ترامب العجوز … أفعاله أطاحت بأحلام الفلسطينيين

أحمد شيخون4 سبتمبر 2018آخر تحديث :
ترامب العجوز … أفعاله أطاحت بأحلام الفلسطينيين

أحمد شيخون

بات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، لغزاً محيرًا لأغلب السياسيين حول العالم من كثرة أفعاله وأقواله

التي قلبت المسرح السياسي رأساً على عقب ، فهو الرئيس الذي لم يتورع عن تصريحات

تُوصف أحياناً بــــــ “العدائية” وتارة بــــ “العدوانية” وثالثة بــــ “الصدامية”

ولذلك لا عجب من أن هذا الرجل رغم اعتلاءه كرسي الرئاسة الأمريكي لمدة قاربت على العامين إلا أنه لم يخطف قلوب الأمريكيين او العالم بالحب او يأسرهم ويكون له مؤيدين حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي نال امنيته العريضة بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس لا يعتبره صديقا وفياً مثل أسلافه

وتبدو الأزمة واضحة للعالم في ان ترامب رجلا معتل المزاج ، يمكن الادلاء بتصريح ناري لا يُقدر عواقبه وكأنه يدفع الولايات المتحدة والعالم نحو حرب عالمية ثالثة بخلاف باقي الزعماء الأمريكيين الذين اعتلوا الكرسي البيضاوي .

رئيس بدرجة رجل أعمال

دونالد جون ترامب ، هو الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية ، وصل إلى مقعده في مبني الرئاسة في العشرين من يناير 2017  ، وعلى الرغم من توليه منصب رئيس إلا انه يمتاز بكونه رجل أعمال ناجح يمتلك العديد من المبان والقصور وربما الطائرات.

download 2 3 images 1 2

ترامب في سطور

ولد دونالد ترامب في الرابع عشر من يونيه لعام 1946 بمستشفى جامايكا في نيويورك ، والده جون ترامب من أحد مُلّاك العقارات ، تلقى ترامب تعليمه في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا قبل توليه مسؤولية عائلته.

كرس رجل الأعمال دونالد ترامب وقته لأعماله الاقتصادية حتى بات أحد أكبر القلاع العالمية في الاقتصاد الأمريكي ، فتمكن من بناء وتجديد العديد من الفنادق والكازينوهات وأبراج المكاتب خلال مسيرته المهنية، لتزيد من قيمتها الدولارية بالمليارات.

كان على ترامب بعد أن وسع نشاطه الاقتصادي وبات واحد من أكبر التجار الأمريكيين أن يدخل الحيز السياسي من أجل حماية أمواله ونشاطاته ، فدخل ترامب مجال السياسة أوائل العقد الأول من القرن الماضي، وكان واضحاً عليه أن يريد المكتب الرئاسي.

images 2 2download 1 3

ترامب والطموح السياسي

فمع العام 2000م ، أعلن ترامب رغبته في الترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية ، لكنه أرجأ الفكرة لوقت يكون فيه أكثر استعدادًا

وبين عامي ( 2004 –  2008 ) وضع أمالاً بشأن الترشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري ، ليتولى في عام 2006 منصب حاكم نيويورك كممثل للحزب.

ثم كانت الفترة بين  ( 2010-2012 ) التي زادت فيها مشاركته السياسية بإعلانه الرسمي علانية لرغبته في الترشيح للرئاسة مرة أخرى ، لكن ارتباطه بقضية بيرثر، التي كانت قد تبنت كشف البيانات على أن باراك أوباما لم يولد في الولايات المتحدة، لكن تمسك ترامب بهذا الأمر

لكن ترامب حاول استمالة يهود أمريكا من خلال دعمه الواضح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الانتخابات الإسرائيلية في يناير 2013 ، ليدخل مرة أخرى بؤرة الترشح لرئيس أمريكا في يونيو 2015 بتواجد مستمر على الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة ، وبشخصيته الصارخة والحياة المهنة والتجارية الناجحة ليصبح ترامب المرشح الأول عن حزبه، وكان قد رُشح رسميًا للرئاسة في المؤتمر الوطني الجمهوري 2016.

نالت وسائل الإعلام والناخبين من سمعة ترامب الذي اتهموه بالكذب والخيانة وتلفيق البيانات الصحفية وزخرفة الحقائق خلال خطاباته الانتخابية ، كما زادت ردود الأفعال السيئة من وسائل الإعلام مثل “واشنطن بوست”، و “نيويورك تايمز”، و “لوس أنجلوس تايمز” واصفين تصريحاته بالكذب المحض.

images 3 2 images 4 1

ضربات قاصمة لحملة ترامب

ورغم تبني ترامب لقرارات ومشاريع للتنفيذ حال انتخابه ، إلا ان الحملة الانتخابية لترامب تلقت أكثر من ضربة قاصمة لعل أبرزها اتهامات بسوء سلوك جنسي ضده ووجهت إليه انتقادات من وسائل الإعلام لاستخدامه لغة مبتذلة وجنسية.

لم تكن تصريحاته الجنسية وردوده الفظه وأسلوب معيشته الباهظة وحدها انتقادات سلبية لترامب ، لكنه حاول خلال حمله الانتخابية كسب تعاطف بعض الأمريكيين والأوربيين المتعصبين لجنسهم الرافضين لهجرة دول العالم إليه ، فكانت تعليقاته المثيرة للجدل بشأن المهاجرين من الدول الإسلامية ووضعه لمجموعة من أسماء الدول التي لن يسمح لها بدخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة إضافة لبعض التصريحات التي لامست دولا عربية وإسلامية كبرى مثل المملكة العربية السعودية ودول نفطية أخرى كانت كافية لعدم استبشار هذه الدول بقدوم ترامب .

ورغم كل ما أُشيع عنه إلا أن الناخب الأمريكي اختاروه ليكون الرئيس الــــــ 45 للولايات المتحدة الأمريكية وتُعلن النتيجة بفوزه على هيلاري كلينتون في انتصار مفاجئ ، رئيس أمريكا الجديد دون أن يقضي خدمة عسكرية أو خدمة حكومية سابقة، ويبلغ من العمر السبعين ليصبح الأكبر سنا بين جميع رؤساء أمريكا السابقين .

ترامب انترناشونال آند تاور في نيويورك ترامب تاج محل طائرة هيلكوبتر خاصة فندق ترامب لاس فيغاس

أملاك ترامب حول العالم

لم يأت رئيس أمريكي سابق كانت لديه حجم ثروة ترامب ، ربما لأنه بالأساس كان تاجراً واقتصادياً ، لكن المتابع لحجم ثروته التي تُقدر بالمليارات يتأكد أنها ل تأت صدفة وأن ما أُشيع حول وجود علاقة بينه وبين المخابرات الروسية يزيد حجم الشك لارتقاء هذه الثروة

وآيا كانت المبررات فإن دونالد ترامب يملك مجموعة من البنايات والممتلكات التي تفوق تصوراتنا والتي يظهر جليا أن هذا الرجل مُصاب النرجسية ، لأنه دائما يعطي اسم ترامب قبل البناية او الطائرة وكانه يريد التركيز على ان ترامب علامة مسجلة في الاقتصاد الامريكي منها على سبيل المثال

ترامب تاج محل: وهو قصر يبلغ عدد غرفه حوالي 2248 غرفة وهو مبني صمم خصيصا للعب القمار وهو مشابه لقصر تاج محل الهندي.

ترامب بلازا وترامب مارينا: يتوجدان في مدينة أتلانتيك سيتي، نيو جيرسي ويتميزان بالفخامة المعمارية.

ترامب انترناشونال آند تاور في نيويورك : يحتوى على يحتوي على 44 طابقا للاستعمالات المتعددة من فنادق وعمارات سكنية، كما أن هناك ترامب انترناشونال آند تاور في سول في كوريا.

بالم ترامب انترناشونال آند تاور في بنما سيتي: يقدر حصته في بالم بيتش بحوالي 43 مليون دولار، وهناك أيضا منتجع ترامب أوشن في المكسيك.

أبراج مدينة سان دييغو: ويعد أشهرهم برج ترامب الدولي الذي يتكون من 72 طابقا سكنيا وهو مقابل لمقر الامم المتحدة.

شركة الاذاعة الوطنية ان بي سي فندق ترامب لاس فيغاس 1

شركة الاذاعة الوطنية ان بي سي: يقع مقرها الرئيسي في مركز روكفلر في مدينة نيويورك ولها فروع اخرى في لوس أنجلوس و شيكاغو ويشاهدها كل مواطن أمريكي تقريبا.

جامعة ترامب: أوقفت نشاطها الآن ولكن مازالت من أفضل الجامعات الامريكية.

طائرة هليكوبتر خاصة : تبلغ قيمتها حوالي 7 مليون دولار، ذلك لأنه دائما يختار الافضل بين كل ما يختار شراؤه، وطائرات أخري خاصة بانتقاله والسفر تبلغ قيمتها حوالي 35 مليون دولار حيث تحتوي على غرف نوم ومعيشة ومصارف المياه مصنوعة من الذهب.

قصر ترامب الرئيسي: حيث كل موجود في هذا القصر مطلي بالذهب من المقاعد وحتى المراحيض وسعر هذا القصر لا يقل عن 100 مليون دولار.

27qpt470 25637049 167787820643784 79856576 o 960x640 960x640

ترامب ونقل السفارة للقدس

وفي غفلة ولحظات صعف من الدول العربية كلها ، أقدم ترامب على توقيع قرار بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في خطوة لم يجرؤ أي رئيس دولة من الرؤساء السابقين له على توقيعه مطلقا تحسباً للرأي العام العالمي الذي يرض الأعراف أصلا بإسرائيل ، والرأي العام العربي الذي سُلبت منه القدس في العام حيث تعتبر مدينة القدس أهم المدن الفلسطينية، وهى صلب النزاع بين فلسطين وإسرائيل، ورغم اعتراف الأمم المتحدة بالقدس الشرقية كأرض محتلة وتخضع لبنود معاهدة جنيف الرابعة، وترفض بذلك الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على القدس الشرقية، إلا أن ترامب أراد أن يكون له بصمة مذلة على العرب كلها وأن يكتب بيده أمر نقل السفارة إلى القدس

والذي أسفر قراره بالاعتراف نهائيا بدولة إسرائيل، ولا داعي لوضعها على طاولة المفاوضات ، وبالتالي أصبحت أمريكا وسيطًا غير نزيهًا فيها، وتسقط أمريكا بالنسبة للطرف الفلسطيني.

download 3 2 images 5 1

ترامب ونظرته للسعودية

منذ الوهلة الأولى التي اعتلى فيها ترامب حكم أمريكا ، كانت كل نظراته للدول الخليجية عامة وللسعودية على وجه الخصوص لا تخرج من كونهم آباراً من النفط والدولارات التي يجب أن تصب في مصلحة أمريكا ، وأنهم لا بد من دعمهم لأمريكا لأنها تتركهم يحكمون شعوبهم وأمريكا تحميهم في المنطقة من التجبر الإيراني أو المطامع الشيعية ، وكان هذا هو محور أحاديثه في السر والعلن لدرجة ان السعودية قامت بدعوة زعماء العالم الإسلامي والعربي لما عُرف بمؤتمر الشرق الأوسط الإسلامي وكان أولى بنوده ليحضر ترامب هو تسليمه مبالغ زادت عن أربعمائة مليار دولار كنوع من الترضية تحت مسميات مشاريع وشراء أسلحة وخلافه وكان هذا كفيلا بأن ينظر السمسار الأمريكي للسعودية على ضرورة ان تعطيهم من ثرواتها .

حتى أن ترامب لم يتورع ان يُعلن تصريحاته على العلن ، ففي إحدى زيارات الأمير محمد بن سلمان لأمريكا في العشرين من مارس لعام 2018 صرح ترامب بقوله : ” السعودية بلد ثري جدا وستعطي الولايات المتحدة بعضا من هذه الثروة، كما نأمل، في شكل وظائف وشراء المعدات العسكرية” ، وبالطبع كانت هذه التصريحات إشارة لابن سلمان بأن يفعل في المملكة ما يشاء شرط أن يتم إرسال الأموال والتي وجد بن سلمان طريقه وضالته فيما عُرف بمكافحة الفساد والقبض على بعض أثرياء المملكة ليتمكن من دفع ” الجزية” لترامب إضافة إلى طرح المملكة شركة آرامكو للاكتتاب وإن كان الملك سلمان عدل عن ذلك إلا ان الأمير الشاب سيحاول مرات ومرات لإرضاء العم سام في المكتب البيضاوي.

1 1056778 109 121426 trump greeting north korean general criticism 4

ترامب يخشى كوريا الشمالية

ولان ترامب رجل تاجر فهو يعلم أن أسلوب البيع والشراء لا يصلح إلا لمن يخشاه ، اما القوي فترامب يحسب له ألف حساب وهو ما حدث بالفعل مع زعيم كوريا الشمالية الذي كان ترامب يتوعده في بداية حكمه ، ثم عدل طريقة كلامه معه وبدأ الود والتلطف بينهما

بل وطلب ترامب مقابلته ليركع امام رئيس كوريا الشمالية المتهور حيث كانت أولى صفعاته للرئيس الأمريكي انه أعلن قبيل انطلاق القيمة بينهما في سنغافورة أنها لن تزيد عن يوم واحد فقط أي جعل يوم الثلاثاء 12 يونيو2018 ، موعدا لنهاية قمته مع ترامب وهو ما أجبر الرئيس العجوز على تعديل أجندته .

الأكثر إذلالا لترامب انه خلال قمته معه، وبينما يقدم رئيس كوريا أحد جنرالاته العسكريين فلم يتمالك ترامب نفسه من إعطاءه التحية العسكرية وهو ما قُوبل بالرفض والاستهجان من الشعب الأمريكي الذي رأي أن رئيسه أذله كثيرا أمام رئيس كوريا ، فهل لا زال الشعب الأمريكي يرى في رئيسه أنه يستحق مكتبه في البيض الأبيض لأنه حقق طموحاته وجعل العالم محباً لأمريكا ، أم أنه أخطأ في حق هيلاري كلينتون عندما انفض عنها وخيب آماله بانتخاب رئيس سيؤدي بأمريكا والعالم إلى حرب عالمية ثالثة .

أقرا/ي أيضا

هل بدأ العد التنازلي لأيام ترامب في البيت الأبيض؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة