هل توجد شريحة للتحكم بنا في لقاح “كورونا”؟!

محمود زين الدين4 أكتوبر 2021آخر تحديث :
كورونا

أطمئن الأخوة أصحاب نظرية المؤامرة بأننا تحت السيطرة الكاملة دون الحاجة إلى شرائح في لقاحات كورونا!
أدت إشاعات بشأن اللقاح وربطه بشبكات الجيل الخامس G5 من إنترنت لوقوع هجمات استهدفت أبراج الاتصالات وموظفين عاملين بالمجال.

رغم التشكيك بمصداقية لقاحات كورونا شهدت نسبة المقبلين على التطعيم عبر العالم نموا ملحوظا إذ تلقى نحو 46% من سكان العالم جرعة واحدة على الأقل.

الغرب لا يحتاج أبدا لوضع شريحة للتحكم بنا، فهو يتحكم بنا منذ أكثر من قرن دون شرائح وأقمار اصطناعية وروبوتات بوضعه حكومات تنفذ سياساته حرفيا.

لم يعد الغرب بحاجة لاحتلالنا عسكريا لكلفة ذلك ماليا وقانونيا وإنسانيا فهو يحتلنا بعدة طرق منها قروض ومساعدات وسيطرة على مقدرات بلاد العرب والمسلمين.

* * *

أكثر ما يضحكني هو قول أحدهم إن ثمة مؤامرة عالمية ضد المسلمين والعرب تختبئ خلف لقاح كورونا، وبأن الغرب زود اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بشرائح تسمح بتتبع الأشخاص الحاصلين على التطعيم أو أن التلقيح يجعل متلقيه ممغنطا، تلتصق بجسده بعض الأجسام المعدنية.

ويدعي كثيرون ان بيل غيتس، نجم نظريات المؤامرة، كان خلف وضع الشرائح المزعومة في جرعات اللقاح.
والمضحك أن الغرب لا يحتاج أبدا لوضع شريحة للتحكم بنا، فهو يتحكم بنا منذ أكثر من 100 عام دون شرائح ودون أقمار اصطناعية ودون روبوتات، وذلك بوضعه حكومات تنفذ سياساته عن بعد وبشكل حرفي، ولم يعد الغرب بحاجة إلى احتلال بلادنا عسكريا لما له من كلفة مالية وقانونية وإنسانية، فهو يحتلنا بأكثر من طريقة من بينها، القروض والمساعدات والسيطرة على مقدرات البلاد العربية والإسلامية.

وبالتالي أطمئن الأخوة أصحاب نظرية المؤامرة بأننا تحت السيطرة الكاملة دون الحاجة إلى شرائح!!

وعلميا تبدو الفكرة غير قابلة للتطبيق إذ يقول اختصاصي الأمراض المعدية للأطفال في جامعة ميريلاند، مات لورينز، الذي شارك في التجارب التي أجرتها “موديرنا” و”نوفافاكس”، إن وضع الرقائق في اللقاحات “ليس من الممكن؛ نظرا للحجم الذي سيكون مطلوبا لتلك الشريحة”.

وأضاف أن “تلك الشريحة لا بد أن تكون موصلة بمصدر للطاقة وبالإضافة، على مصدر الطاقة ذاك أن يرسل إشارة عبر إنش واحد على الأقل من العضل والدهون والبشرة إلى جهاز بعيد، وهو مرة أخرى، غير منطقي”.
وفي استطلاع شمل 1500 أمريكي، في تموز/ يوليو الماضي، قال 5 بالمئة من المشاركين إن الحكومة تستخدم اللقاح لوضع رقائق في السكان، بينما قال 15 بالمئة إن الأمر ربما يكون صحيحا.

وقادت الإشاعات بشأن اللقاح وربطه بشبكات الجيل الخامس من إنترنت 5G إلى وقوع عدة هجمات استهدفت أبراج الاتصالات، وكذلك موظفين عاملين بالمجال.

ووفقا لمتخصصين فإن لقاحات كورونا يتم حقنها باستخدام إبرة بقياس 22- 25، تتراوح أقطارها الداخلية ما بين 0.26 ملم و0.41 ملم، بينما الشريحة المزودة 5G تصغر قليلًا عن حجم عملة معدنية.

وبحسب مواقع إعلامية فقد طورت شركة سويدية أنظمة شرائح من الممكن حقنها تحت الجلد، إلا أنها تتطلب إبرة أكبر بكثير من تلك المعتمدة للقاحات، ورغم ذلك فهي لا تزال أصغر من أن تتضمن مصدر طاقة أو قدرات على التتبع.

ودفع انتشار نظريات المؤامرة في هذا الوقت الحساس بعض المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي إلى التدقيق على المحتوى المرتبط باللقاحات، وصلت حد حذف منشورات وإزالة فيديوهات تروج لمعلومات مغلوطة.
ورغم عمليات التشكيك في مصداقية لقاح كورونا، فإنّ نسبة المقبلين على التطعيم عبر العالم شهدت تطورا ملحوظا إذ تلقى حوالي 46% من سكان العالم جرعة واحدة على الأقل من لقاح كورونا، وتم تطعيم 34.1% بشكل كامل إلى حدود الجمعة الماضي.

وتم إعطاء 6.3 مليارات جرعة على مستوى العالم، ويتم الآن إعطاء 35 مليون جرعة كل يوم، فيما تلقى 1.3% فقط من الناس في البلدان منخفضة الدخل جرعة واحدة على الأقل.

* علي سعادة كاتب وصحفي أدني

المصدر| السبيل الأردنية

موضوعات تهمك:

كيسنجر والنظام الدولي بعد «كورونا»

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة