عدوى خفض التصعيد الامريكية تنتقل لأوكرانيا

محمود زين الدين9 نوفمبر 2022آخر تحديث :
خفض التصعيد

خفض التصعيد ضرورة لإدارة بايدن تحررها من قيود وضغوط الجمهوريين بالكونغرس بشأن التواصل مع الكرملين وإخضاعهم الإدارة لرقابة مشددة.
برر مسؤولون أمريكيون محادثات سوليفان السرية مع كبار مساعدي بوتين بخفض مخاطر التصعيد وإبقاء قنوات مفتوحة مع روسيا لا لتسوية حرب أوكرانيا.
هزيمة الحزب الديموقرطي بانتخابات الكونغرس والتصعيد بأوكرانيا بالشتاء وبفلسطين المحتلة بعد فوز الكاهانين تدفع نحو فشل كبير في إدارة الملفات الدولية.
يزداد قلق العالم من التضخم وأزمة الطاقة والمجاعات؛ فضلا عن استحقاقات انتخابية كما في الكيان الصهيوني وصعود اليمين الكهاني لحكومة نتنياهو مما يمهد لتصعيد كبير بالمنطقة.
* * *

بقلم: حازم عياد
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكان إجراء مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان محادثات سرية مع كبار مساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ وبرر المسؤولون المحادثات السرية بأنها جاءت للحد من مخاطر التصعيد ولإبقاء القنوات مفتوحة مع روسيا وليست لمناقشة تسوية للحرب.
في الآن ذاته نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي أن جيك سوليفان دعا المسؤولين الأوكرانيين خلال زيارته الأخيرة لكييف إلى إظهار إشارات على الانفتاح على الحديث مع الروس.
صحيفة الواشنطن بوست عادت وأكدت يوم الأحد طلب الولايات المتحدة سراً من أوكرانيا إظهار انفتاحها على التفاوض مع روسيا في محاولة محسوبة لضمان احتفاظ الحكومة في كييف على دعم الدول الأخرى في أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية التي يزداد قلقها بسبب التضخم وأزمة الطاقة والأمن الغذائي المهدد؛ فضلا عن مواجهتها استحقاقات انتخابية كالتي حدثت في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأدت الى صعود (اليمين الكهاني) بزعامة بن غفير وسموتريتش في حكومة نتنياهو ممهدة لتصعيد كبير في المنطقة.
الحرص الامريكي المفاجئ على الحوار والتفاوض جاء قبيل الإنتخابات النصفية الامريكية للكونغرس؛ فإطلاق حوار قبيل انتخابات التجديد النصفي ستحد من قدرة الكونغرس الذي سيغلب عليه الطابع الجمهوري كما هو مرجح في رسم معالم المشهد السياسي في أوكرانيا والقارة الأوروبية.
إطلاق حوار تنخرط فيه الرئاسة الاوكرانية بقيادة فلودومير زيلنسكي ستحد من التصعيد وستسمح لادارة بايدن بادارة ملف الحرب من خلال المفاوضات التي سيطلقها زيلنسكي.
خفض التصعيد بات ضرورة أمريكية ملحة لادارة الرئيس الامريكي بايدن تمكنه من التحرر من القيود والضغود التي سيمارسها الكونغرس الامريكي في التواصل مع الكرملين من خلال اخضاع ادارته لرقابة مشددة من الجمهوريين في الكونغرس.
الوقت ينفذ من الرئيس الامريكي جو بايدن؛ فالتصعيد في الشتاء القادم وهزيمة حزبه الديموقرطي المتوقعة في انتخابات الكونغرس والتصعيد المتوقع في الاراضي الفلسطينية المحتلة عقب فوز الكاهانين في الانتخابات تدفع نحو فشل كبير في ادارة الملفات الدولية والمحلية الأمريكية.
ختاما .. الاستحقاقات الانتخابية المتوقعة في عدد من دول القارة الافريقية واللاتينية والاوروبية والازمات الاقتصادية؛ ستاتي بمزيد من الخصوم والتحديات لادارة بايدن وللولايات المتحدة وتتطلب خفض التصعيد في حرب أوكرانيا.
وهذه باتت مهمة زيلنسكي الجديدة؛ بشكل يسمح بادارة الصراع والتصعيد بعيدا عن الانزلاق نحو مواجهات أكثر دموية سواء كانت بسبب استخدام الاسلحة غير التقليدية والقذرة؛ او بسبب نقل ساحة المواجهة من أوكرانيا إلى ساحات إقليمية كغرب اسيا وافريقيا وجنوب أمريكا وبحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان.

* حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية

المصدر: السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

دعم إيران لروسيا بالمسيرات يجرّ إسرائيل إلى حرب أوكرانيا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة