 مفاعلاً تحت الإنشاء في اثني عشر دولة، في فنلندا أوربياً وحتى الصين آسيوياً، إلا ان مؤسسة روس أتوم النووية باتت هي الأولى عالمياً التي تُعنى بإقامة وتشغيل المحطات النووية خارج موسكو، وقد حظيت روس أتوم بهذه المكانة لسنوات عديدة، كما أنها لاعباً أساسياً في منطقة الشرق الأوسط، حيث تولت تنفيذ العديد من المحطات والمشروعات النووية في كل من مصر وتركيا والأردن وبعض الدول الأخرى في المنطقة.

ويبدو مفاعل القدرة المائية من الجيل الثالث المتقدم (أو الثالث بلس) هو آخر ابتكارات وإنتاجات التكنولوجية الروسية في مؤسسة روس أتوم ضمن تنفيذها لمجال المفاعلات النووية، حيث أضحى أحدث التصميمات لهذا النوع من المفاعلات عالمياً.

ومع أوائل العام 2017، قامت روسيا بإطلاق أول محطاتها من هذه النوعية التي تعمل على هذا النوع من المفاعلات في روسيا، وهو نفس النوع الذي ستعتمد عليه محطة الضبعة النووية في مصر والمسمى بـــــ ” مفاعل القدرة المائيةVVER 1200″ والذي يمثل أحدث أنواع المفاعلات النووية وأكثرها أماناً في العالم.

فهل حقاً يمكن ان تكون روسيا معول بناءً لمصر في الفترة القادمة خاصة في المجال النووي مثلما كانت أيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أم انها تتخلى عنا في الأوقات العصيبة؟

الساعة 25 طرحت هذا التساؤل علي العديد من خبراء النووي في مصر من خلال التحقيق التالي…

تميز روسي

في البداية يؤكد الدكتور يسري أبو شادي، خبير الطاقة النووية في الأمم المتحدة والرئيس السابق لقسم الهندسة النووية في جامعة الإسكندرية، ضرورة النظر لكم الأرت التاريخي بين مصر وروسيا، والعلاقات التاريخية التي تربط البلدين، ولا عجب في نوعية الدور المنتظر من روسيا لمصر في مجال الطاقة النووية ، فروسيا تمتلك سنوات خبرة طويلة نووياً، ومصر تريد الوقوف على أول درجات المفاعلات النووية بشرط أن يكون ذلك في الإطار الدولي المسموح به ، ولذلك فإن الدور الحيوي الذي تلعبه روسيا في دعم مصر في أزمات ومواقف وظروف سياسية عديدة كان له تأثير هائل في بناء صورة إيجابية للغاية لروسيا بين المصريين.

مضيفاً إلى أن الرغبة المصرية تلاقت مع الروس في البحث وإيجاد شركة عالمية بحجم مؤسسة روس أتوم لتنبي وبناء وتنفيذ محطة الضبعة النووية إضافة للوقفات الروسية بجانب مصر خلال العقود الماضية.

وعن السبب في اختيار مصر لهذه النوعية من المفاعلات يرى أبو شادي إلى أن اختيار مفاعلات VVER-1200 والتي تنتمي للجيل الثالث المتقدم (الثالث بلس) يأتي لكونه هو الأكثر أماناً على مستوى العالم حالياً.

لكن هذا لا يمنع مطلقا أن مؤسسة روس أتوم تملك مكانة كبيرة لها في الشرق الأوسط عبر تنفيذها العديد من المفاعلات النووية، لذلك تُعد الشرق الأوسط أهم وأكبر أسواق الشركة إقليمياً، لتمتعها بمكانة تقنية وعلمية طويلة في ظل تعاونها المستمر مع العديد من دول المنطقة.

ويشير الخبير النووي إلى مكانة روس أتوم التاريخية في مجال التنفيذ النووي، فيكفي أن لها 70 عاماً تعمل في شتى المجالات المتعلقة بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وهو ما يعني أن لديها كل ما يلزم لمساعدة دول المنطقة ومن بينها مصر، على البدء في كتابة تاريخ نووي جديد لها.

ويختتم الخبير النووي كلامه بالتأكيد على ان منظومة الطاقة العالمية تشهد تغيرات ملموسة حالياً، في ظل وجود مناشدات دولية لتقليل نسب التلوث الهوائي والغازات والنفايات، فإن أغلب الدول النووية باتت تتجه إلى الاقتصاد منخفض الانبعاثات الكربونية، وهو ما يؤهل الجميع للدخول إلى الاستخدامات النووية التي تُعد طاقة بدون انبعاثات كربونية، فمن المنتظر أن تلعب الطاقة النووية دوراً محورياً في مزيج الطاقة المستدام خلال المستقبل، وبالطبع في مصر أيضاً، خاصة وأنّ الحلم النووي المصري الذي استمر على مدار 60 عاماً على وشك أن يتحقق على يد شركة روس أتوم الروسية، التي ستقيم أولى مشروعات الطاقة النووية في مصر بمنطقة الضبعة.

صداقة تاريخية

ويتفق الدكتور عبد العاطي سالمان، رئيس هيئة المواد النووية الأسبق: مع سابقه في التأكيد على ان هذه المؤسسة لها باعا طيل في إنتاج وتنفيذ المشروعات النووية عالمياً، والعلاقات الوطيدة بين مصر وروسيا على مر تاريخهما وصداقتهما عبر عشرات السنين خاصة المجال التكنولوجي والتعليمي.

ويشير سالمان إلى السد العالي كأحد الشواهد الباقية على الصداقة المصرية الروسية وما قدمته موسكو في سبيل تذليل الصعاب امام مصر لتنفيذ حلمها ببناء السد العالي، لذلك فمصر تعول كثيرا على الاستفادة القصوى من منظومة روسيا النووية ونقل التكنولوجيا الروسية عن طريق التعاون الثنائي بين البلدين في هذا المشروع العملاق.

وحول الأموال التي ستنفق على إنشاء محطة الضبعة، فيرى الدكتور سالمان أن المفاعلات بطبيعتها تستهلك من الموال الكثيرة نظرا لدقيق عناصرها وتكلفتها العالية لكن بالقياس لمردودها المادي المستقبلي فإن الجميع يعلم كم الاستفادة المنتظرة من هذا المشروع محليا وإقليمياً وعالمياً، وان نجاح مؤسسة روس أتوم في إقامة المحطة النووية بمصر سيعود عليها بفرص جديدة في العديد من الدول العربية والإفريقية.

 

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة