لماذا تراجع ترامب؟

محرر الرأي8 يوليو 2019آخر تحديث :
لماذا تراجع ترامب؟

لماذا تراجع ترامب ؟

بقلم :ــ شادية عزيز بن يوسف

2 مايو سيتم تصفير صادرات إيران النفطية، أعلنها ترامب وأعضاء إدارته بالفم الملآن، منذ ذلك الحين وبدأ التوتر والصراع بالمنطقة يشتعل وترتفع ألسنة نيرانه وبدأت التصريحات والتعليقات واحدة تلو الأخرى من مسؤول هنا ومسؤول هناك في وزارة ما أو مجالس الآمن القومي أو قيادات في جيوش وتم تكملتها بإصدار أوامر لتحرك حاملة الطائرات أبراهام لينكولن الى مياه الخليج العربي.

اشتد الصراع وتعالت الاصوات وبدأت التهديدات تتصاعد وأول المستهدفين هو مضيق هرمز الإستراتيجي حينها لوح مسؤولون إيرانيون بإمكانية غلق هذا المضيق اذا اقتضت الحاجة.

تعهدت كل من المملكة العربية والإمارات المتحدة العربية بضمان عدم ارتفاع أسعار النفط في الاسواق العالمية وأن تقوما بتلبية حاجة السوق العالمية المتعطشة على النفط والتي ينمو عطشها بنسبة أكثر من ميليون برميل سنويا وبدأت تشتد صراعات المنطقة في كل من سوريا و اليمن والعراق.

وفقا لبعض من المعطيات والاحصائيات سينمو انتاج نفط الولايات المتحدة بشكل متسارع بفضل التكنولوجيا والنفط الصخري وقد يصل إلى أكثر من 13.7 ميليون برميل في عام 2023 وربما سيصل إلى 19 ميليون برميل بعد عدة أعوام وهذا ما يقوي احتمال أن فعلة أمريكا بفرض عقوبات على كل من إيران وفنزوئلا هي بهدف تهيئة السوق العالمي لفائض النفط الامريكي.

على كل حال تمت الموافقة من قبل السعودية والإمارات لتعويض النقص في أسواق النفط وهذا ما أغضب إيران كثيرا.في ضل الحروب بالوكالة والتوتر العالي في المنطقة تم استهداف سفن الشحن في ميناء الفجيرة.

نفت الإمارات هذا الخبر بشكل قاطع ولكن بعدها بساعات أكدت حصول الحاصل وحدوث أعمال تخريبية، هذه التصريحات المتناقضة أثبتت أن الإمارات تفاجئت بشكل كبير وبدأ التخبط واضحا في ما تقول.

بدأت التحليلات السياسية والأخبار والتغطيات الميدانية وأسهم الاتهام على إيران وحكومة الملالي هناك. لم يتبن أي فصيل أو جهة المسؤولية عن الحادث و نفت إيران أية صلة لها بالهجوم ودانت الهجوم.

لكن كل المعطيات الميدانية تشير الى ضلوع إيران في الهجوم

فإذا كان هكذا وهاجمت إيران المصالح الأمريكية والدول المتحالفة لها فلماذا تراجعت الولايات المتحدة ولم تصرح أو تهدد؟ لماذا أتى الموقف الرسمي الأمريكي خجولا بدل أن يكون قاطعا وصريحا ،بل وتراجع في الاعلان عن الحرب؟

هناك خطب ما!

فهمت أمريكا اللعبة، هناك من يحاول الزج بالقوة العسكرية الأمريكية في صراع مع إيران و هذا ما يتفق مع المعلومات المتداولة وما قاله السيد طلب ابو عرار العضو السابق في الكنيست الذي أشار في هامش لقاء جمعه مع بعض من أعضاء الجبهة العربية للتغيير أن معلومات أمنية إسرائيلية تفيد بعدم نجاح مهمة تفجير ناقلات النفط في ميناء الفجيرة وهذه المحاولة المشتركة مع دول أخرى في المنطقة أتت لتعميق الخلاف وتشديد التوترات وإشعال نار الحرب وأضاف أن أمريكا فهمت ما حصل وعلى الرغم من هذا تبقى المواقف السياسية من المسؤولين الامريكان بشكل مختلف ولكن هناك مؤشرات عدة تترجم تصريحات المسؤولين الامريكيين بشكل معاكس.

هذا وقد تراجعت حدة الخطاب الأمريكي في الأونة الأخيرة بعد ما كان قد وصل خطاب الحرب بين البلدين وعلى خلفية هذا يبدوا أن ترامب فهم اللعبة ولم يأكل الطعم التي قد وضع له من قبل إسرائيل ودول اقليمية، ويرجع ذلك لمعلومات وأخبار من الاستخبارات الأمريكية وصلت ترامب بان ليس لدينا دليل بان أيران فعلت ذلك .

من جانب أخر أكد خبراء وباحثون عن إمكانية ضلوع دول خليجية في هذا الهجوم وذلك بسبب عدم قدرتها لمجابهة إيران وبشكل مباشر، لذا تحاول دفع واشنطن بشتى السبل لمواجهة إيران وبشكل مباشر للتخلص منها وبشكل سريع مع العلم بعدم نية ترامب دخول حرب مع إيران.

و يضيف المحللون عدم وجود دلائل كافية لاتهام إيران وحدوث التفجير من داخل الميناء وليس خارجه، أسبابا للنظر في هذا الإحتمال.

جدير بالذكر أيضا شراء أسلحة بميليارات الدولارات مؤخرا من قبل السعودية والإمارات ودول أخرى من الولايات المتحدة وهذا عادة ما يشير الى استرضاء الجانب الأمريكي أو التغطية عن حدث أو فعل ما.

وعلى نفس الصعيد قال ترامب في لقاء صحفي في اليابان أن إيران تستطيع أن تكون دولة كبيرة مع القيادات الفعلية وبحسب المراقبين هذا يعد صفعة إعلامية لمرتكبي هجوم الفجيرة.

وعلى إثر هذا السجال قلص باحثون ومهتمون بالشأن الإيراني امكانية حصول حرب فلا أيران قادرة على إصطياد الصقر الأمريكي ولا الولايات المتحدة تستطيع الدخول في حرب عبثية والمجازفة بمصالحها في المنطقة وبل حتى في العالم بسبب تقدم الصين وقرب وصولها للاقتصاد الامريكي الذي سوف يفقد كثيرا في حرب مع دولة كإيران.

لكن من هو المستفيد من هذه الحرب ؟

المستفيد الوحيد هو اسرائيل وربما بعض من حلفائها بسبب إحراق المنطقة وإغراقها في خراب ودمار لكي تفرض سياسة الإمر الواقع .

فهي تحاول ومنذ سنين عدة للخلاص من الفلسطينيين وإخراجهم من أرضهم وإرسالهم إلى دول الجوار أو تصفيتهم في محاولة لابتلاع ما تبقى من الاراضي، وبعد ما خرجت من الصراع بكامل سلامتها مثل طائر الفينيق ستفرض سياسة الامر الواقع وإجبار الدول المتبقية والمدمرة بقبول مطالبها غير الشرعية لأن هي الوحيدة القادرة على مساعدتهم وبناء بلدانهم من جديد .

و هكذا يتحقق حلمهم الذي طال ما كانوا يحلمون فيه منذ 70 عام أو أكثر وربما يتوسعون أكثر فأكثر في الدول العربية ويطالبون بأجزاء أخرى و ضمها لأرضهم التي وعدهم ربهم بها و سوف ينسى أن هناك دولة اسمها فلسطين.

لذا فيجب على جميع المسؤولين في دول المنطقة عدم اللعب في ملعب اليهود ووضع المصالح القومية ومصلحة العرب في عين الاعتبار وعدم الرهان على أي جهة غير الجهة الوطنية.

تمنياتنا لمنطقة الشرق الأوسط بالسلم والازدهار.

موضوعات تهمك:

قمة العشرين بين استعراضات ترامب وتنازلاته

رهانات ترامب وإيران… ورهانات العرب 

ترامب والإرهاب الاقتصادي

ترامب وبوتين: تكريس إسرائيل شرطيّاً للمشرق

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة