عيد الغطاس المجيد يحل على الأقباط غدا الأربعاء، وذلك بالتزامن مع ذكرى “معمودية السيد المسيح في نهر الأردن”، وهو ما يسميه المؤمنون بالدين المسيحي “عيد ظهور السر الإلهي”، كما يشتهر فيه عدد من الاحتفالات خلاله.
ونستعرض إليكم عدد من المعلومات حول عيد الغطاس كما نستعرض أبرز مظاهر الاحتفال به في مصر.
معلومات حول عيد الغطاس
يقام قداس عيد الغطاس في الليلة السابقة للعيد ويطلق عليها برامون الغطاس أي الاستعداد للعيد حيث يصوم الأقباط حتى المساء لحين إقامة القداس، حيث يقام في الكنيسة المرقسية بالاسكندرية.
ويعتبر الغطاس أحد الأعياد “السيدية الكبرى”، والمرتبط بالسيد المسيح وعددها 7 أعياد، ويرمز له بالمعمودية أي التغطيس، وهي شروط أساسية ليكون الشخص مسيحيا وفقا للعقائد الأرثوذكسية ويتم الاحتفال به دائما في موعد ثابت بعد 12 يوما من الاحتفال بعيد الميلاد.
يتم الاحتفال بالعيد لثلاثة أيام وتؤدى فيه الصلوات بالطقس الفرايحي ويمنع فيه الصوم الجماعي، ويعرف بعيد أبيفانيا يعني المعمودية بالتغطيس او عيد العماد.
تطلق عليه الكنيسة أيضا اسم عيد “الظهور الإلهي”، لأنه وطبقا للإنجيل الذي يتبعه المسيحيون الآن، فقد ظهر خلال تعميد المسيح في نهر الأردن “الأقانيم الثلاثة: الأب والإبن والروح القدس”، وفقا للمعتقد القبطي.
وكانت مراسم الاحتفال تتم على شاطئ النيل حتى أوقفها الحاكم بأمر الله، ويشهد هذا العيد طقسا لا يتكرر سوى ثلاث مرات سنويا وهو صلاة اللقان وهي تعني الاغتسال ويقوم القس برسم جبهة الرجال بعد الصلاة كرمز للاغتسال من الخطيئة.
طعام الأقباط في عيد الغطاس
خلال العيد يأكل المسيحيون في مصر نوعا معينا من الطعام هو القلقاس، وقصب السكر، رمزا لعملية الغطس والمعمودية.
وقد اعتاد القبطيون المصريون منذ قديم الأزل أكل القلقاس على الأخص، لأنه يحتوي على مادة سامة ومضرة للحنجرة وهي المادة الهلامية، إلا أنها إذا اختلطت بالماء تحولت إلى مادة نافعة مغذية وتشبه بذلك “ماء المعمودية”، والتي تطهرهم من الخطيئة كما يتطهر القلقاس من مادته السامة باستخدام ماء الطهي.
كما أن القلقاس يتم دفنه في الأرض ثم يصعد إلى وجهها ليصير طعاما والمعمودية هي دفن أو موت أو قيامة “مع المسيح”، كما يقول بولس الرسول: “مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضا معه”.
كما أن القلقاس لا يؤكل إلا بعد ان يتم تقشيره منوبدون تعريته فلا فائدة منه ولابد أولا من خلع القشرة الصلدة قبل أن يؤكل وبذلك تشبه الكنيسة الأرثوذكسية تناول القلقاس بالمعمودية خلال خلع ثياب الخطيئة لكي نلبس بالمعمودية الثياب الجديدة الفاخرة، ثياب الطهارة والنقاوة، وفقا للمعتقد القبطي.
أما اكل القصب خلال عيد الغطاس والذذي يشتهر به الأقباط في هذه الآونة، لأنه نبات ينمو في المناطق الحارة ويشبه في ذلك بأن حرارة الروح تجعل الإنسان ينمو في الأماكن الحارة ويشبه في ذلك بأن حرارة الروح تجعل الإنسان يعلو في المرتبة الروحية ويرتفع باستقامة كاستقامة النبات كما أنه ينقسم إلى عقلات وكل عقلة هي فضيلة اكتسبها في كل مرحلة عمرية حتى تصل إلى العلو حيث القصب من داخله أبيض ويشبهونه بالقلب وينبع منه الحلاوة، على حد إيمانهم.
موضوعات تهمك:
