مع تساقط المدن تحتاج أوكرانيا لنصر بحلول الخريف لتنهي الحرب بشروطها

محمود زين الدين7 يوليو 2022آخر تحديث :
أوكرانيا

باستثناء انسحاب القوات الروسية من كييف وخاركيف، انتهت معارك الاستنزاف الطاحنة لصالح روسيا.
من ماريوبول إلى سيفيرودونستيك إلى ليسيتشانسك تفوقت الأعداد الروسية الكبرى وبدأت قنابل المدفعية تضرب ضواحي خاركيف.
أوكرانيا تحتاج لنصر بحلول الخريف حتى تسكت المتشككين في الغرب وتنهي الحرب بشروطها، وسط اعتقاد البعض أن معركة بلاده مع روسيا عبثية.
الانتصار التكتيكي لم يقدم فائدة لأهداف معركة روسيا الكبرى: محاصرة دونباس وتدمير جيش أوكرانيا فلا يزال الجيش يقاتل ولن تكون المعارك المقبلة أقل صعوبة.
هناك حاجة لأن تنتصر أوكرانيا وعلى الغرب عمل ما بوسعه لذلك. ولو تم الحفاظ على هذه الجهود فالنصر سيكون محتوما بالمدى البعيد، ولا يمكن لروسيا التفوق على الاقتصاديات الغربية.
إلى أن يتمكن جيش أوكرانيا من محاصرة الروس، فسيظل دعاة الواقعية يؤكدون صواب دعواتهم لوقف إطلاق النار وتسوية لصالح روسيا. ولهذا تحتاج أوكرانيا لانتصار بالمدى القصير.
* * *
نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” تقريرا أعده كبير مراسلي الشؤون الأجنبية رولاند أوليفانت قال فيه إن أوكرانيا تحتاج لنصر بحلول الخريف حتى تسكت المتشككين في الغرب.
وقال فيه إن الوقت ينفد من يد الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي وهو يحاول حشد الدعم وسط اعتقاد البعض أن معركة بلاده مع روسيا عبثية. وجاء فيه أن المعركة على لوغانسك استغرقت ثلاثة أشهر، ولكنها انتهت، ففي نهاية الأسبوع تراجعت القوات الأوكرانية من ليسيتشانسك الصناعية، والتي كانت آخر موطئ قدم لهم في المنطقة، هربا من الحصار.
وتقدمت القوات الروسية المنتصرة إلى مركز المدينة المحطم، محققة واحدا من أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو “التحرير الكامل” لـ”شعب جمهورية لوغانسك”، وكان الانتصار مكلفا ودمويا وبطيئا.
الانتصار التكتيكي لم يقدم فائدة لأهداف معركة روسيا الكبرى وهي محاصرة دونباس وتدمير الجيش الأوكراني. فلا يزال الجيش الأوكراني يقاتل ولن تكون المعارك المقبلة على سيفيرسكي وسلافيناسك وبخموت وكرامتورسك أقل صعوبة.
والمشكلة أن الوقت ليس في صالح أوكرانيا. وقال سيرغي غيداي، حاكم منطقة لوغانسك في مقابلة مع الصحيفة في مايو بأنه يجب الحفاظ على مدينة سيفيريدونستك قدر الإمكان، برغم الموت، وتوريط القوات الروسية وتكبيدها أكبر قدر من الخسائر وشراء الوقت حتى يتم التحضير لهجوم مضاد.
وتحولت الآمال الآن إلى منطقة خيرسون التي تحقق فيها كييف تقدما بطيئا. وهي الآن قريبة من خيرسون التي سقطت بيد الروس في الأيام الأولى من الحرب. وستكون السيطرة عليها إنجازا مهما للأوكرانيين وضربة لثقة الروس بأنفسهم.
وكما الروس في دونباس، فشل الأوكرانيون بتحقيق نصر حاسم، وليس من الواضح إن كانوا قادرين على حشد القوات والعتاد الذي يريدونه. وفي ذلك الوقت، قامت الفكرة على قدرة أوكرانيا على نشر قوات جديدة أنهت تدريبها في أغسطس هذا العام. لكن معظم المتدربين الجدد بمن فيهم القوات غير النظامية من قوات الحدود تم نشرهم في دونباس للوقوف أمام الهجوم الروسي.
وليس من الواضح وجود فرق عسكرية وإن كانت ستصل إلى الجبهة. وكل هذا يجري على خلفية التغير في المواقف الدولية. ونصر حاسم، سيكون تأكيدا للسياسة التي دعمتها بريطانيا وبولندا وإدارة بايدن، في الوقت الحالي.
وباختصار فهناك حاجة لأن تنتصر أوكرانيا في الحرب وعلى الغرب عمل ما بوسعه لمساعدتها على ذلك. ولو تم الحفاظ على هذه الجهود فالنصر سيكون محتوما بالمدى البعيد، ولا يمكن لروسيا التفوق على الاقتصاديات الغربية.
لكن هناك أصواتا كثيرة ومؤثرة في العواصم الغربية -وتحديدا في واشنطن وبرلين وباريس- ترى أن الدعم الغربي لأوكرانيا عبثي. ربما أصبح جيش بوتين أجوفا، ربما أصبح على رجال وأسلحة صنعت في الستينات من القرن الماضي، وربما دفع الثمن الباهظ في كل معركة خاضها، لكن الروس لا يزالون يتقدمون ويتراجع الأوكرانيون.
وباستثناء انسحاب القوات الروسية من كييف في آذار وخاركيف في أيار، فقد انتهت معارك الاستنزاف الطاحنة لصالح روسيا. فمن ماريوبول إلى سيفيرودونستيك إلى ليسيتشانسك تفوقت الأعداد الروسية الكبرى. وبدأت قنابل المدفعية تضرب ضواحي خاركيف.
وحتى يتمكن الجيش الأوكراني من محاصرة الروس، فسيظل دعاة الواقعية يؤكدون أنهم محقون في دعواتهم لوقف إطلاق النار وتسوية لصالح روسيا. ولهذا تحتاج أوكرانيا لانتصار بالمدى القصير.
وقد استخدموا المعدات العسكرية الجديدة من الغرب لإخراج الروس من جزيرة الأفعى، ويقومون بإطلاق صواريخ هيرماس كل يوم لتدمير مخازن الأسلحة في مؤخرة الجيش الروسي، وربما استطاعوا مع مرور الوقت خنق القوات الروسية.
وأخبر زيلينسكي حلفاءه الغربيين أنه يريد نهاية للحرب بحلول حفلات أعياد الميلاد، وعليه العمل على حرف التيار بحلول الخريف حتى تكون له فرصة نهاية الحرب.

المصدر: ذا تلجرف

موضوعات تهمك:

لم تعد أوكرانيا الأمس هي أوكرانيا اليوم

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة