هل الصراخ مفيد لصحة الإنسان النفسية والعقلية؟

محمد جابر25 سبتمبر 2022آخر تحديث :
الصراخ

هناك فكرة شائعة عن أن الصراخ في غرفة مغلقة أو مكان مفتوح بعيد الناس يخلص الإنسان من توتره، إلا أن الخبراء أكدوا أن هناك أدلة قليلة على أن هذا الأمر قد يوفر فوائد طويلة الأمد على الصحة العقلية.

وابتكر عالم النفس آثر جانوف علاج الصراخ البدائي أواخر الستينيات ويستند فكرته إلى أن صدمات الطفولة المكبوتة هي أصل العصاب وهو اضطراب عصبي وظيفي ويمكن أن يساعد الصراخ في التخلص من الألم وأصبح هذا النهج شائعًا في السبعينيات ويقول الخبراء المعاصرون أن العلاج ليس لديه سوى القليل من الأدلة لدعمه.

ويقول البروفيسور ساشا فرهولوز من قسم علم النفس في جامعة زيورخ والذي يتضمن بحثة الآليات المعرفية والعصبية لإنتاج الصوت والمعالجة العاطفية في رأيه لا يوجد دليل علمي على أن العلاج البدائي بالصراخ له أي آثار إيجابية، في علاج الاضطرابات العقلية والنفسية بالنظر إلى العلاج النفسي الحديث هو نهج علاجي قائم على الأدلة فلا توجد مدرسة علاج نفسي جادة تستخدم أي عناصر من العلاج البدائي بالصراخ اليوم.

وأضاف فروهولز أنه يعتمد بي إس تي أيضًا على افتراض خاطئ جزئيًا أن أحداث الحياة المبكرة الصادمة يتم تخزينها كمجموعات عقلية وجسدية مثل السجن لا يمكن حلها إلا عن طريق الخروج.

وأشار فروهولز أيضًا إلى أن العلاج الأولي بالصراخ يستخدم في الغالب صرخات الغضب والتي يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية.

وأكد أنهم يعلمون أن مثل تلك التعبيرات المتسقة عن الغضب كطريقة علاجية ليس لها آثار سلبية على النتيجة العلاجية ويظهر بحثهم أن الصرخات الإيجابية سواء الفرح أو السرور هي أكثر صلة بالبشر وتحث على الترابط الاجتماعي كأثر إيجابي.

وقالت الدكتورة ريبيكا سيمنز ويلر كبيرة المحاضرين في علم النفس في جامعة برمنجهام سيتي أنها تشك أيضًا في الفوائد طويلة المدى للصراخ على الصحة العقلية على الرغم من أنها قالت أن القليل من البحث قد تم إجراؤه.

وأضافت أن الوضع الحالي هو أنهم لا يعرفون حقًا ولكن بناءًا على ما يعرف من غير المحتمل أن يكون ذلك مفيدًا.

كانت هناك مخاوف طرحتها ويلر عن أن الصراخ أو السماع لصراخ الآخرين يمكن أن ينشط آلية القتال أو الهروب في الجسم وهو ما يزيد من الأدرينالين والكورتيزول، وأن هذا العلاج هو عكس ما يتم فعله بعلاجات أخرى مثل التأمل أو اليوجا والتي عادة ما تنشط الجهاز العصبي السمبتاوي الذي يساعدك على الإبطاء وتقييم والسماح لقشرة الفص الجبهي بالحصول على بعض الجولوكوز مرة أخرى وتساعد على اتخاذ قرارات أفضل.

وأضافت ويلر أنه إذا أصبح الصراخ عادة فقد يعيق ذلك أيضًا اتخاذ إجراءات أخرى قد تكون أكثر فائدة عندما يتعلق الأمر بمعالجة المشاعر لكنها أشارت إلى أن السياق مهم ومن الممكن أن يساعد الصراخ إذا تم إجراؤه في مجموعات ويسمح للناس بالترابط.

واختتمت حديثها بحسب ما نقلت صحيفة الجارديان البريطانية بأنها تشكك للغاية بشأن الفوائد المحتملة خاصة على المدى الطويل لكن إذا كان الشخص يريد أن يفعل ذلك من أجل الضحك فلماذا لا؟ مشيرة إلى أنه قد يشعر بالرضا لدقائق لكنها لا تعتقد أن له أي إمكانات كعلاج دائم أو مستمر.

موضوعات تهمك:

لماذا علاج البرد التقليدي قد يكون خطير؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة