هل تتولى السلطة في سوريا إمرأة!!

مصطفى حاج بكري1 يناير 2020آخر تحديث :
هل تتولى السلطة في سوريا إمرأة!!

المحتويات

تحدثت وسائل إعلام روسية عن خطة لدى القيادة الروسية لإزاحة بشار الأسد عن السلطة وذلك تماشيا مع الضغوط الدولية التي ترفض محاولات إعادة تأهيله بعد كل الدماء والانتهاكات التي شهدتها الأراضي السورية على امتداد أكثر من ثمان سنوات ويرشح الكرملين بجدية زوجة رأس النظام السوري لتولي هذه المهمة ويقول مهتمون بالشأن السوري إن الخطة الروسية تهدف إلى نقل السلطة إلى “أيد نظيفة وشخصية مقبولة محليا ودوليا”، ويعتقد أنها شخصية مناسبة وخاصة أنها أمرأة وتحمل الجنسية البريطانية وتتزامن المحاولة تلك مع أنشطة عبر وسائل إعلام محلية وروسية وهي ترصد تحركات اجتماعية وسياسية اقتصادية، باشرت زوجة رأس النظام تكثيفها،Asma al Assad استعدادا لتعزيز قاعدتها الشعبية ورفع موثوقيتها لدى الأطراف الدولية المؤثرة.
ونشر موقع “نيوز رو” الروسي مقالا تحت عنوان “روسيا متلبسة بشبهة تغيير الرئيس السوري”، تحدثت فيه عن مساع روسية لنزع مقاليد السلطة من يدي بشار الأسد، بعد ان أصرت الأطراف الدولية على رفض استمراره على رأس السلطة في سوريا وتحميله مسؤولية الدمار والدماء في البلد الذي تنهشه الحرب منذ أكثر من ثماني سنوات. وأشار الموقع الروسي في سياق مقالته إلى أن أسماء الأسد تبدو أكثر الشخصيات “أهلا ومقبولية” لتولي رئاسة البلاد، وبخاصة بعد تفعيل دورها وزيادة تأثيرها في الأشهر الأخيرة، تجلت في تبييض صفحتها من باب مكافحة الفساد عبر تحييد رجال أعمال مقربين من السلطة ، ومن ضمنهم رامي مخلوف ابن خال الأسد، الذي تم حجز أمواله وأموال زوجته وعدد آخر من شركائه وزوجاتهم، كان آخرهم أيمن جابر المعروف في عالم الأعمال بلقب (ملك الصلب والحديد) وقائد ميلشات الشبيحة في الساحل السوري وكل ذلك تحت راية القضاء على الفاسدين الذين نهشوا اقتصاد الوطن.

وكانت الجمارك السورية أصدرت قبل أيام، قراراً بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة التي يمتلكها رامي مخلوف، وكل من باهر السعدي، ومحمد خير العمريط، وعلي محمد حمزة، إضافة إلى زوجاتهم، وعلى شركة آبار “بتروليوم سيرفيسز”، بحجة أن هذه الخطوة تأتي “ضمانا لحقوق الخزينة العامة من الرسوم والغرامات الواجبة بقضية تتعلق بمخالفة أنظمة الاستيراد والتهرب الضريبي المقدر بملايين الدولارات.

أسماء 1
ويرى مراقبون روس أن هذه الخطوة تقف وراءها موسكو، لأسباب عدة أهمها تحصيل ديون ومبالغ مستحقة على الدولة السورية ، تقدر بمليارات الدولارات، إضافة إلى أن هذا الإجراء سيسهل من مهمة أسماء الأسد وتعبد لها الطريق بعد أن تقدم كبطلة قومية تحارب الفساد وتعاقب رموزه مهما علا شأنهم وقوتهم الاقتصادية ويعتبر الداخل السوري أن تسديد ضربة لرامي مخلوف ابن خال الأسد وزراعه الاقتصادية الأولى ويمتلك مزودي الهاتف النقال الوحيدين في البلاد “سيريتل”، و”أم تي إن”   ويسيطر على “السوق الحرة”، ولطالما كان مؤثرا في سياسات البلاد الداخلية وخاصة من تعينات المسؤولين الأمنيين والسياسين بصفته المقرب الأول من عائلة الأسد وزراعهم الاقتصادي الضارب.
وبرأي ضالعين بالشأن السوري، “أن أسماء استطاعت بهذه الخطوة التي ترسم لها بدقة وعناية  قنص عصفورين بطلقة واحدة، إذ تمكنت من القضاء على منافس قوي لها، يسيطر على قطاعات ضخمة في الاقتصاد السوري وتجييره لصالحها، كما ظهرت بمظهر المدافعة عن حقوق السوريين والمنصفة لمطالبهم، إذ زادت معاناتهم في الآونة الأخيرة ولايخفون تذمرهم من الفقر والفساد الذين عشعش في كل تفاصيل حياتهم.”

Asma al Assad1
وتحاول جهات إعلامية محسوبة على الجانب الروسي إظهار أسماء الأسد كناشطة مهتمة بالجانب الإنساني وتظهرها تارة في زيارات لجرحى جيش النظام ومصابيه واستقبال ذوي القتلى وأصحاب الاحتياجات الخاصة ورعاية أنشطة الطفولة والمرأة واستقبال المتفوقين في الدراسة، وغيرها من الفعاليات الاجتماعية والإنسانية. كما استثمرت صورها أثناء العلاج من مرض السرطان، لإحراز تعاطف شعبي والتقرب من قلوب البسطاء، واظهرتها وسائل إعلام النظام كبطلة تقهر حتى مرض السرطان وربما طالعنا رئيس مجلس الشعب السوري نجدت أنذور مخرج ومبتكر موجة مسلسلات الفانتازيا التاريخية لاحقا بصورة البطلة المنقذة للواقع السوري في سيناريو يحاكي مسلسل الموت القادم من الشرق وبطلته شمس التي تحارب فساد رجالات أبيها المتحكمين باقتصاد بلدها وامنه بالتعاون مع صديق طفولتها وحبيبها سيف. وتبقى الصعوبة في تطبيق هذا السيناريو هو شخصية حبيب شمس الشموس السورية (أسماء الأسد) هل يكون عشيق روسي ينقض على الزوج المخدوع بشار في غفلة من حراسه الطائفين  أو يكون جنرال إيراني عقدا معا زواج متعة بمعرفة زوجها بشار الأسد و بمباركته.Asma al Assad3
ولعل التغيرات في صفوف المسؤولين الحكومين والأمنين والعسكرين التي تجري تباعا تصب في صالح و يعبد طريق الوصول إلى رأس السلطة أمامها. وتعتقد مصادر القرار الروسي أن الأمر لن يكون مزعجا للطائفة العلوية ولن يلقى معارضة شديدة من صفوف المعارضة وخاصة أن ترافقت هذه الخطوة مع مكاسب شخصية لبعض الشخوص المعارضة الانتهازيين الذين يتطلعون للمناصب وهؤلاء تعرفهم روسيا جيدا وخبرتهم خلال مسيرتها الطويلة مع مساري أستانا وسوتشي.

Asma al Assad2

ويعتقد محسوبين على الثورة أن هذا الأمر لن يمر بسهولة وخاصة أنها تتحمل مسؤولية الدماء جنبا إلى جنب مع زوجها حسب تعبيرهم فلو كانت حقا تتعاطف مع الشعب السوري لسجلت موقفا منذ بداية الثورة ومع اول قطرة دماء سالت من طفل ويقول موقع”بروكار برس”،على لسان محلل روسي رفض التصريح عن اسمه  إن “موسكو لاحظت في أكثر من موقف تزمت بشار الأسد، ووضعه العراقيل في عجلة الحل السلمي وتشكيل اللجنة الدستورية، موضحا بذلك عدم استعداده للتنازل عن السلطة. وهذا الأمر قد يكون أجبر الكرملين على البحث عن آلية نقل للسلطة، يقبلها الأسد وترضي جميع أطراف النزاع المحليين منهم والدوليين. وأسماء الأسد في نظر الكثير من السوريين تعد مثالا للمرأة السورية العصرية، ومن وجهة نظر المجتمع الدولي، تولي امرأة رئاسة بلد عربي، ستكون حدثا ديمقراطيا يصعب الوقوف ضده”.

وزاد الخبير الروسي: “كما أن أصول أسماء الأسد السنية، ستؤهلها لتكون عامل توازن في المعادلة الطائفية، فهي من عائلة سنية معروفة وزوجة بشار ذي الأصول العلوية”.

Asma al Assad5
وفي المقابل، رأت الصحفية جهان عبد الكريم المحسوبة على الثورة السورية. ان الأمر اذا فرض ولو لفترة مؤقتة أو فترة انتقالية سيكون محبطا لشريحة كبيرة من السوريين وخاصة الذين تهجروا في أصقاع الأرض وأعتقد أنه لايمكن ان تشهد عودة جماعية للمهجرين إلا إذا ترافق تولي أسماء السلطة مع تغيرات أمنية وضمانات دولية بوقف الاعتقال التغييب القسري واطلاق سراح معتقلي الرأي وكشف مصير آلاف المختفين منذ بداية الثورة السورية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة