«متطوّعو الشرق الأوسط» في حرب اوكرانيا!

محمود زين الدين13 مارس 2022آخر تحديث :
اوكرانيا

«إذا رأيتم أن هناك أشخاصا يرغبون (بالقتال) طوعا، عليكم إذا مساعدتهم على الانتقال إلى مناطق القتال».

«هناك 16 ألف متطوع في الشرق الأوسط مستعدون للقتال مع القوات المدعومة من روسيا شرقي أوكرانيا».

فتحت روسيا باب التطوّع لستة أشهر، وأن «التطوّع» المحكيّ عنه هو مقابل عمل عسكريّ مأجور برواتب تتراوح بين 200 و300 دولار في الشهر.

قرابة 20 ألف أجنبي، يتحدرون بشكل أساسي من دول أوروبية، أعلنوا استعدادهم للتطوع «من أجل مساعدة أوكرانيا على محاربة روسيا».

في حين تستمر تظاهرات واعتقالات بالمدن الروسية للمتظاهرين المعارضين للحرب، فإن الأوكرانيين الذين ووجهوا بغزو كبير لبلادهم تداعوا إلى حمل السلاح.

يلقي تجنيد «متطوّعين» من سوريا مع الغزو الروسي الضوء على عطب يمثّله استعمال جنود مشاركين بالمقتلة السورية لخدمة دكتاتور داخلي في غزو لبلد بعيد عنهم لكن لخدمة دكتاتور أجنبي.

* * *
وجّه فلاديمير بوتين، خلال اجتماع متلفز لمجلس الأمن القومي الروسي، أمرا لوزير دفاعه سيرغي شويغو قائلا: «إذا رأيتم أن هناك أشخاصا يرغبون (بالقتال) طوعا، عليكم إذا مساعدتهم على الانتقال إلى مناطق القتال» وهو ما ردّ عليه شويغو بالقول: «هناك 16 ألف متطوع في الشرق الأوسط مستعدون للقتال مع القوات المدعومة من روسيا شرقي أوكرانيا».
هناك أنباء تشير إلى أن بوتين، والجهات المؤتمرة بإدارة شؤون غزو أوكرانيا، لم تنتظر هذا اللقاء المتلفز لتقوم عمليا بتجنيد مقاتلين، وأن «الشرق الأوسط» المقصود بالكلام، هو سوريا تحديدا، حيث أشار أحد المواقع الإلكترونية السورية المطلعة أن موسكو فتحت باب التطوّع لستة أشهر، وأن «التطوّع» المحكيّ عنه هو مقابل عمل عسكريّ مأجور برواتب تتراوح بين 200 و300 دولار في الشهر.
يردّ بوتين، بهذه الطريقة، على إعلان نظيره الأوكراني فولودومير زيلنسكي تشكيل «فيلق دفاع إقليمي أجنبي» للدفاع عن بلاده، وعلى أنباء أن بعض المتطوّعين الأجانب وصلوا فعلا، من دول أوروبية مجاورة، مثل بولندا ولاتفيا وكرواتيا والدنمارك، وكذلك من بريطانيا والولايات المتحدة، وأن بعضهم باشر مهام قتالية ضد القوات الروسية.
وحسب وزير الخارجية الأوكراني، ديميترو كوليبا، فإن قرابة 20 ألف أجنبي، يتحدرون بشكل أساسي من دول أوروبية، أعلنوا استعدادهم للتطوع «من أجل مساعدة أوكرانيا على محاربة روسيا» حسب قوله، وأن السبب في هذا العدد الكبير من الراغبين بالقتال هو «كرههم لروسيا» وأنهم «عندما شاهدوا أن الأوكرانيين يقاتلون وأنهم لم يستسلموا اندفعوا للالتحاق بالقتال».
على عكس الأمر الواضح الصادر من بوتين بتجنيد «متطوّعين» والذي صدر عن سلطة لا تقبل النقاش، لا تبدو الأمور، بالنسبة للمتطوعين الأجانب للحرب لصالح أوكرانيا، واضحة، على الأقل في بعض البلدان مثل بريطانيا، التي شهدت سفر محاربين قدامى لأوكرانيا، وكذلك سفر عسكريين في جيشها، تغيبوا من دون إذن، للقتال هناك.
بعد إعلان ليز تراس، وزيرة الخارجية البريطانية، أن بلادها ستسمح لمواطنيها بالمشاركة، أكد رئيس الوزراء، بوريس جونسون، أن الجنود البريطانيين الذين يسافرون لأوكرانيا للقتال، يجب «أن يتوقعوا محاكمة عسكرية» لدى عودتهم!
وذلك لأن لدى بريطانيا، كما قال، «قوانين واضحة للغاية» وهو ما أكده قائد هيئة أركان القوات المسلحة البريطانية، الأميرال توني راداكين، الذي اعتبر أنه «من غير القانوني وغير المفيد» للشعب البريطاني التوجه إلى أوكرانيا للقتال.
يقدّم المثالان القادمان من موسكو ولندن استجابتين مختلفتين، تتعلّقان، أساسا، بكون القانونين الدولي والوطني عنصرين مهملين في بلد يقع تحت السلطة المطلقة لشخص واحد، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يحصل في بلد يخضع فيه الجميع، للقانون، وتلتزم جيوشه وأجهزته ومسؤولوه بقرارات المؤسسات المنتخبة، التي تخضع فيها قرارات الحرب، لمناقشات عنيفة، ومداخلات لجان متخصصة تستشير أو تستجوب قادة الجيش والأمن.
وكل ذلك تحت تدقيق الصحافة والإعلام، وضغوط الرأي العام، الذي تقوم مؤسساته بتنظيم المظاهرات والاعتصامات والعرائض، حين تجد بعض الحروب (كما حصل قبل غزو العراق) رفضا شعبيا لها.
يكشف المثالان الروسي والأوكراني أيضا دلالات مهمة حول هذه الحرب، ففي حين تستمر المظاهرات والاعتقالات في المدن الروسية للمتظاهرين المعارضين للحرب، فإن الأوكرانيين، الذين ووجهوا بغزو كبير لبلادهم، تداعوا إلى حمل السلاح، كما حصل مع الكاتبة والأديبة ايرينا تسفيلا، التي لقيت حتفها هي وزوجها خلال مواجهة الغزو (في الصورة فوق) وكذلك باشا لي، الممثل والمقدم التلفزيوني، الذي قُتل بدوره في 6 آذار/ مارس الماضي، وماكسيم كوروشكين، أحد الكتاب المسرحيين، وكيرا روديك، المشرعة السابقة، وسيرهي بريتولا، الممثل والمقدم التلفزيوني، وكثير من السياسيين والفنانين والمثقفين.
يلقي تجنيد «متطوّعين» من سوريا إلى جانب الغزو الروسي (وربما ينضاف إليهم آخرون من «الشرق الأوسط» فعلا) الضوء على العطب الذي يمثّله استعمال جنود مشاركين في المقتلة السورية لخدمة دكتاتور داخلي، في غزو لبلد بعيد عنهم، ولكن، هذه المرة، لخدمة دكتاتور أجنبي.

المصدر| القدس العربي

موضوعات تهمك:

اوكرانيا تستقبل أسلحة أمريكية ضخمة وفرق إلكترونية سرية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة