قطر والسعودية على مائدة المفاوضات خلال الأيام القليلة الماضية، حيث قالت مصادر مطلعة أن البلدان وبينهما عداوة منذ عدة سنوات، قررا التوصل إلى حل للأزمة الخليجية التي بدأت بينهما قبل أكثر من ثلاث سنوات، في وقت تحدثت فيه مصادر عن اتفاق مبدأي بين الدوحة والرياض لحل الأزمة الخليجية.
المسؤولون قالوا أن قطر والسعودية توصلتا لاتفاق مبدأي على أن يتم توقيع الاتفاق رسميا خلال الأيام المقبل خلال مشاركة أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني في اجتماع مجلس التعاون الخليجي، وفقا لما نقلته وول ستريت جورنال.
قطر والسعودية والمصالحة
الأمور بدأت عندما قالت مصادر قبل أسابيع أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لحل الأزمة الخليجية قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وعندما خسر ترامب الانتخابات، بدا أن الأمور تتجه إلى أن المصالحة لن تتم أبدا، إلا أنه على ما يبدو أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته يريد التوصل لحلول وتنفيذ قرارات كان يطمح إليها قبل الرحيل عن البيت الابيض مثلما فعل في قضايا أخرى تتعلق بالتواجد العسكري الامريكي بالخارج، كما كان الحال عندما تحدث عن تمنيه ان يكون لديه فرصة البقاء في البيت الابيض لابرام اتفاق سريع مع إيران، كذلك الحالة مع الأزمة الخليجية.
كانت المحادثات بين قطر والسعودية بدأت بالفعل بشكل مكثف قبل أيام برعاية كويتية وأمريكية بعدما وصل جاريد كوشنر صهر ترامب وكبير مستشاريه إلى البلدين الخليجيين في وقت سابق من هذا الأسبوع في محاولة لكسر الجمود والعودة للمحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة، بينما قال وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد المصباح، أن قطر والسعودية على استعداد لإنهاء الخلافات بينهما حيث أن المحادثات مثمرة مؤخرا حول المصالحة.
وكان وزير الخارجية القطري قد تحدث عن أن الأمور تتجه إلى تحسن أكبر، دون وجود إمكانية مؤكدة للتوصل لتسوية كاملة.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أنه متفائل إلى حد ما بأن بلاده على وشك التوصل لاتفاق بين جميع الدول المتنازعة.
وكانت الأزمة الخليجية قد بدأت بين قطر والسعودية إلى جانب الأخيرة مصر والإمارات والبحرين، عندما قطعوا العلاقات تماما، معها عام 2017، حيث وصفت قطر الامر بالحصار، بينما قالت الدول أنها تقاطع الدولة الخليجية الراعية للإرهاب، على حد زعمهم.
وتفاوض الأطراف على حل الأزمة في وقت سابق إلا أن الدول الأربع وضعت شروط مجحفة على دولة قطر، من بينها غلق قناتها الأهم الجزيرة، بالإضافة إلى قطع العلاقات مع إيران وجماعة الإخوان المسلمين بالإضافة إلى التقارب أكثر مع تلك الدول في وجهات النظر السياسية، الامر الذي وصفته قطر بمحاولة فرض الوصاية على سياساتها الخارجية، رافضة الأمر بتاتا.
وقالت وكالة بلومبرج الأمريكية في وقت سابق أن دولتي قطر والسعودية تقتربان من التوصل لاتفاق أولي لإنهاء الخلافات بينهما.
قطر والسعودية ماذا عن مصر والإمارات؟
الاتفاق بين قطر والسعودية قد لا يعني حل الأزمة، إلا إذا انضمت إلى السعودية كلا من البحرين والإمارات ومصر، وقالوا أن الاتفاقية لا تزال مؤقتة معربين عن مخاوفهم من أن أي اتفاق قد ينهار قبل التوقيع عليه، حيث يتعين على السعوديين إقناع حلفائها الآخرين للتوصل لحل، إلا أن الدول الثلاث أبدوا التحفظات على الاتفاقية.
لا تريد مصر التوصل لاتفاق لحل الأزمة ضد قطر، نظرا للخصومة القائمة بين نظام عبدالفتاح السيسي والنظام القطري من الأساس، في وقت فإن الإمارات لا ترغب في أي حل للأزمة دون فرض الوصاية على دولة قطر، خاصة وأن الإمارات ترى في قطر ندا واضحا لها ولسياساتها التوسعية في المنطقة.
إلا أن مصادر اكدت أن البحرين ليست على نفس الخط من الرفض، إلا أن لديها بعض التحفظات على نقاط بعينها، كما أن ضغط الإمارات عليها، يجعلها في وضع حرج وحائر بين الأمرين، أما فيما يخص مصر فقد مسؤولون أمريكيون ان الرئيس المصري تعرض لضغوطات شديدة من نظيره الأمريكي للموافقة على الصفقة ودعمها، دون الحديث عن إمكانية أن تترك الإمارات وحدها في مركب العداء.
وعلى الرغم من ذلك فإن مصدر آخر وفقا لبلومبرغ، قال أن المحادثات لا تزال تشهد هوة واسعة بين الطرفين قطر والسعودية نظرا لعلاقات الدوحة الموثقة مع طهران. بحسب بلومبرج.
موضوعات تهمك:
