كيف تسهل امتثال طفلك إليك؟

محمد كمال الشريف13 نوفمبر 2018آخر تحديث :
كيف تسهل امتثال طفلك إليك؟

كيف تسهل امتثال طفلك إليك؟

يجب الدكتور محمد كمال الشريف أخصائي الطب النفسي والمفكر الإسلامي بعد مقالين عن الإمتثال بدأها بإجابة ماهو الإمتثال، ثم جاء المقال الثاني عن السبب وراء امتثال الولد للأب والبنت للأم.. وهذا مقاله الثالث:

ما الذي يقوي الاستمثال ويسهل حدوثه؟

الأول: هو وجود علاقة تمتاز بالدفء العاطفي الأكبر والرعاية والحنان الأكبر أو قل بالمصطلح الإسلامي: تمتاز بالمودة والرحمة الأكبر ما بين الطفل ووالديه.. فالذي يسيء معاملة أولاده، أو لا يشعرهم بحبه لهم، ورحمته إياهم، يجعل هنالك عقبة نفسية تعيق استمثالهم له.

والعامل الثاني، المقوي والميسر للاستمثال، هو شعور الأولاد بالتوقير والاحترام، للأب والأم موضوع الاستمثال.. فلو كانت الأم مسيطرة مثلاً، وكان الأب خضوعاً غير موقر ولا محترم في بيته، فإن استمثال أبنائه له سيكون عسيراً وضعيفاً، وكذلك لو كانت الأم موضع سخرية وانتقاد متكررين من الأب بحضور الأولاد، فإن استمثال بناتها لها سيكون عسيراً وضعيفاً أيضاً.. لذا يجب الحذر في حالات الخلاف والشقاق بين الزوجين، ألا يتورط الأب في تشويه صورة زوجته أمام أولاده، وبخاصة البنات، وألا تتورط الأم في تشويه صورة زوجها أمام أولادها وبخاصة الصبيان، لأن مصلحة الأولاد أهم من مشاعر الغيظ والغضب التي يشعر بها أحد الزوجين تجاه الآخر.

أما العامل الثالث المُيسِّر للاستمثال، فهو وجود شبه ما بين الولد والوالد، وأول درجات الشبه هو التشابه في الجنس، لذا كانت البنت تستمثل أمها والنساء الأخريات، أكثر بكثير من استمثالها أبيها والرجال الآخرين، وكان الصبي يستمثل أباه والرجال الآخرين، أكثر بكثير من استمثاله أمه والنساء الأخريات.

ورابع هذه العوامل المقوية للاستمثال والميسرة لحدوثه هو طول الاحتكاك والعشرة، فالولد لا يستمثل أباً غائباً أو أماَ غائبة إلا قليلاً مما يسمعه عنه أو عنها.. إنه بالاحتكاك اليومي تتم المعرفة الحقيقية التي لا بد منها للاستمثال، إذ لا يمكن استمثال المجهول، كما أنه لا بد من تكرار المواقف والانطباعات، التي تتركها في نفوس الأولاد، كي يترسخ الاستمثال للصفات الكامنة ورائها، فالاستمثال في حقيقته، نوع من التعلم اللاشعوري، والتكرار هام في التعلم، سواء كان هذا التعلم شعورياً أو لا شعورياً.

وهذه العوامل الأربعة: الدفء والرعاية، والتوقير والاحترام، والتشابه، والاحتكاك والعشرة، هي عوامل لتوليد الحب في النفوس.

وللحب علاقة وطيدة بالاستمثال هذه مما يجعل الحب وسيلة هامة جداً للتربية عموماً هذه وللتربية على الإسلام خاصة.

ولفهم ذلك، لا بد لنا من تناول الموضوع من زاوية أخرى، ومنظور آخر، ولا بد لذلك أيضاً، من الحديث قليلاً عن الحب، وعوامل نشوئه في النفس، وكذلك عما يولده هذا الحب في النفس من آثار، تساهم في أن يتشرب أولادنا أخلاقنا، ومشاعرنا، واتجاهاتنا، وسلوكاتنا، التي إن كانت كلها على هدى الإسلام، نشأ أولادنا عليها، وصارت جزءاً من شخصية كل منهم، مغروسة في أعماق نفسه.

موضوعات تهمك:

كنز من المعلومات في قسم بنون حول تربية الاطفال والمراهقين، بقلم المفكر الاسلامي استشاري الطب النفسي الدكتور محمد كمال شريفة ننصح كل أب وكل أم ان يطلعوا عليه الرابط هنا

كيف نجعل أبناءنا كما نحب أن يكونوا؟

التقاليد البالية تعلم الخنوع والذل

هل تقاليدنا فعلا تقاليد اسلامية؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة