هبة سليم

هيا عبد الواحد18 نوفمبر 2019آخر تحديث :
هبة سليم
هبة سليم

هبة سليم. هبة عبد الرحمن سليم هى فتاة مدللة عاشت حياة الرفاهية ولا تذق طعم الفقر او الاهانة منذ أن كانت طفلة الى ان وصلت الى المرحلة الجامعية رغم هذا إلا أن هبة سليم كانت تعتبر من أخطر الجواسيس التى تم تجنيدهم على يد جهاز المخابرات الإسرائيلى “الموساد” لنقل المعلومات الهامة الخاصة بالجيش المصرى أثناء فترة الحرب.

ما لا تعرفونه عن هبة سليم

هبة سليم تلك الفتاة التى عاشت فى العاصمة القاهرة فى افضل احيائها المهندسين. فتاة كل احلامها أوامر كما يقال. درست مرحلة الثانوية العامة فترة وقوع حرب النكسة على مصر. كانت تحلم دائما بالسفر والابتعاد عن ارض الوطن هذا بسبب الحرب وعدم الشعور بالانتماء الى الوطن.

ومع رغبة هبة سليم فى السفر إلى خارج مصر وطلبها المستمر لتلبية هذا الطلب لم يستطع الوالد العامل في وزارة التربية والتعليم إلا الاستجابة إلى هذا الطلب والموافقة على سفر هبة سليم إلى الخارج.

سافرت هبة سليم الى باريس حتى تستكمل دراستها الجامعية. وبدأت هبة سليم فى أولى أيام الحياة الجامعية بالتعرف على صديقتها اليهودية والتى وجدت منها الصديقة المقربة التى تقضى معها معظم فترات يومها. ومع تقوية العلاقة بينهما وسرد القصص بينهما أخذت هبة سليم تحكى عن مصر وما فيها من حرب وخراب ودمار، بينما صديقتها الاخرى تحكى المقيض وما فى إسرائيل من تطور وتقدم كما أن اسرائيل ليست بدولة معادية على الإطلاق وما هى الا بلد تحب السلام وتكره الحرب. ومع سرد الصديقة لبلدها أخذ الخيال يكبر فى عقل هبة سليم حتى صور اسرائيل بالبلد التى لا مثيل لها على الأرض والمدينة الفاضلة التي تحلم هبة سليم ان تعيش فيها أسعد أيام حياتها.

مع الوقت زاد حب هبة سليم الى اسرائيل وتعلقها بها، لذا كان من السهل على المخابرات الاسرائيلية “الموساد” تجنيدها ونقل جميع المعلومات الخاصة بالجيش المصرى التى تساعدهم أثناء الحرب. كما زادت اهمية هبة سليم بالنسبة للموساد بعد علمهم انها على معرفة وطيدة بـ”فاروق عبد الحميد الفقى”.

المقدم فاروق عبد الحميد الفقى هو مهندس صاعقة بالجيش المصرى وكان يتولى منصب رئيس أركان حرب سلاح الصاعقة. المقدم فاروق هو من زاد اهمية هبة سليم عند الموساد هذا ولانه كان يعشقها ويرغب فى زواجها إلا أنها كانت لا تبادله نفس الشعور. لكن الموساد كان له رأى آخر بخصوص حب هبة سليم للمقدم فاروق الفقي. حيث أمرت الموساد هبة سليم ان تمثل على المقدم فاروق انها تبادله نفس الشعور وانها هى الاخرى ترغب فى الزواج به.

وبسبب أهمية منصب فاروق الفقى فى الجيش المصرى ومعرفته لكثير من المعلومات عن المعدات والاسلحة المتوفرة بالجيش المصرى كان يستعرض كل تلك المعلومات لـ”هبة سليم” أثناء مقابلاتهم على أساس التفاخر والتباهى بمنصبه. لكن هبة سليم كانت تستمع الى تلك الحكايات من منظور أخر ألا وهو نقلها الى الموساد لتزيد قيمة وقدر هبة سليم عندهم.

هبة سليم
هبة سليم

كيفية تجنيد هبة سليم للمقدم فاروق الفقي

بعد ان زاد حب المقدم فاروق الفقى لـ “هبة سليم” الى درجة الجنون كان من السهل عليها الوصول الى اى معلومة تريد معرفتها عن الجيش المصرى من اسرار حربية وأماكن وجود الأسلحة. ومع الوقت كان من السهل استدراج فاروق الفقى الى ان اصبح عميل للموساد. حيث قام بتسريب الأسرار العسكرية المتعلقة بالخرائط والوثائق الخاصة بالجيش المصرى ومنصات الصواريخ التي كانت تهتم بها مصر طويلا والحرص على العمل فى سرية حتى لا يصل الاخبار الى جيش الأعداء.

قام جيش العدو بضرب وترصد أماكن تواجد الاسلحة والصواريخ. بدأت المخابرات المصرية فى الشك بأن أحد القيادات الموجودة داخل الجيش المصرى هو من يقوم بتسريب اماكن تواجد الأسلحة. وقامت المخابرات المصرية بمراقبة جميع من فى الجيش من اصغر العاملين بالجيش إلى أعلى القيادات الموجودة به. حتى توصلت المخابرات المصرية إلى أن المقدم فاروق الفقي هو من يقوم بتسريب تلك الأخبار، وبعد تفتيش شقته وجد جهاز إرسال والحبر المستخدم في نقل المعلومات إلى هبة سليم. وقد قامت المخابرات المصرية بالقبض على فاروق الفقى واستجوابه ومن خلال التحقيقات اعترف بأنه قام بتسريب المعلومات إلى هبة سليم. وعلى الفور تم محاكمته وصدر حكم بالإعدام رميا بالرصاص بسبب خيانته للوطن. ولكن الغريب ان المقدم فاروق الفقي كان يعتقد إلى آخر لحظة أن الموساد سوف تتدخل وتنقذ حياته من الإعدام، إلا أنه ندم على فعلته ولكن قد فات الاوان.

هبة سليم
هبة سليم

الحيلة التي استخدمتها المخابرات المصرية للقبض على هبة سليم

أما بالنسبة لـ”هبة سليم” فبعد علم المخابرات المصرية بعملها كجاسوسة للموساد الاسرائيلى كان عليه استقطابها الى مصر لكن دون ان تشعر حتى لا تعرف أن أمرها انكشف وتفر هاربة. لذا قامت المخابرات المصرية بعمل حيلة حتى تسترجع هبة سليم إلى أرض مصر. حيث قامت المخابرات المصرية إقناع والدها بأن ابنته فى مشكلة كبيرة حيث أنها قامت بالانضمام إلى منظمة فلسطينية ضد اسرائيل، وان اسرائيل تبحث عنها ليلا ونهار للانتقام منها.

ومن واجب المخابرات المصرية التدخل باعتبارها مواطنة مصرية يجب حمايتها. وبعد اقتناع الوالد الذي كان يعيش فى ليبيا آنذاك. قام الوالد بالاتصال على ابنته بأنه يود رؤيتها هذا بسبب مرضه الشديد، لكن بسبب ذكاء هبة سليم وتشكك الموساد بانكشاف أمر هبة سليم طلبت الابنة أن يأتي هو إلى باريس لمعالجته، و لاكتمال الخدعة اتفقت المخابرات المصرية مع الحكومة الليبية بأمر الفتاة. لذا أقيم الاب فى احد مستشفيات ليبيا وارسلت الموساد أحدهم للتأكد بأمر الوالد ومرضه. وبعد التأكد قامت هبة سليم بالقدوم الى ليبيا لزيارة الوالد. لكن عند ركوبها الطائرة اقلعت لتتوجه إلى مطار القاهرة ولكن هبة سليم تظن انها قادمة الى ليبيا الى ان وصلت مطار القاهرة وتم القبض عليها وإيداعها فى سجن القناطر.

بدأت المخابرات المصرية فى التحقيق مع هبة سليم، لكن الذي ادهش الكثير من القيادات فى المخابرات المصرية هو ما تمتلكه الجاسوسة من ثبات وثقة انها هتخرج ولا تتعرض لأي ضرر أو عقوبة. حيث انها كانت تقتنع تماما بأن الموساد لن يتخلى عنها أبدا، هذا بسبب المجهودات والخدمات التي قدمتها للموساد والجيش الإسرائيلى. لكنها لا تعلم انها فى السجون المصرية وعلى الأراضي المصرية أى أن مصر وحدها هى صاحبة الحكم والقرار فى عقوبتها أو الإفراج عنها.

لكن مع الخدمات الكبيرة التي قدمتها هبة سليم للموساد إلا أن إسرائيل لم تتمكن فى إنقاذ الجاسوسة أو تخفيف الحكم عليها. بل تم الحكم عليها بالإعدام ونفذ الحكم فورا. وبهذا تنتهى قصة الجاسوسة التى أحزن مقتلها الموساد الاسرائيلى وحيرت المخابرات المصرية هبة سليم.

وفى تصريح من جولدا مائير عن هبة سليم قالت عنها “هبة سليم قدمت لإسرائيل أكثر مما قدم زعماء إسرائيل”. وماتت هبة سليم عن عمر يناهز 25 عاماً سنة 1974. وبسبب قصتها المثيرة تم تحويل هذه القصة إلى عمل سينمائي في فيلم “السقوط إلى الهاوية” الذى يحكى قصة الجاسوسة هبة سليم ولكن مع اختلاف بعض التفاصيل والذى قام ببطولته مديحة كامل ومحمود ياسين.

موضوعات تهمك:

“تايم” تكرم خاشقجى وتختاره ضمن شخصيات العام

ليبرمان يهاجم نتنياهو

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة