كيف أصبحت إيران تهدد دول الخليج من خلال نشر فيروس كورونا؟

محمد شعيب26 مارس 2020آخر تحديث :
كورونا

بعد تفشي فيروس كورونا بحث العديد من الباحثين، هل هناك أسماء أو تنظيمات هددت دول الخليج من خلال نشر فيروس كورونا؟ بعد بحث طويل يبدلو لي أن إيران هي التي هددت دول الخليج من خلال نشر فيروس كورونا، وترجع مسؤولية تفشي فيروس كورونا إلى إيران، وذلك لأسباب كثيرة:

أولا: أصبحت مدينة قم الإيرانية التي يكثر فيها المزارات والأضرحة والمراقد “المقدسة” هي المركز الثاني، وأكبر بؤرة لتفشي فيروس كورونا بعد الصين. بعد تفشي المرض فيها، أصيب مئات الأشخاص بالذعر والخوف، غادروا إيران متوجهين إلى العراق ولبنان والخليج. ونتيجة لذلك، انتشر الوباء في تلك الدول.

فنستطيع أن نقول: إن الفيروس وصل إلى العراق ولبنان ودول خليجية عبر نقله من قبل إيرانيين قدموا إلى تلك الدول وهم يحملون الفيروس، أو عبر مواطنين عرب أو خليجيين كانوا في زيارات دينية بإيران وعادوا مصطحبين “كورونا” معهم.

ثانيا: حاولت الحكومة الإيرانية في البداية إخفاء المعلومات والمعطيات بدلاً من القيام بالاستعدادات لمواجهة فيروس كورونا والحد منه. ولكن بعد بضعة أيام، عندما كان عدد الإصابات والوفيات يتزايد بشكل مخيف، وسرعان ما دب الذعر في المواطنين، وأثار هذا الذعر قلق الدول المجاورة، فحينئذ حاولت إيران أن تسيطر على الوضع ولكنه لم يكن آنذاك تحت السيطرة.
ثالثا: تعرضت دول الخليج لفيروس كورونا بشكل رئيسي من قبل أشخاص، سافروا من إيران إلى دول أخرى من الخليج يريدون الخروج من الذعر. وذلك عندما أبلغت إيران عن إصابة شخصين في مدينة قم يوم 19 فبراير / شباط. ومن المستغرب أنهم ماتوا في ذلك اليوم. ثم في 21 فبراير، أعلنت السلطات الإيرانية عن وفاة شخصين آخرين نتيجة الإصابة بفيروس كورونا.

فسرعان ما ساد الذعر بين دول المنطقة. فأصبح العدد المتزايد من الضحايا والخسائر في إيران مصدر قلق للدول المجاورة. ونتيجة لذلك، قررت العراق اتخاذ إجراءات صارمة لمنع أي شخص من إيران غير مواطن بلاده من الدخول في البلاد.

فقد كانت أولى حالات الإصابة في العراق من طالب إيراني بإحدى المدارس الشيعية في مدينة النجف ومنه انتشر الفيروس في المدينة، ووصل الفيروس إلى محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق بعد رحلة عادت إيران، حيث أعلن الإقليم عن 5 إصابات ثم توفي واحد منهم.

وبعد ذلك بدأت انتقلت الإصابات إلى لبنان والبحرين والكويت والإمارات وسلطنة عُمان وقطر والسعودية، وفي الغالب سوريا؛ بسبب وجود الآلاف من زائري المراقد الشيعية في دمشق القديمة وأحيائها الجنوبية القادمين من إيران والعراق.

اتخذت الكويت خطوات مماثلة. فأوقفت الكويت جميع الاتصالات الجوية البحرية مع إيران مؤقتًا حتى إشعار آخر. ونصح وزير الصحة الكويتي المواطنين بعدم السفر إلى مدينة قم الإيرانية، ويجب على القادمين من تلك المدينة البقاء في الحجر الصحي حتى يتأكد من عدم تحمله للفيروس، وإلا سيتم اتخاذ إجراءات ضدهم.

ولكن لم تنجح هذه الخطوات في منع فيروس كورونا. تعرضت جميع هذه الدول للفيروس، وذلك من قبل إيران.

العراق:
تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في البلاد مع وصول امرأة إيرانية إلى مدينة النجف، جنوب بغداد. دخلت المرأة العراق قبل صدور العقوبات على السفر.

الكويت:
وقال وزير الصحة الكويتي: إن الفيروس تسلل بشكل رئيسي عبر ثلاثة أشخاص سافروا من مدينة مشهد الإيرانية. أحدهم مواطن كويتي يبلغ من العمر 53 سنة. والآخر مواطن سعودي يبلغ من العمر 61 سنة والثالث عمره 21 سنة. لم تكن جنسيته معروفة. هؤلاء الثلاثة جميعهم كانوا يحملون الفيروس عندما يأتون من إيران.

البحرين:
وأكدت وزارة الصحة البحرينية وصول الفيروس عبر مواطن بحريني سافر من إيران.

بالإضافة إلى ذلك، يسافر الآلاف من الشيعة العراقية والكويتية والبحرينية إلى الأماكن “المقدسة”، وخاصة في مدينتي قم ومشهد، ويأتي أيضًا إلى هذه المدينة أشخاص من مدن أخرى في إيران.

وفي فبراير الماضي، ظهر أحد الرجال في فيديو انتشر على مواقع التواصل يقول: “لا آبه بكورونا، يقولون إن هذا الضريح قد ينقل لنا الفيروس بسبب احتمال أن يكون مصاب ما قد لمسه في وقت سابق، لكنني لا أكترث، أريد أن أصاب إذن”.

وأعلن المركز الإعلامي للسلطة القضائية الإيرانية، اعتقال صاحب المقطع المصور الذي لعق “ضريح الإمام الثامن لدى الشيعة وهو الإمام الرضا”، في مدينة مشهد.

ووصف القضاء الإيراني هذا التصرف بأنه “غير مألوف”، فيما حذر عدة رجال دين إيرانيين من تلك التصرفات.

لكن يبدو أن هذه التصرفات لها انتشار كبير لدى زائري العتبات، حيث ظهرت مقاطع أخرى لأشخاص يقومون بلعق وتقبيل بوابات الصحن الرضوي في مشهد، وآخرين في قم.

يعتقد السياسيون الإيرانيون أن عدم الشفافية الإيرانية بشأن فيروس كورونا لم يؤذي مواطنيها فقط؛ بل شنت هجمات شديدة على دول الجوار ودول الخليج.
أفادت وكالة أنباء “إسنا” أن نائب وزير إيراني في مدينة قم اتهم الحكومة مؤخرًا “بعدم قول الحقيقة” بشأن كميات تفشي الفيروس في البلاد.
وهذا من أكبر الدلائل التي تدل على أن الحكومة الإيرانية تخفي الأرقام والكميات للفيروس. نفى نائب وزير الصحة أيراج هاريرشي، الصحفيين في 24 فبراير / شباط الفيروس بعدم وجود فيروس كورونا، مع أنه في تلك اللحظة كان يمسح جبهته بسبب الفيروس. ثم اعترف في مقطع فيديو صدر في اليوم التالي، بأنه مصاب بفيروس كورونا.

لماذا لا تُغلق إيران العتبات المقدسة؟

والمثير للتساؤل أن السلطات الإيرانية رغم آلاف الإصابات المعلنة وتجاوز عدد الوفيات 724 حالة، الأحد (15 مارس 2020)، وتعليق صلاة الجمعة بشكل مؤقت، ثم تعليق صلاة الجماعة حتى إشعار آخر، ولكنها لم تغلق “العتبات المقدسة” أمام الزوار.

وفي أواخر فبراير، وبعد إعلان حالات وفاة إيرانيين بكورونا، نصحت السلطات المواطنين بتجنب التجمعات غير الضرورية، كما طلبت منهم عدم السفر إلى “قُم”، ولكن الحكومة لم تغلق المواقع الدينية بالمدينة بشكل تام، في الوقت الذي قال فيه الوصي على الضريح: إن “الناس يرون الضريح كمصدر للتعافي والشفاء؛ ولذلك لا يمكن إغلاقه”، بحسب شبكة “بي بي سي” البريطانية.

وعلقت السلطات الإيرانية الدراسة في المدارس والجامعات وأغلقت المتاحف والأماكن السياحية التراثية، ومنعت الشيشة في المقاهي والمطاعم كإجراءات احترازية حتى إن الميترو في طهران العاصمة بات خالياً من الركاب خلال الأسبوع الماضي، ومع ذلك ما زالت المزارات مفتوحة أمام مريديها، وهو ما يراه كثيرون واحداً من أسباب انتشار الفيروس بشكل أكبر.

ونقلت شبكة “بي بي سي” فارسي عن الصحفية رنا رحيمبور، قولها إن “إغلاق الأضرحة خطوة كبيرة بالنسبة لرجال الدين، لكنه من غير المحتمل أنهم سيتخذونها ما لم يتعرضوا لضغوط دولية”.

ويعتقد متابعون للشأن الإيراني أن إغلاق العتبات المقدسة أمر ليس بهذه السهولة على الحكومة الإيرانية، لأنه يتجاوز صلاحياتها تقريباً فهو أمر مرتبط بالمرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري الإيراني وشخصيات ذات نفوذ.

كما أن بقاء هذه المزارات وسط الاعتقاد بأن التبرك قد يشفي من فيروس كورونا سيزيد عدد مريديها وفي المقابل سيزيد من العوائد المادية الضخمة التي ترجع إلى العتبات المقدسة، حيث إن منها من يملك مصارف وفنادق ومطاعم.

والخلاصة : أن فيروس كورونا في ظل عدم تحرك السلطات الإيرانية بشكل مبكر لاحتواء انتشار الفيروس، امتد بشكل هائل داخلها، وانتقل بين محافظاتها مثيراً الرعب في صفوف الشعب الإيراني، كما أثار التخوف من جيرانهم، خصوصاً العراق، الذي يربطه مع إيران حدود برية طويلة، بالإضافة لعلاقات سياسية قد تمنع السلطات العراقية من تطبيق الإجراءات الاحترازية معها بشكل حقيقي.

موضوعات تهمك:

الرئيس الإيراني يرد على العرض الأمريكي بشأن كورونا

المليشيات الإيرانية تعقم مزاراتها في دير الزور وتتجاهل المناطق الأخرى

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة