عجائب القدر الذى تشرف به مصر ويشرف بمصر

أحمد عزت سليم4 يوليو 2020آخر تحديث :
عجائب القدر الذى تشرف به مصر ويشرف بمصر

عجائب القدر الذى تشرف به مصر ويشرف بمصر

يؤكد د. عبد الودود مكرم: “أن البعد التاريخى فى شخصية مصر يمثل نموذجا فريدا للقاء الإنسان المصرى مع الموقع، وعلى ضوء الخبرة التاريخية لمصر تشكل دورها الإقليمى والعالمى، ومن الثوابت على النحو التالى:

–  شموخ الإنسان المصرى وإرادته الطموحة فى العمل والإنجاز.

–  أصالة قيم مصر فى استيعاب الوافد عليها وتمصيره، وإعادة تصديره بروح مصر.

–  التمايز الفريد للغة الحوار بين الإنسان المصرى مع موقع مصر ومكانتها عبر التاريخ، وهى اللغة الحاكمة لقيم العطاء فى الذات المصرية  .

–  أن موقع مصر هو منحة من السماء لأهل الكنانة، لوجوب الوفاء بالأزمات ومسئوليات هى من خصوصيات تكوين الوجدان المصرى فى علاقاته بالدين والإنسانية.

– أن موقع مصر هو قيمة من الجغرافيا، كان عونا لمصر إذا تكامل مع موضعها ومكانتها، وكان عوانا عليها إذا ضعفت المكانة عن مهام الموقع، وما بين “العون والعوان” دروس مستفادة فى تربية الشخصية المصرية .

ومن “منطلق أن مصر كانت”أول أمة” فى التاريخ القديم – نمت فى نفسها عناصر الأمة بمعناها الكامل الصحيح، وبعدها كانت أول دولة تظهر على مسرح العالم القديم بالمعنى السياسى ، ولم يمض قليل حتى كانت أعظم قوة سياسية فيه، كانت أول إمبراطورية فى التاريخ حققت لنفسها نطاقا ممتدا من السيطرة والنفوذ .

أن “القيمة من الموقع – والقوة من الموضع” هما طرفى معادلة شخصية مصر:موقع خطير يتطلب لتحقيقه وضمانه موضعا غنيا كفئا ، فإذا ما اجتمعا طفرت مصر كقوة إقليمية كبرى ، أما إذا قصر الثانى عن الأول / أو دون متطلباته ، وقعت مصر فريسة للقوى المعادية، وبمعنى آخر: أن مكانتنا هى محصلة مكاننا وإمكانياتنا على حد سواء .

أن أصالة التاريخ المصرى تتجلى فى كثير من مؤشرات السبق الحضارى فى كثير من المجالات، وهناك كثير من الشواهد والأدلة التى تؤكد صدق المعنى : “مصر أم الحضارات أول حضارة صنعها الإنسان”.

“أنه من عجائب القدر الذى تشرف به مصر ويشرف بمصر، أن تكون بيت العرب الأول ورائدة التنمية ومفتاح الحركة العربية فى تفاعلاتها مع المتغيرات العالمية، الأمر الذى يلقى على مصر مسئوليات مضاعفة فى صناعة القرار العربى. … وليس دور زعامة مصر إلا ممارسة متواضعة صامتة، وهو بهذا المعنى لا يمكن أن يكون تشريفا أو تخليدا، بل هو تكليف وتقليد ، تكليف من الجغرافيا وتقليد من التاريخ” 3.

وهذا ما أكدته دراسة نشـرتها هيئة الإذاعة البريطانيــة (BBC)، نقلت من خلالها تقريراً لبحث علمـي عكف عليه مجموعة من علمــاء الآثار بجامعة اوكسفــورد وعلى راسهم رئيس فريق الباحثين الدكتور مايكل دي، قاموا بدراسة حقبــات موغلة فى القدم فى التاريخ المصـري القديم، وتوصلوا من خلالها لمجموعة من الحقــائق المثيـــرة .. فقد استنتــج فريق العلمــاء فى هذا الدراسة أن مفهـــوم الدولة فى مصــر تأسس بســرعة أكبــر مما كانوا يعتقــدون ، وأن تحولها من دولة الاراضي الزراعية المتفــرقة إلى دولة مدنيــة مركزية يحكمها حاكم واحد كان سـريعاً جداً – بالقيــاس بتطور الامم والحضــارات فى هذه العصــور الغابــرة.

ومن خــلال استخدام تحليلات الكــربون المُشع ، وبعض النمــاذج الحاسوبية المتطــورة المُستخدمة حديثاً فى بحوث الآثار، وُجــد أن المجتمع الإقليمي الزراعي الذي كان موجوداً على أرض مصــر قبل 4000 عام من الميــلاد، تحول فى غضــون بضع مئات من السنين (خلال 300 أو 400 سنــة) إلى دولة يحكمــها ملك واحد .. بخلاف ماكان سائداً فى اعتقــادات العلمــاء أن الدولة فى مصــر استغــرق تكوينها آلاف السنيــن وكما يؤكد الدكتور مايكل دى، حتى وصلت إلى حُكـــم الفــراعنة.

موضوعات تهمك:

الأسماء المصرية ترفض القطيعة مع الثقافة الوطنية

خليه يتجوز يا بهية!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة