“فاروق جويدة يكتب” لماذا تدفع مصر وحدها ضريبة الإرهاب؟!

الشاعر ع1 مارس 2019آخر تحديث :
"فاروق جويدة يكتب" لماذا تدفع مصر وحدها ضريبة الإرهاب؟!

 

المحتويات

لماذا تدفع مصر وحدها ضريبة الإرهاب؟!

 

الشاعر العربى الكبير فاروق جويدة يكتب اليوم هذة المقالة الرائعة عن دعم مصر وموقف مصر من الارهاب والتطورات التى تشهدها مصر الكبيرة فى مجال السياحة والاستقرار الامنى الذى تعيشة مصر ويلقى شاعرنا الكبير فاروق جويدة الضوء على مؤتمر شرم الشيخ الأخير والذى يعتبرة نموذجا مشرفا للحضارة العربية على ارض مصر ومدى اقبال العالم على هذا المؤتمر وان هذا المؤتمر العالمى الذى جمع 50 دولة فى عمل غير مسبوق خلال الفترة الراهنة العصيبة التى تمر بها البلاد ويمر بها عالمنا العربى من تقلبات وصراعات وتدخلات فى امورها من قبل دول كثيرة ليس لها الحق التدخل اولهم العدو الصهيونى وبعض الدول الغربية التى من المفروض ان ترعى السلام فقط فى المنطقة ، يفخر الشاعر الكبير فاروق جويدة بمصر وحضارة مصر ورئيس مصر ورقى مصر وما وصلت الية مصر من تطورات تواكب عصور التكنولوجيا والمعلوماتية ونهوضها بالسياحة من اهم العلامات البارزة على الساحة ثم يختم مقالتة الرائعة بقصيدة من اجمل ما كتب شاعرنا العربى الكبير فاروق جويدة اليوم على صفحات جريدة الاهرام وننقل لكم المقالة كاملة كما نشرتها الجريدة واجمل مافى مقالة جويدة هو عنوانها الموفق جدا ” لماذا تدفع مصر وحدها ضريبة الإرهاب؟!” تحية لصاحب القلم المتالق شعرا وابداعا ومقالات ومسرحيات وفكر وطنى ناضج وطازج وملىء بالمفردات التى تحتاج الى دراسة بالجامعات المصرية يتعرف ابناء هذا الوطن على خيرة مفكرية وكتابة العظام.”المحرر”

لماذا تدفع مصر وحدها ضريبة الإرهاب؟!

بقلم : فاروق جويدة

 

 

تحولت مدينة شرم الشيخ إلى مركز حضارى غير مسبوق بما تشهده من أحداث ولقاءات ومؤتمرات ومهرجانات وأصبحت قطعة من الضوء تعكس واقعا تاريخيا للدور المصرى الذى يجسد معنى التلاحم بين الشعوب من اجل الأمن والاستقرار والحوار بين دول العالم.. آخر ما شهدته المدينة العريقة هذا المؤتمر الذى حمل اسم القمة العربية الأوروبية والذى جمع ممثلين عن 50 دولة ما بين ملوك ورؤساء دول وحكومات، كان شيئا مبهرا.. منذ زمن بعيد لم يجتمع هذا العدد فى مواجهات صريحة وواضحة حول مستقبل العالم العربى بل إن قضايا الشعوب العربية كانت تناقش فى غرف مغلقة وليس فيها طرف عربى واحد والدليل أن الحوار حول قضية الصراع فى سوريا كانت تدار بين دول أجنبية وليس فيها ممثل واحد لدولة عربية..

 

 

المهم أن مؤتمر شرم الشيخ شهد مواجهة شاملة بين الدول العربية ودول أوروبا وهذا فى حد ذاته يمثل انتصارا كبيرا للسياسة المصرية التى استطاعت جمع هذا الحشد تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى وهذا بكل تأكيد يمثل عودة مصرية قوية للساحة الدولية، لأن هذا الحشد لم يأت من فراغ بل هو حصيلة جهد وصبر ومعاناة.. كان من الواضح أن الجانب الأوروبى جاء وفى أجندته قضيتان هما الإرهاب والهجرة..

إن قضية الإرهاب تمثل هاجسا دائما للشعوب الأوروبية سواء ما شهدته هذه الدول من أحداث إرهابية أو ما ترتب على ذلك من المهاجرين الذين اقتحموا الحدود وتدفقوا بالملايين فى دول مثل ألمانيا وايطاليا وفرنسا ولم تنج دولة أوروبية من هذه الحشود.. كان التركيز واضحا فى الجانب الأوروبى على قضية الإرهاب وما تشهده أوروبا من مخاطر أمام عمليات الهجرة..

كنت أتمنى فيما يخص مصر فى هذه القمة أن نبدأ فى طرح قضية الديون التى تراكمت على الاقتصاد المصرى فى السنوات الأخيرة دون أن تحصل على حقها أمام التزامات كثيرة فرضتها مجموعة عوامل كان ينبغى أن يشاركنا العالم فى تحمل أعباءها الضخمة.. إن ديون مصر فى السنوات الأخيرة قد تتجاوز الحدود الآمنة أمام ميزانية لا تستطيع أن تتحمل كل هذه الأعباء.. إن الدين الخارجى يقترب من مائة مليار دولار، بينما يقترب الدين المحلى من أربعة تريليونات جنيه وهنا ينبغى أن نضع امام العالم مجموعة من الحقائق.

اولا: إن مصر دفعت فاتورة ضخمة فى معركتها ضد الإرهاب وهو لم يكن مقصورا على منطقة من المناطق ولكنه انتشر فى أكثر من مكان وكان جيش مصر وشرطتها يحاربان فى سيناء خمس سنوات كاملة بجانب مواجهات فى الداخل وصلت إلى قلب القاهرة وامتدت إلى الحدود الغربية مع ليبيا بل إن حشود الإرهاب لم تترك مكانا فى مصر إلا وارتكبت فيه المجازر ضد الجيش والشرطة والمواطنين الأبرياء.. إن العالم يعلم كيف تحملت مصر ضريبة مواجهة الحرب ضد الإرهاب ويكفى أن قوات الجيش المصرى والشرطة مازالت يواجه حربا شرسة فى سيناء.. إن السؤال الذى ينبغى أن تطرحه مصر بقوة: لماذا لا يشارك العالم فى تحمل فاتورة الحرب على الإرهاب؟ إن هذه الحشود كان من الممكن أن تنتقل بسهولة إلى الجانب الآخر من البحر المتوسط وتهدد دول أوروبا كلها ولكن مصر هى التى منعت هذه الحشود وتصدت لها وقضت على الكثير من عناصرها..

ثانيا: إن فى مصر الآن خمسة ملايين من المهاجرين يعيشون بيننا ونتقاسم معهم الطعام والأمن والمسكن ويتعلم أبناؤهم فى مدارسنا ويسكنون بيوتنا ولم تشهد مصر إقامة معسكر خيام واحد لإقامة المهاجرين. لقد احتضنت مصر المهاجرين من الدول العربية التى عانت مأساة الحرب الأهلية دون أن تفرق بينهم وبين أبنائها.. لقد حصلت دول أخرى على معونات وهبات ودعم من دول أوروبية مقابل دخول المهاجرين إلى أراضيها ولكن مصر الشعب والدولة قدمت كل هذا تقديرا لجوانب إنسانية ووطنية تحرص عليها .. هنا كان ينبغى أن تبدو مشاعر المشاركة من العالم وليس أوروبا وحدها..

ثالثا: هناك آثار كثيرة ترتبت على مواجهة الإرهاب، كان أهمها وأخطرها أن الشعب المصرى دفع تكاليف ذلك فى صورة أعباء فرضتها الأحداث فى ارتفاع أسعار السلع وفرض ضرائب جديدة على المواطنين أمام شروط مجحفة فرضتها مطالب صندوق النقد الدولى فى برنامج الإصلاح الاقتصادي.. إن المواطن المصرى البسيط قد تحمل كل هذه الأعباء ابتداء بالحرب ضد الإرهاب وانتهاء بما حدث أمام أعمال العنف وغياب الاستقرار، فقد خسرت مصر موارد كثيرة فى مقدمتها السياحة والصادرات وزيادة أعداد البطالة بين الشباب وتوقف مشروعات صناعية كثيرة أدت إلى تراجع الإنتاج خاصة فى مشروعات القطاع الخاص، لاشك أن هذه الظروف وهذه الأعباء فرضت على مصر أن تتوسع فى سياسة القروض الخارجية والداخلية حتى أصبحت تمثل عبئا ثقيلا على الاقتصاد المصرى.

رابعا: فى عام 1991 شاركت مصر بقوات عسكرية فى حرب الخليج وتحرير الكويت ويومها تم إسقاط أكثر من 47 مليار دولار من ديون مصر الخارجية، ورغم أن المشاركة المصرية كانت جزءا من مشاركة عالمية فإن مؤتمر باريس قرر يومها إسقاط الديون عن مصر ونفذت الدول العربية والأوروبية وأمريكا القرار والآن تخوض مصر وحدها معركة ضارية ضد الإرهاب وقد فرضت هذه المعركة أعباء ضخمة على الاقتصاد المصرى بل على المواطن المصرى فى حياته ومعيشته واستقراره..

خامسا: فى تقديرى انه جاء الوقت لكى تضع مصر أمام العالم صورة كاملة عن كل ما حدث.. إن أطرافا دولية كثيرة سحبت يدها من قضية المواجهة مع الإرهاب امنيا وعسكريا، إن مصر لا تخوض معارك أمنية فقط لكنها تخوض معارك فكرية وثقافية تتطلب ثورة فى التعليم وإصلاح الخطاب الدينى ومحاصرة مراكز الإرهاب الفكرية، إن كل هذه المواجهات فرضت على مصر خططا لإصلاح التعليم والثقافة والمؤسسات الدينية من اجل توفير مناخ حضارى وإنسانى وفكرى يستوعب كل الأفكار ويحترم كل الأديان..من هنا فإن العالم مطالب بأن يقف مع مصر أمام تحديات جسيمة تواجهها فى معركتها ضد الإرهاب..

ولا أدرى هل كان مطلوبا أن تقدم مصر هذه الصورة أمام 50 دولة شاركت فى قمة شرم الشيخ حتى يدرك العالم مدى التضحيات التى قدمتها جيشا وشعبا فى مقاومة الإرهاب.. إن الحديث عن قضية الإرهاب يفتح أبوابا كثيرة أمام خوف البعض وسلبية البعض الآخر ويكفى أن العالم كله يشاهد دولا وحكومات تقدم الدعم للإرهابيين بالمال والسلاح والفكر.. إن العالم لا يعاقب هذه الدول ولا يقدم الدعم لمن يحارب الإرهاب ويتصدى له فكيف يتساوى من يواجه ومن يتآمر؟!.

كنت أتصور أن تكون فى المؤتمر دعوة واضحة من اجل دعم مصر فى حربها ضد الإرهاب وأن يكون هذا الدعم ماليا وإنسانيا وفكريا وثقافيا، لأن القضية لا تخص مصر وحدها. لقد استضافت مصر هذا العدد غير المسبوق من الدول العربية والأوروبية وكان ينبغى أن يكون الشأن المصرى فى مقدمة أولويات المؤتمر..

سادسا: مازالت هناك دول أوروبية تعطى الإرهابيين حصانة سياسية بل أن من بين هذه الدول من رفض تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية وهذه الازدواجية فى المواقف تعطى للإرهابيين مشروعية القتل والتخريب.. إن العالم لم يوحد كلمته بعد فى تعريف الإرهاب بل إن البعض يعتبر هذا نضالا سياسيا ومعارضة وطنية.. إن الشعارات التى تطلقها الدول والحكومات حول إدانة الإرهاب ينبغى أن تتحول إلى إجراءات ومواقف، لأن الخلاف حول قضية الإرهاب يمنحها شرعية لا تستحقها ومازالت هناك دول تقدم السلاح والمال والملجأ لآلاف الإرهابيين القادمين من دول العالم..

لاشك أن المؤتمر حقق نتائج كثيرة على المستوى السياسى والاقتصادى وربما تظهر هذه النتائج فى فترات مقبلة ولكن تبقى قضية الإرهاب واحدة من اخطر قضايا العصر، ليس لأنها خربت أوطانا كثيرة ولكن لان لها مصادر فكرية خاطئة ولا أحد يعرف متى ينتهى وكيف يمكن القضاء عليه. يكفى مصر انها استطاعت ان تجمع هذا الحشد على أرضها وتحت رعايتها وهذا تأكيد على أن سياسة مصر الخارجية قد نجحت فى تجاوز أزمات كثيرة وان العالم قد أعاد حساباته تجاه القرار المصرى والرؤى المصرية وأن العالم يسمع لنا الآن بكل الاهتمام والحرص والعرفان..

تبقى بعد ذلك إجراءات ضرورية من اجل ترجمة هذه القمة إلى سياسات ومواقف تلتزم بها الحكومات تجاه القضايا الأساسية التى ناقشتها القمة.. إن قضية الإرهاب لا تخص وطنا بعينه ولكنها تهديد لدول العالم ولابد من مواجهتها عبر مراحل زمنية، لأن الإرهاب لن ينتهى بين يوم وليلة وإذا نجح العالم فى مواجهاته الأمنية فسوف تبقى مصادر فكر الإرهاب تهدد امن الشعوب واستقرارها..

إن الملايين الذين تركوا أوطانهم وانتشروا فى بلاد الله شرقا وغربا لابد ان يبحث العالم عن حل لقضيتهم وإذا كان الحديث عن المهاجرين يؤرق البعض فهناك شعب عربى خرج من أرضه وعلى الضمير العالمى أن يستيقظ ويجد حلا ووطنا وأمانا للشعب الفلسطينى أمام الاحتلال الإسرائيلى، كما أن العالم العربى والإسلامى لن يتخلى عن القدس وعلى أمريكا أن تعيد حساباتها وتعيد الأرض لأصحابها..

إن العالم الآن يقف حائرا أمام الآلاف من الإرهابيين الذين ينتمون إلى «داعش» ويبحثون عن مأوى لهم وكل العالم يرفضهم وهؤلاء سوف يمثلون أدوات رعب وخوف لشعوب العالم لأنهم ألغام يمكن أن تنفجر فى أى مكان.

ينبغى ألا يتخلى العالم عن مساعدة برامج إعادة الإعمار فى الدول التى خربها الإرهاب والحروب الأهلية والقواعد العسكرية الأجنبية التى دمرت كل شىء وهى فى النهاية احتلال غير مشروع ..

مازلت اعتقد أن من حق مصر أن تطالب بإسقاط ديونها التى دفعت منها جزءا كبيرا فى مقاومة الإرهاب والدفاع عن دول العالم أمام هذه الكارثة..

إن دماء الشهداء الأبرار لا تقدر بثمن وآلاف الأسر المنكوبة لا يمكن تعويضها بأموال الدنيا ولكن يجب أن يدرك العالم أن مصر قد دفعت وحدها ضريبة الحرب ضد الإرهاب نيابة عن كل شعوب الدنيا

 

 

ويبقى الشعر

 

مازلتُ أسكنُ فى عيونكِ مثلَ حباتِ النهارْ ..

أطيافُ عطرُكِ بين أنفاسى رحيلٌ .. وانتظارْ

مازلتُ أشعرُ أننا عمر نهايته .. انتحارْ

والحب مثلَ الموتِ يجمعُنا .. يفرقـُنا

وليس لنا اختيار

هل تنـْجبُ النيرانُ

وسط الريح شيئـًا غيرَ نارْ

مَازلتُ أحيا كلَّ ما عشناه يومًا

رغم أنَّ العمرَ .. أيامٌ قصارْ

والحبُّ فى الأعْماق بركانُ يدمرُنـَا

وبينَ يديكِ ما أحلى الدمارْ

والشوقُ رغمَ البعدِ أحلام تطاردنـَا

ومازلنا نكابُر كالصغارْ

فالهجرُ فى عينكِ هجرُ مكابر ٍ

هل تهربُ الشطآنُ منْ عشق ِ البحارْ

إن جاءَ يومٌ واسترحتِ من المنى

فلتخبرينى .. كيف أسدلتِ الستارْ

فإلى متى سنظلُّ فى أوهامِنا

ونظنُّ أن الشمسَ ضاقت .. بالنهارْ

أدمنتُ حبّكِ مثلما

أدمنتُ فى البحر .. الدوار

فلقاؤنا قدرٌ

وهل يُجدى مع القدر الفرارْ

المصدر: الاهرام

اقرأ/ى أيضا:

مصاص الدم وهاتك عرض القبيلة… وإنريكو ماسياس يقتل الفلسطينيين ويمشي بجنازة العرب!

اقرأ/ى أيضا:

منظمة التحرير وحق العودة

اقرأ/ى أيضا:

أوهام وارسو والأسئلة المطروحة

اقرأ/ى أيضا:

مجموعة اتصال حول فلسطين

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة